يرى مراقبون أن تفجير السفارة الفرنسية في طرابلس الغرب هو رسالة لهولاند، ردًا على التدخل الفرنسي في مالي، وجهها إليه إسلاميون متشددون ناشطون في ليبيا.


القاهرة: بالرغم من عدم تسببه بخسائر في الأرواح، إلا أن الانفجار الذي وقع صباح أمس أمام مقر السفارة الفرنسية بالعاصمة الليبية طرابلس، أثار اهتمام وسائل الإعلام، حيث ذكّر نوعًا ما بالهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية قبل أشهر في بنغازي، وأسفر وقتها عن مقتل عدة أشخاص من بينهم السفير الأميركي.

وبدا من الواضح أن هذا الانفجار، الذي نتج عن سيارة مفخخة، كان هجومًا مدبرًا ومخططاً له سلفًا، بالرغم من عدم إعلان أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الحادث، الذي أصاب حارسي أمن فرنسيين بجراح وتسبب في إلحاق أضرار بجزء من مبنى السفارة.

وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان له بسرعة التحقيق في الواقعة، وقال: quot;تتوقع فرنسا من السلطات الليبية أن تلقي الضوء على هذا الفعل غير المقبول، لكي يتم تحديد الجناة وتقديمهم للعدالةquot;.

رسالة لهولاند

أوضحت مجلة تايم الأميركية في تقرير لها أن الهجوم كان رسالة موجهة على الأرجح للرئيس الفرنسي بعد العملية التي قامت بها بلاده أخيرًا في مالي. وأضافت أن جهات التحقيق تركز الآن على أفراد الجماعات الإسلامية المتشددة الذين ينشطون في ليبيا، وتنتابهم حالة من الغضب بسبب الحرب التي شنتها باريس ضد أترابهم في مالي ومنطقة الساحل.

وفي حديث له عبر الهاتف مع المجلة من طرابلس، قال رامي العبيدي، مسؤول الاستخبارات السابق للثوار الليبيين: quot;لم تقع هجمات في ليبيا على نطاق كبير، فالمسلحون لا يريدون خسائر في صفوف الليبيين لأنهم يخافون ردة الفعل، والشيء الوحيد الذي تبادر إلى الذهن هو أنه كان انتقاماً لما حدث في مالي، وهي رسالة واضحة تمامًا لهولاندquot;.

الاستقرار مفقود

أشارت تايمز إلى تشديد الإجراءات الأمنية في ليبيا وقت قيام القوات الفرنسية بعملياتها الهجومية في مالي قبل بضعة أشهر، ومن ثم تخفيفها، مع تخطيط فرنسا للانسحاب.

وما يدل على أن الأوضاع الأمنية ما زالت غير مستقرة في طرابلس، نوّهت تايم بتصريح مثير أكد من خلاله وزير الداخلية الليبي أنه يعتقد أن هاتفه المحمول مُرَاقب من شخص غير معلوم، خارج الحكومة الليبية.

هذا ولا يزال الكثير من السفارات مستقرًا في حي الأندلس المزدحم بالعاصمة طرابلس، بعد مرور سبعة أشهر على الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي.