لا بد أن عزيمة إيران لا تلين، حين يتعلق الأمر بتحقيقها حلمها النووي. فهي مصممة على أن تصبح قوة نووية إقليمية، مهما كلف ذلك، سواء فصّلت قنبلتها بنفسها تحت أنظار الغرب المتردد، أم اشترتها جاهزة من مصانع كوريا الشمالية.


القاهرة: يبدو أن المحاولات الدبلوماسية المتواصلة والدؤوبة لمنع إيران من تصنيع أسلحة نووية لم تنفع، ولا العقوبات والتخريب السيبراني والتهديد بالقيام بعمل عسكري أيضًا، بعد أن تجاوزت طهران الخطوط الحمراء في مساعيها للوصول إلى المراحل الأخيرة لتصنيع قنبلة نووية. فإيران عازمة على أن تكون قوة نووية، وإن لم تستطع بناء القنبلة بنفسها فأمامها خيار أسهل لكن أخطر، يتمثل في شراء أسلحة نووية من كوريا الشمالية.

تصنعها أو تشتريها

حين يتعلق الأمر بتصنيع أسلحة دمار شامل، يجد النظام الإيراني نفسه في مأزق حقيقي. ونظرًا لأن أجهزة الطرد المركزي تخضع في الوقت الراهن لرقابة شديدة من جانب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتعين على إيران أن تقوم بطرد هؤلاء المراقبين لتخرق بذلك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ذلك إن كانت ترغب بالفعل في زيادة تخصيب مخزونها الحالي من غاز سادس فلوريد اليورانيوم منخفض التخصيب، إلى مواد ترقى إلى أن تكون مكونات لأسلحة نووية.

في هذا السياق، تنقل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن أموس يالدين، رئيس معهد الدراسات الوطنية التابع لجامعة تل أبيب، قوله إن الأمر سيستغرق 4 إلى 6 أشهر لإنتاج قدر كاف من اليورانيوم المخصب لتصنيع قنبلة.

ستواجه إيران أثناء ذلك احتمال التعرض لهجوم عسكري من جانب أميركا وإسرائيل، اللذين سبق أن أكدا مرارًا وتكرارًا أنهما لن يسمحا لإيران بإنتاج وقود انشطاري لتصنيع أسلحة. لكن السؤال المثير هو الذي طرحته الصحيفة: ماذا لو قامت إيران بشراء رأس أو رأسين نوويين من كوريا الشمالية؟

بين ليلة وضحاها

تلفت الصحيفة إلى أن إيران تتعاون مع كوريا الشمالية في تصميم الصواريخ منذ أكثر من 10 أعوام، وتؤكد أن الرؤوس الكورية يمكن أن تصل إلى إيران على متن طائرة تحط في طهران في منتصف الليل، ويتم تركيبها بشكل مباشر على صواريخ إيرانية جاهزة للاطلاق مع ساعات الصباح الأولى، فلا يتسع الوقت للغرب ليرد بشكل رادع.

وأضافت الصحيفة أن بمقدور إيران التخلي عن معاهدة عدم انتشار السلاح النووي وأن تتباهى بأسلحتها النووية، مثلما فعلت كوريا الشمالية على مدار سبعة أعوام من دون أن تتعرض لأي هجوم عسكري من جانب الولايات المتحدة، ومثل هذا الأمر الواقع سيمنح إيران قدرة كوريا الشمالية نفسها على الانتقام النووي.

ولا تشكك الصحيفة بامتلاك كوريا الشمالية رؤوسًا نووية، فهي تمتلك كل الوسائل التي تعينها على إنتاج 3 إلى 6 قنابل نووية سنويًا.

نذير شؤم

سبق لكوريا الشمالية أن أظهرت بالفعل رغبتها في الاشتراك بمشروع انتشار الأسلحة النووية من خلال بيعها مفاعلا نوويا لسوريا، هو المفاعل الذي دمرته إسرائيل في العام 2007، فضلًا عن حاجة كوريا الشمالية الماسة إلى الأموال، خصوصًا أن إيران تمتلك المليارات من عائدات النفط، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها.

ومن المؤشرات التي تنذر بالشؤم، وتدل على أن الصفقة التي قد تشتري إيران بموجبها رؤوسًا حربية نووية من كوريا الشمالية تشهد تقدمًا هي ما ذكرته تقارير صحافية بريطانية وإسرائيلية بخصوص وجود عالم الفيزياء الإيراني محسن فخري زاده في كوريا الشمالية، أثناء إجرائها ثالث اختباراتها النووية الشهر الماضي.