قالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان إن إخفاق حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المتكرر في تقديم الاشخاص المسؤولين عن العنف إلى العدالة سابقاً قد ساعد على تصعيده، وقد دعته إلى تحقيق فوري في الهجوم على معتصمي قضاء الفلوجة بمحافظة كركوك الشمالية.. بينما اعلنت حركة quot;انتفاضة احرار العراقquot; انضمامها رسميا إلى quot;جيش الطريقة النقشبندية quot;بقيادة عزة الدوري الامين العام لحزب البعث المحظور نائب الرئيس السابق صدام حسين والانخراط في العمل المسلح مؤكدة انها بدأت حملة جمع تبرعات من العشائر لشراء السلاح.


لندن: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن على السلطات العراقية أن تضمن للتحقيق الذي وعدت به في الهجوم المميت الذي وقع أمس الثلاثاء في قضاء الحويجة، بالقرب من كركوك، وأن تفحص المزاعم التي تفيد باستخدام قوات الأمن للقوة المفرطة والمميتة، حيث قالت تصريحات الحكومة إن بعض المسلحين في اعتصام احتجاجي أطلقوا النار على قوات الأمن فقتلوا ثلاثة جنود، إلا أن المصادر المحلية والتقارير الإعلامية قالت إن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بغير استفزاز منهم، فقتلت العشرات قدرت الحكومة الحصيلة بمقتل 27 شخصا.
وأضافت المنظمة في تقرير اليوم حصلت quot;ايلافquot; على نصه أن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن عن تشكيل لجنة وزارية خاصة للتحقيق في وقائع القتل بعد ان كانت الحكومة قد أعلنت من قبل عن التحقيق في مقتل متظاهرين على أيدي قوات الأمن في الفلوجة والموصل في كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) الماضيين إلا أنها لم تنشر أية نتائج حتى الآن ولم يخضع أي شخص لمحاسبة علنية.
ومن جهتها قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش quot;لا ينبغي للسلطات العراقية أن تستجيب لوقائع القتل في الحويجة بتكرار إخفاقها في تحميل قوات الأمن مسؤولية قتل المتظاهرين دون وجه حق حيث ساعد إغضاء الطرف عن الانتهاكات السابقة على خلق المناخ العنيف الذي يهدد اليوم بالتصاعد في أرجاء العراقquot;.
واشارت هيومن رايتس ووتش إلى انها علمت أن الاعتصام كان يتكون من نحو ألف شخص من الحويجة، يحتجون على ما وصفوه بأنه معاملة الحكومة غير العادلة للطائفة السنية. بدأ الاحتجاج، في ساحة quot;الغيرة والشرفquot; منذ أكثر من ثلاثة شهور ولم تكن هناك تقارير عن وقائع عنف سابقة بين المتظاهرين وقوات الأمن، التي أحاطت بالساحة منذ الجمعة 19 من الشهر الحالي عقب الاعتداء على نقطة تفتيش حكومية.
وقالت انه لم يكن الشيخ سعدون الفندي العبيدي، أحد منظمي الاعتصام، في الساحة أثناء الهجوم، لكنه أخبر هيومن رايتس ووتش بأنه تحدث مع العديد من المتظاهرين الذين كانوا حاضرين وقالوا له إن قوات الأمن الخاصة بالتدخل السريع، والتابعة للمالكي مباشرة، أحاطت بالمعتصمين في فجر امس الثلاثاء وقالوا إن القوات هاجمت الحشود في الخامسة صباحاً .. بينما قال تصريح صادر عن وزارة الدفاع العراقية إن الجيش كان يرد على النيران الحية وأعقب هذا هجوم قتل فيه 27 شخصاً منهم 3 جنود وquot;خليط من المعتصمين والمتشددينquot;.
