لا تتوقف المعارضة السورية عن المطالبة بإمدادها بالسلاح الذي يعينها على الصمود بوجه جيش الأسد، لكن أميركا ستكتفي بالمساعدات غير الفتاكة، علها تحل أزمة المصداقية الناشبة بين المعارضة وإدارة أوباما، الخائفة دومًا من وصول أسلحتها إلى أيدي الاسلاميين.

يقترب الرئيس الاميركي باراك اوباما من اصدار موافقته النهائية على دعم المعارضة السورية المسلحة بمساعدات غير فتاكة، مثل الدروع الجسدية وأجهزة الرؤية الليلية، كما أفاد مسؤولون اميركيون. ويأتي هذا التطور في وقت طالبت وزارة الخارجية الاميركية البيت الأبيض بالانضمام إلى دول حليفة مثل فرنسا وبريطانيا اعلنت توسيع امداداتها للمعارضة السورية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول رفيع في إدارة اوباما قوله: quot;وجه الرئيس طاقمه لشؤون الأمن القومي لتحديد اجراءات اضافية تتيح لنا زيادة المساعدة والتنسيق مع بلدان أخرىquot;. لكنه اضاف: quot;هناك الكثير من التفاصيل التي ما زال يتعين البت فيهاquot;.
أزمة مصداقية
كان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سمع على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني في لندن يوم الأربعاء مناشدات من قادة المعارضة لتزيد الولايات المتحدة مساعداتها، وتسلح الفصائل المقاتلة على الأرض، في وقت تتصاعد الأزمة الانسانية وتتزايد أعداد الضحايا.
وقال مسؤولون في الادارة، طلبوا عدم ذكر اسمائهم، إنهم لا يعتقدون أن المساعدات الاضافية غير الفتاكة، التي تذهب أبعد من ارسال وجبات أكل جاهزة وامدادات طبية، ستغير موازين القوى بصورة كبيرة في الحرب المستعرة منذ عامين. وهناك في الوقت نفسه سبب للقلق من أن تشجع زيادة المساعدات غير الفتاكة على زيادة المطالب بمساعدات فتاكة، الأمر الذي رفضته واشنطن والدول الاوروبية.
لكن مسؤولين أميركيين اعترفوا بأن الولايات المتحدة تواجه أزمة مصداقية مع المعارضة، يمكن أن تساعد الدروع الجسدية وغيرها من المساعدات الميدانية على حلها.
وكان كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ اجتمعا في لندن مع غسان هيتو، الذي انتُخب رئيسًا لحكومة المعارضة في الخارج والمناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر في الداخل. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن دولًا خليجية ابلغت المسؤولين الاميركيين أن هيتو على علاقة وثيقة بالاخوان المسلمين، الذين تدعمهم تركيا ودول أخرى في المنطقة، لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في ادارة اوباما قوله إن الولايات المتحدة راضية على أداء هيتو، وإن رسالتها إلى المعارضة المسلحة هي: quot;لسنا معنيين بعلاقاتكم الشخصية، تحادثوا ولا تشتكُوا من بعضكم في العلنquot;.

حجة الاسلاميين
ترفض الولايات المتحدة تسليح المعارضة السورية خشية وقوع السلاح بأيدي متطرفين اسلاميين. وتأكدت هذه المخاوف يوم الأربعاء حين بايع زعيم جبهة النصرة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وفي واشنطن، قال مسؤولون إن اوباما لم يصدر حتى الآن موافقته على حزمة من الاجراءات الملموسة، لكنه وافق مبدئيًا على زيادة المساعدات. ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الادارة قوله: quot;مساعداتنا تمضي في مسار متصاعدquot;.
وكان وزير الخارجية البريطاني استضاف في لندن الأربعاء اجتماعًا مع ممثلي المعارضة السورية بحضور كيري، وسط مؤشرات إلى أن بريطانيا وفرنسا تنتظران انتهاء الحظر الاوروبي على ارسال السلاح إلى سوريا بحلول بداية حزيران (يونيو) لتتمكنا من زيادة مساعداتهما للمعارضة.
واعلن هيغ في تصريح للصحفيين: quot;من الضروري أن نستمر في زيادة مساعداتنا للمعارضة السورية إذا استمر الوضع في الترديquot;.
واكد ممثلو المعارضة خلال الاجتماع طلب تزويد الفصائل المسلحة بمضادات للطائرات والدبابات، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خالد صالح، المتحدث باسم وفد المعارضة.
وقال ممثلو المعارضة ايضًا إنها تعتزم اقامة ادارة في المناطق المحررة خلال أربعة إلى ستة اسابيع، لتعزيز الجهود الرامية إلى تقديم المعارضة، بوصفها بديلًا حقيقيًا قادرًا على الصمود بوجه نظام الرئيس بشار الأسد. لكن السؤال الذي يُثار في هذه الشأن فيتمحور حول قدرة هذه الأسلحة على حماية هذه المناطق من غارات طيران النظام ومن صواريخ سكود التي يقصف بها مواقع المعارضة.