يحاول المعارض السوري القديم ميشيل كيلو تأسيس قطب سوري ديمقراطي، يجمع ما شتتته سيطرة الاخوان المسلمين على الائتلاف المعارض، لكن محاولاته مهددة بالفشل لأن السجالات بين المرشحين لعضويته بدأت وهو بعدُ فكرة لم تتبلور.


بهية مارديني من لندن: أعلن ميشيل كيلو، عضو المنبر الديمقراطي، عن عقد معارضين سوريين لقاءً في القاهرة الشهر الجاري لتشكيل قطب ديمقراطي يجمع القوى المدنية السورية. وكيلو، الكاتب والمعارض السوري، يعد اليوم ورقة رابحة وثقلاً لا يمكن تجاوزه لأي كيان سوري معارض، خصوصًا بعد رفضه الانضمام إلى الائتلاف الوطني رفضًا لسيطرة الاخوان المسلمين عليه وعلى قوة المعارضة السورية.

لكن ما إن خاض الموقع السوري quot;كلنا شركاءquot; في أسماء المشاركين في اجتماع تشكيل القطب الديمقراطي ومرجعياتهم، حتى بدأت السجالات.

نفي قاطع

نفى الدكتور حازم نهار، المعارض السوري وعضو المنبر الديمقراطي السابق، أي علاقة له بالاتصالات الجارية في ما يخص تشكيل هذا القطب الديمقراطي، وأكد عدم معرفته ببعض الشخصيات المذكورة.

وذكر الخبر أن المجموعة الفاعلة في القطب الديموقراطي تتمتع بعلاقات واسعة وطيبة مع الفرنسيين والألمان والانكليز والأميركيين، ما سيتيح للمنظومة الجديدة فرصة لضخ تيار معتدل في الحياة السياسية السورية، لكن نهار قال: quot;لا علاقة لأي عمل نقوم به بأي دولة، وشخصيًا ليست لي علاقة مع أي شخصية دبلوماسية عربية أو أجنبية، وأنا أعتذر دائمًا عن عدم لقاء أي دبلوماسي عربي أو أجنبيquot;.

لكن نهار لم ينفِ التفكير في تشكيل حزب سياسي، رغم انه أشار إلى أنه قال رأيه في المعارضة بكافة أشكالها في مقالات عديدة، quot;ولذلك اعتذرت عن عدم المشاركة في جميع تشكيلاتها، اللهم إلا الندوات والقضايا العملية فحسب، كما اعتذرت منذ عام عن كل اللقاءات الإعلامية المرتبطة بهاquot;.

آن أوانه

القطب الديموقراطي السوري الذي يحلم كيلو بتأليفه يمثل الأغلبية الشعبية من السوريين، التي لا يمكنها اليوم أن تلعب دورًا سياسيًا يليق بحجمها وثقافتها وتاريخها ورغبتها في الحرية.

وهو يريد أن يكون اللقاء الذي يجمع المعارضين، كما كتب، quot;ساحة تواصل جامع وحوار حر وتحديد خيارات مشتركة أو متقاربةquot;. وأعلن أن اللقاء سيعقد تحت هذا السقف وبروحية مد اليد إلى جميع الديمقراطيات والديمقراطيين السوريات والسوريين، ليس من أجل وضعهم أمام خيارات من دعوا إليه، بل لتمكينهم من رسم طريقهم إلى وحدتهم بكل حرية.

ورأى كيلو أن أوان بناء كيان ديمقراطي قد أزف، وأن الدعوة إليه تأخرت كثيرًا، وأن خروج الديمقراطية السورية من مأزقها العصيب الراهن ضرورة لا يجوز أن تحول دونها بعد اليوم أية حجج أو ذرائع، بما في ذلك ملاحظة وجيهة هنا وانتقاد جدي هناك.

وكان كيلو قال في مقالة نشرها في صحيفة السفير اللبنانية: quot;لا مفر من أن نوحد القوى الديموقراطية في المجتمع والسياسة، قبل وقوع التحول الكبير، بعد أن علمتنا تجربتا تونس ومصر أن تشتت الصوت الديموقراطي قد يمكن جماعة الاخوان المسلمين من وضع يدها على السلطة عندنا ايضًاquot;.

تشتت ديمقراطي

لا يريد كيلو أن تصل سوريا إلى لحظة الانتقال وقواها الديموقراطية مبعثرة أو متنافسة أو متناقضة، ليس بسبب ما يمكن أن ينجم عن تبعثرها وتناقضها من تلاشٍ للخيار الديموقراطي، quot;بل كذلك لأنه من خيانة الوطن والثورة ترك الشعب الديموقراطي مشتتًا من دون تمثيل، بينما تخطط بعض تيارات الإسلام الاخواني منذ عام ونيف لتوحيد صفوفها وخفض تناقضاتها، وتسخر علاقات عربية ودولية مهمة، ورساميل وافرة، لشراء الذمم وتنظيم القدرات وإفساد المقاومة وتأسيس الميليشيات، مع أن الإسلام السياسي بمجمله ليس موحدًا، ويستبعد أن يتحد بعد ظهور جبهات جهادية معادية لنموذجه الاخواني والوسطي، وضعف فرص الحكم الإخواني في سورياquot;.

وأشار كيلو إلى تمتع الديموقراطية بوزن شعبي كبير، بما أنها لعبت الدور الأكبر في الإعداد للثورة وقيادتها، quot;قبل أن يحرفها عن رهاناتها الاصلية المال السياسي والسلاح، وتنزوي كتل هائلة من المواطنين في بيوتها، لتفادي عنف النظام وعزوفها عن الرد عليه بالعنفquot;.