الخرطوم: اعلنت الحركة الشعبية قطاع الشمال السودانية المتمردة الاثنين ان ولاية شمال كردفان في وسط السودان اصبحت هدفا لهم في هجومهم الذي يزداد اتساعًا، فيما يناقش المجلس الوطني (البرلمان) في جلسة مغلقة الهجمات التي تعرّضت لها الولاية خلال اليومين الماضيين.

باستثناء بعد الهجمات المتفرقة على الحدود الغربية لشمال كردفان مع اقليم دارفور المضطرب وعلى حدوده الجنوبية مع جنوب كردفان التي يقاتل فيها المتمردون منذ عام 2011، بقيت هذه الولاية بعيدة عن النزاع.

ولكن السبت هاجم تحالف للمتمردين مدينة استراتيجية، قال سكانها انها تركت من دون حراسة في واحدة من اكثر هجمات المتمردين جرأة منذ هجومهم على العاصمة السودانية أيار/مايو 2008. وقال ارنو لودي المتحدث باسم الحركة الشعبية شمال السودان، التي تقاتل في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، لفرانس برس، quot;كل ولاية شمال كردفان اصبحت هدفا لناquot;.

والحركة الشعبية هي جزء من تحالف المتمردين، الذي يسمى الجبهة الثورية السودانية، ويضم الى جانبها ثلاث حركات تقاتل الحكومة في اقليم دارفور، هي العدل والمساواة، وتحرير السودان جناح مناوي، وتحرير السودان عبد الواحد نور. واعلنت الجبهة الثورية انها هاجمت مدينة ام روابة، ثاني اكبر مدن شمال كردفان، ومناطق اخرى في شمال كردفان كجزء من استراتيجيتها لاسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم السودان منذ 24 عاما.

وادعى لودي ان المتمردين قصفوا يوم الاحد مطار مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وحذر الطيران المدني من الاقتراب من مطار كادقلي وكل المهابط في ولاية شمال كردفان. وقال ارنو quot;لقد اصبحت هدفًا لنا هذا تحذير حقيقي، كل المنطقة صارت مجالا لعملياتناquot;.

ومنذ العام الماضي تقصف الحركة الشعبية شمال السودان مدينة كادقلي من وقت إلى اخر، ولكن للمرة الاولى تستهدف المطار السبت. وقال لودي ان قصف السبت ادى الى مقتل اربعة من الجنود، ولكن مواطنين اكدوا ان القصف لم يوقع سوى اصابات.
وقال السكان انهم لا يستطيعون تأكيد وقوع موجة قصف ثانية الاحد، ولكنهم اكدوا ان الهدوء يسود المدينة الاثنين.

وتتهم الحكومة المتمردين باستهداف المدنيين في كادقلي، كما تتهم منظمات حقوقية الحكومة السودانية بقصف مناطق من ولاية جنوب كردفان بالطائرات على اساس اثني. وقالت الحركة الشعبية في تصريح مكتوب تلقته فرانس برس ان كادقلي اصبحت quot;مركزا للسيطرة والقيادة لقوات حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وميليشياته، ومنها تدير العمليات الجوية والارضية، ولذا اصبحت هدفا لقوات الجبهة الثوريةquot;.

واشتكى مواطنو ام روابه الواقعة على بعد نحو 300 كيلو متر من العاصمة السودانية ان مدينتهم تركت من دون حماية اثناء هجوم الجبهة الثورية عليها السبت. ولم تتضح اعداد ضحايا هجوم اروابه، ولكن مصادر رسمية ومواطنين اكدوا ان افرادا من الشرطة كانوا من بين القتلى.

ويبلغ عدد سكان ام روابة بضعة الاف، وتقع إلى الشرق من مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان بحوالى مئة كيلو متر، ويتركز في الولاية انتاج الصمغ العربي، الذي يعتبر السودان اكبر منتج له في العالم. وناقش البرلمان السوداني الاثنين في جلسة مغلقة هجمات السبت. وكان البرلمان استدعى وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ولكنه لم يحضر بسبب سفره الى مدينة الابيض، وفقا لمصدر في وزارة الدفاع.

وفي الاسبوع الماضي عقدت الحكومة والحركة الشعبية شمال السودان مباحثات في العاصمة الاثيوبية بوساطة من الاتحاد الافريقي.
وكانت حركة العدل والمساواة هاجمت في أيار/مايو 2008 العاصمة السودانية في اكبر توسيع لعمليات التمرد، ولكن الحكومة السودانية قالت انها هزمتهم. وجاء الهجوم على ام روابه عقب دعوة الحكومة لحوار وطني مع المعارضة بما في ذلك المجموعات المسلحة.