وابلغ العبيدي هيومن رايتس ووتش quot;أخبرني المعتصمون بأن قوات التدخل السريع بدأت برش المحتشدين بالماء الساخن، ثم شرعت تطلق النيران مباشرة على الناس الذين كانوا مسلحين بالعصي لا غيرquot; حيث كانت قوات الأمن quot;تعرف أن المتظاهرين لا يحملون السلاحquot; على حد قوله. ونقل المعتصمون إلى العبيدي أن 50 معتصماً لقوا حتفهم وأصيب 120 في الاشتباكات واوضح إنه بينما كان المعتصمون يحاولون الفرار من الساحة لتجنب الرصاص، قامت قوات الأمن أيضاً باعتقال quot;أعداد كبيرةquot; من الأشخاص. اعترفت وزارة الدفاع باحتجاز 75 شخصاً.
واوضحت المنظمة أنه استنادا إلى تقارير فإن قوات الأمن استخدمت المروحيات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في الهجوم اضافة إلى وقوع عدة هجمات انتقامية في توقيت لاحق من اليوم نفسه ضد قوات الأمن في الحويجة على يد جماعات مجهولة حيث سيطرت بعض الجماعات المسلحة على نقاط تفتيش حكومية.
واضافت هيومان رايتس ووتش أن الهجوم على الاعتصام جاء في أعقاب هجوم قام به مسلحون الجمعة الماضي على نقطة تفتيش مشتركة بين الجيش والشرطة في الحويجة حيث قتل المهاجمون جندياً وجرح ثلاثة آخرين، واستولوا على أسلحتهم، بحسب تصريح صادر من وزارة الدفاع امس الثلاثاء والتي اوضحت ايضا أن مهاجمي نقطة التفتيش quot;اخترقواquot; الاعتصام بعد ذلك quot;واختفوا وسط المتظاهرينquot; مما دفع قوات الأمن إلى الهجوم. كما شارت وزارتا الدفاع والداخلية العراقيتين إلى إن قوات الأمن منحت المتظاهرين quot;مهلةquot; لتسليم أعضاء جماعة مسلحة يُزعم أنهم اخترقوا الاعتصام، وإن قوات الأمن واجهت quot;نيران كثيفةquot; من أناس داخل الاعتصام، مما نتج عنه مقتل ثلاثة جنود. واضافتا ان
27 شخصاً قتلوا، بمن فيهم أحد ضباط الجيش وجنديين و20 quot;متشدداً ممن كانوا يحتمون بالمظاهرةquot;، وإن قوات الأمن احتجزت 75 شخصاً .. واكدت الوزارتان ان المتشددين هم من أعضاء القاعدة وحزب البعث وإن قوات الأمن صادرت أسلحة عديدة.
واشارت إلى ان رواية العبيدي تختلف عما قالته وزارتا الدفاع والداخلية حيث اكد ان عناصر الشرطة والجيش احاطوا بالساحة التي كانت تشهد الاعتصام بعد قليل من هجوم الجمعة 19 من الشهر الحالي على نقطة التفتيش ورفضت السماح للمتظاهرين بالانصراف. وفي الأيام التالية حاول وفد برلماني من بغداد نزع فتيل الموقف بإجراء مفاوضات مع المتظاهرين والجيش. قال بعض أعضاء الوفد لوسائل الإعلام العراقية إن قوات الأمن منعتهم من دخول الساحة في مساء 21 نيسان، ثم أعلنت انهيار المفاوضات في مساء 22 نيسان وبعد نحو 12 ساعة شنت قوات الأمن هجومها على الساحة.
ودعت هيومن رايتس ووتش قوات الأمن العراقية إلى التقيد بالتزامها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بألا تستخدم القوة المميتة إلا حيثما كانت ضرورية ومتناسبة لحماية الأرواح.. وشددت على انه يجب على القادة المحليين عدم تصعيد العنف. كما طالبت السلطات العراقية الايفاء بوعدها بإجراء تحقيق فوري وشفاف ومستقل في قيام الشرطة والجيش بإطلاق النيران المميتة على المتظاهرين المعارضين للحكومة امس الثلاثاء ونشر نتائج أية تحقيقات تمت في حوادث إطلاق النار التي وقعت في 8 آذار و25 كانون الثاني حيث تسببت تلك الحوادث الأسبق في قتل ما يقدر بتسعة متظاهرين.. وقالت ان على السلطات أيضاً أن تضمن تقديم المسؤولين عن وقائع القتل غير المشروع أو استخدام القوة المفرطة إلى العدالة.
