أعلن الوقفان الشيعي والسني في العراق عن مبادرة تهدف لدعوة قادة البلاد إلى اجتماع يوم الجمعة المقبل لحل الأزمة السياسية ووقف التصعيد الطائفي بينما دعا رئيس البرلمان اسامة النجيفي إلى جلسة طارئة الاحد لبحث تداعيات أحداث الحويجة والتحقيق في اعدام جرحى بعد اعتقالهم في حين أكد علاوي أن وزراء قائمته سيستقيلون من الحكومة اذا ما امتنعت عن تحديد مسؤولي هذه الاحداث.


لندن: خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الاربعاء مع رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري أعلن رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي عن مبادرة بدعوة المسؤولين العراقيين إلى الجلوس على طاولة الوقفين للحوار من اجل وقف التصعيد الطائفي و حل الأزمة وذلك يوم الجمعة المقبل بجامع ام القرى في بغداد.

وقال إنه quot;انطلاقا من مسؤوليتنا الشرعية اثرنا انا والسيد الحيدري القيام بالتحرك السريع لاطفاء الفتنة ومناشدة العقلاء لمؤازرة موقفنا والوقوف سدا منيعا وحصنا امام هذه المخططات والحفاظ على الشعب بكل قومايته ومذاهبهquot;.

ووجه الوقفان الدعوة للمشاركة في الاجتماع إلى كل من: رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائبي رئيس الوزراء صالح المطلك وحسين الشهرستاني ووزير المالية رافع العيساوي ووزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي والشيخ احمد ابو ريشة أضافة إلى ممثل عن اقليم كردستان في بغداد.

وطالب الوقفان الشيعي والسني السياسين العراقيين والجهات المتنازعة بان لايكونوا سببا لسفك دماء العراقيين quot;التي هي اغلى واسمى من اي منصب ورتبة quot;. وخاطبهم قائلا quot;انكم مسؤولون امام الله والتأريخ والشعب ومطلوب منكم اليوم وقد بلغ السيل الزبى ان تجلسوا على طاولة القوفين وبرعايتنا. داعياquot;المسؤولين إلى الاجتماع يوم الجمعة المقبل الخامسة عصرا في جامع ام القرى quot;. وناشدا quot;العقلاءquot; بمؤازرة الوقفين والوقوف سدا منيعا وحصنا امام المخططات التي تريد شرا بالعراق والحفاظ على الشعب بكل قومايته ومذاهبه.

ومن جانبه شدد رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري على أن المرجعية الشيعيةالعليا في النجف تدعو العراقيين جميعا إلى عدم سفك الدماء بأي شكل من الأشكال وعدم الدعوة إلى الاقتتال والعمل الطائفي بل السعي من أجل الوحدة والسلام والوئام وفض النزاعات بالوسائل السلمية.

وأكد أنّ السيد علي السيستاني يشدد علىعدم سفك الدماء باي شكل من الاشكال وعدم الدعوة إلى الاقتتال والعمل الطائفي وانما السعي من اجل الوحدة والسلام والوئام وفض النزاعات بالوسائل السلمية مؤطرة بإطار الحكمة. ودعا الحيدري جميع اطياف المجتمع العراقي إلى قراءة بيان الوقفين قراءة فاحصة مشيرًا إلى أنّ quot;دعوة الوقفين الشيعي والسني هذه فيها الخير للعراق ولأبنائه جميعاquot;.

وعلى الصعيد نفسه فقد رفض زعيم القائمة العراقية أياد علاوي اليوم استقالة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك القيادي في القائمة من منصبه موضحا أن القائمة كلفته بمتابعة ملف الحويجة وتنفيذ مطالب المتظاهرين خلال مدة أقصاها ثلاثة أسابيع أكد أن العراقية ستستقيل من الحكومة والعملية السياسية في حال عدم حصول تقدم في هذا المجال.

وأضاف علاوي في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي حول الأحداث الدامية التي شهدتها ساحة اعتصام الحويجة إن quot;القائمة قررت رفض استقالة نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك من منصبه وكلفته بمتابعة ملف الحويجة داخل الحكومة وتنفيذ مطالب المتظاهرين خلال سقف زمني لا يتجاوز الثلاثة أسابيع.

وأضاف أنه تم تكليف المطلك ك بإطلاع قيادة العراقية بمستجدات الأوضاع مع الحكومة ومدى الاستجابة لمطالب المتظاهرين وما توصلت إليه اللجان المختصة بشأن قضية الحويجة وتحديد الجهة المسؤولة عن ما حصل.

وشدد على أنّ القائمة في حالة استنفار دائم وحوارات واجتماعات مستمرة لبلورة موقف موحد لن يكون خارج الاصطفاف مع الشعب العراقي ومساندة قضاياه الديمقراطية. وشدد على أنّ العراقية ستقرر الاستقالة من الحكومة وربما من العملية السياسية ككل عند عدم حصول أي تقدم يذكر في الملفات المذكورة آنفا بعد انقضاء المدة المقررة.

وطالب علاوي الحكومة بضبط النفس وعدم التعرض إلى المتظاهرين المسالمين واللجوء إلى الحوار الفوري داعياً أبناء القوات المسلحة إلى عدم التدخل بالملفات السياسية والعمل على حماية العراقيين بدلا من التصدي لهم بقوة السلاح.

