بعد عامين على الثورة السورية، يرى البعض تنافسًا جديًا بين ضرورة الحل السياسي وبين إراقة المزيد من الدماء، في حين تصرّ المعارضة على تنحي بشار الاسدكمدخل للحل.


بيروت: يؤكد النائب جمال الجراح ( تيار المستقبل ) لـquot;إيلافquot; أن الحل في سوريا بتنحي النظام وخروج بشار الاسد من السلطة، بعدما وضع رئيسها بشار الاسد سوريا على خط حرب اهلية، ولا يزال هذا النظام مدعومًا من ايران وروسيا، ولا يزال حزب الله يقاتل الى جانب هذا النظام.

الحل أن يتنحى الاسد عن السلطة ويخرج من سوريا واقامة دولة مدنية ديموقراطية.

ويلفت الجراح الى أن الشعب السوري لا يمكن ان يرجع الى الوراء بعد كل ما جرى، والدماء التي سالت، ولا يمكن أن تستكين الا باسقاط النظام، والشعب السوري مصمم على اكمال ثورته واسقاط النظام واقامة الدولة الديموقراطية.

ويرى الجراح أن تسليح الثوار بالاسلحة المناسبة سيقصر عمر النظام، لأن النظام السوري يستعمل اليوم الاسلحة الاستراتيجية، وصواريخ السكود، الى المدفعية الثقيلة، وبالتالي تزويد المعارضة السورية بأسلحة مناسبة للدفاع عن انفسهم يساعد في اسقاط النظام، هو قرار جريء وسيقصر عمر الازمة في سوريا، ويضع الثوار على طريق النصر.

عن الجانب الانساني للثورة السورية في ما يتعلق باللاجئين السوريين في لبنان، يرى الجراح أن الخطأ الاساسي ما ارتكبته الحكومة في ترك الامور على مغاربها من دون أي ضوابط أو خطة أو رؤية للتعاطي مع الموضوع كما فعلت دول اخرى كتركيا والاردن.

ويضيف :quot;الحكومة اللبنانية نأت بنفسها حتى عن هذا الموضوع، كمن دفن رأسه بالرمال معتقدًا بعدم وجود أي ازمة أو مشكلة اسمها النازحون السوريون في لبنان.quot;

ويؤكد الجراح أن هناك دوراً للمجتمع الدولي في القضية السورية اليوم، اذ إن هناك ملايين السوريين النازحين في الدول المجاورة، كما توجداعداد كبيرة نازحة داخل سوريا، على المجتمع الدولي مسؤولية ايواء هؤلاء الناس وتقديم العون لهم، وعليهم المساعدة في انهاء هذا النظام في البدء.

بين الحوار واراقة الدماء

يرى معن بشور (المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه لا بد من الترحم على كل شهداء سوريا من مدنيين وعسكريين، من موالين ومعارضين، ففي النهاية هؤلاء ابناء امة عربية وابناء شعب وجيش قدما الكثير لكل قضايا العرب، وقد كانت لنا رؤية منذ بداية الاحداث أن ما يجري في سوريا لا يستهدف شخصًا أو حزبًا او نظامًا بقدر ما يستهدف هذا البلد بوحدته وبدوره القومي بقواته المسلحة ببنيته الاقتصادية بموقعه وموقفه في المنطقة، وكنا دعاة حوار منذ اللحظة الاولى ودعاة تسوية تاريخية، يشعر بعدها كل سوري أنه شريك في تقرير مستقبله، بل تسوية تضع حدًا لكل اشكال التدخل الخارجي، الذي ما دخل بلدًا الا وساهم في تدميره وتمزيقه، والمثلان العراقي والليبي حاضران امامنا.

ويضيف بشور:quot; بعد عامين يتضح اكثر من أي وقت مضى اهمية العودة الى الحوار ولمنطق التسوية التاريخية بين كل مقومات المجتمع السوري، بعيدًا عن التدخل الخارجي وعن عسكرة الحراك الشعبي، وبعيدًا بشكل خاص عن التحريض الطائفي، الذي دفعنا في لبنان اغلى الاثمان بسببه، ومن حقنا أن نقدم للسوريين ولكل العرب تجربتنا لكي ندعوهم الى الخروج من الاقتتال الى الانفتاح والحوار والتفاهم والتسوية التاريخية، وعدد المقتنعين بهذه الرؤيا، يتابع بشور، يتزايد داخل سوريا وخارجها، لكنّ اطرافًا محددة واصحاب رؤوس حامية هنا وهناك، ما زالوا مصرّين على استمرار لعبة الدم، خصوصًا أن هذه اللعبة تستنزف سوريا وتعطل دورها وتدمر موقعها وموقفها. واذا يلفت بشور بأن سوريا بعد عامين على الاحداث فيها تشهد سباقًا بين حوار يقود الى حل سياسي بين السوريين أنفسهم، وبين اصرار على ابقاء النار مشتعلة والدمار مستمرًا والدم منهمرًا.