وقالت سارة ليا ويتسن quot;هذه هي اللحظة المناسبة للسلطات العراقية كي تظهر قدرتها على التحقيق بمصداقية مع قوات الأمن المتهمة بجرائم خطيرة حيث عمل إخفاق حكومة المالكي المتكرر في تقديم أي شخص إلى العدالة على تغذية العنف وخذل عائلات القتلىquot;.
انتفاضة أحرار العراق تعلن انضمامها رسميا إلى تنظيم جيش النقشبندية
وفي تطور عسكري خطير فقد اعلنت حركة quot;انتفاضة احرار العراقquot; اليوم الأربعاء انضمامها رسميا إلى quot;جيش الطريقة النقشبنديةquot; الذي يقوده عزة الدوري الامين العام لحزب البعث المحظور نائب الرئيس السابق صدام حسين وترك quot;العمل السلميquot; والانخراط في العمل المسلح مؤكدة انها بدأت بحملة جمع تبرعات من العشائر لشراء السلاح.
وقال المتحدث باسم انتفاضة احرار العراق عبد الملك الجبوري أن quot;أعلنا اليوم رسميا انضمامنا إلى جيش رجال الطريقة النقشبنديةquot; مبينا ان quot;قرارنا هذا يعني التخلي عن العمل السلمي والاتجاه إلى العمل المسلحquot;. وأضاف الجبوري quot;بدأنا الان بإجراء حملة تبرعات من العشائر لشراء الاسلحة والمستلزماتquot; كما ابلغ وكالة المدى برس العراقية.
ومنذ الهجوم في الحويجة قتل 125 شخصا واصيب 268 بجروح في اعمال عنف متفرقة في العراق معظمهم ضحايا عملية اقتحام الاعتصام بالقضاء وهجمات انتقامية مرتبطة بها يقوم بها رجال عشائر وجماعة رجال الطريقة النقشبندية.
وأسس تنظيم الطريقة النقشبندية عام 2007، وهو تنظيم مسلح يعتقد أنه يضم في صفوفه ضباطاً عملوا في الجيش العراقي السابق ويدين بولائه إلى نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري وينشط في محافظة ديإلى ومناطق جنوب غرب كركوك ومحافظتي نينوى وصلاح الدين، شمال غرب العراق.
اما حركة انتفاضة احرار العراق بعد انطلاق التظاهرات في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي في محافظة الانبارالغربية والتي امتدت إلى المحافظات السنية الأخرى.
والحويجة مدينة في شمال العراق ومركز قضاء تابع لمحافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد حيث تقع جنوب غرب مدينة كركوك بحوالي 50 كيلومترا و يقدر عدد سكانهبنصف مليون نسمة والغالبية الساحقة منهم من العرب مع أقليات كردية وتركمانية. ومن أبرز العشائر العربية التي تقطن القضاء: الجبور والعبيد والنعيم وشمر .
ومنذ يوم الجمعة الماضي تحاصر قوات أمنية حكومية ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة على خلفية مقتل جندي وجرح ضابطين في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية حيث كانت السلطات العراقية تطالب المعتصمين بتسليم المسلحين الذين هاجموا نقطة التفتيش وإعادة السلاح الذي أستولوا عليه من الجنود أثناء الهجوم فيما ينفي المعتصمون من جهتهم ذلك مؤكدين ان الجنود هم من فتحوا النار عليهم ما أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين وجرح عدد آخر مؤكدين أن الجندي قتل بسلاح زملائه.