واليوم وإثر أول اجتماع لها قررت اللجنة الوزراية التي يترأسها المطلك و شكلها رئيس الوزراء نوري المالكي لتقصي الحقائق في احداث الحويجة اعتبار الضحايا الذين سقطوا في ساحة الاعتصام بقضاء الحويجة بمحافظة كركوك امس شهداء ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة.

وأضافت اللجنة الوزارية في بيان صحافي اليوم حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أنها قررت عقب أول اجتماع لها quot;اعتبار الذين قضوا يوم امس بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية شهداء ويتمتعون بجميع الحقوق والامتيازات وتتكفل الحكومة العراقية بعلاج الجرحى داخل العراق وخارجه واطلاق سراح جميع الموقوفين في هذه الاحداث كما تستمر اللجنة بجمع المعلومات واستدعاء القيادات الأمنية الميدانية ومن تراه في هذا الشأن للوقوف على تفاصيل وملابسات ما جرىquot;.

وأكدت اللجنة انها ستقوم بالتحقيق في القضية للوقوف على ملابسات حقائقها لتحديد المقصرين ومعاقبتهم بأقسى العقوبات بما فيها استخدام القوة المفرطةquot;.

وكان المالكي وجه امس بتشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي للتحقيق في ملابسات ماحدث في قضاء الحويجة quot;وتحديد المقصرين ومحاسبتهمquot; بحسب ما قال مصدر في رئاسة الوزراء.

النجيفي يدعو لجلسة برلمانية طارئة الاحد

ودعت رئاسة البرلمان العراقي اليوم مجلس النواب إلى عقد اجتماع طارئ الاحد المقبل لبحث تداعيات احداث الحويجة. فقد قررت هيئة رئاسة مجلس النواب عقد جلسة استثنائية يوم الاحد المقبل لمناقشة احداث الحويجة بحضور اللجنة الوزارية المشكلة لهذا الغرض ولجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان النيابيتين. ودعت هيئة الرئاسة النواب إلى الحضور إلى هذه الجلسة في الموعد المحدد.

واوعز رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي إلى لجنة حقوق الانسان النيابية بارسال وفد فوري إلى كركوك للاطلاع والتحقق عن كثب حول حقيقة ما سيق في وسائل الاعلام على لسان شهود عيان من قيام قوات الجيش بسلسلة اعدامات مباشرة وجماعية طالت المواطنين الجرحى في مجزرة الحويجة وآخرين اعتقلوا أثناء مداهمات الجيش لساحة الاعتصام.

كما طالب مفوضية حقوق الانسان التأكد من صحة هذه الانباء الخطيرة والتي تعد جريمة صارخة وانتهاكا لكل القوانين والقيم الانسانية وفاجعة لا يمكن السكوت عنها او تجاوزها في أي حال من الاحوال.

وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر طبية في كركوك أن جثث ضحايا اقتحام الجيش لساحة الاعتصام في الحويجة التي تم تسليمها اليوم إلى وجهاء العشائر وذويهم قبل تشييعهم قد أوضحت أن عددا من الجثث كانت لأشخاص اعتقلوا وهم مصابين وتم اعدامهم ميدانيا.

وأضاف مصدر في مديرية الطب العدلي في كركوك في تصريح نقلته quot;وكالة بيأمنيرquot; الكردية إن quot;جثث 34 من الذين قتلوا خلال عملية اقتحام ساحة معتصمي الحويجة تم تحويلها من مستشفى آزادي العام إلى الطب العدلي حيث تم تسليمها إلى رؤساء ووجهاء العشائر وذوي الضحايا اليومquot;.

وأكد المصدر أن quot;الكشف الطبي أظهر أن عددا من المقتولين كانوا قد اعتقلوا وهم جرحى وتم اطلاق الرصاص على رؤوسهم واعدموا ميدانيا في ساحة اعتصام الحويجةquot; لكنه لم يتسن لـquot;ايلافquot; بعد تأكيد هذه المعلومات.

وقد شيع الالاف من اهالي محافظة كركوك شمال بغداد صباح اليوم قتلى الحويجة وسط هتافات تدعو للانتقام إلى ضحايا الهجوم الدامي. وعلى الطريق الرئيسي امام مبنى مجلس محافظة كركوك (225 كلم شمال شرق بغداد) سارت عشرات السيارات وسط حشود اهالي المحافظة الذين حملوا نعوش 34 من قتلى اشتباكات امس الثلاثاء وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة حيث هتف المشيعون quot;لبيك يا عراقquot; وquot;الله اكبرquot; وquot;سننتقم لشهداء الحويجةquot;. وبدا الغضب واضحا على الحشود التي سارت على مدى ساعة في طريقها إلى مقبرة الحويجة حيث المثوى الاخير للضحايا.

وقال محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد خلال التشييع ان quot;ما حدث مجزرة والوضع مأساوي وخطير وينبغي العمل على حلحلته لان ما حدث سابقة خطيرة لا يمكن تحمل نتائجهاquot;. وتعرضت ساحة الاعتصام في الحويجة امس الثلاثاء إلى عملية اقتحام من قبل القوات العسكرية العراقية ما اسفر عن مقتل وإصابة اكثر من 120 من المعتصمين واعتقال مئات آخرين.

واليوم أعلنت اللجنة السياسية للتظاهرات في الأنبارأنها أطلقت اسم جمعة quot;حرق المطالبquot; في المحافظات الست quot;المنتفضةquot; مؤكدة أنها تمثل المرحلة الأولى من مراحل quot;التصعيدquot; ضد حكومة المالكي مؤكدة أن مرحلة التفاوض معها انتهت.

يذكر ان محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام والغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.