حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن الاعتداء الاسرائيلي على سوريا يفتح الأبواب أمام مزيد من التدهور الخطير في المنطقة، فيما دعت شخصيات عراقية الرئيس السوري بشار الأسد للرد على الهجوم ووقف استخدامه العنف ضد شعبه.. بينما تم في البصرة تشييع عراقي قُتل في معركة دفاعًا عن مرقد السيدة زينب بدمشق.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن الاعتداء الإسرائيلي على سوريا الذي يشكل انتهاكًا للقانون الدولي وتجاوزًا صارخًا على دولة عضو في الامم المتحدة، يعد بادرة خطيرة وعملاً يستحق الإدانة من جميع دول العالم الحريصة على الأمن والسلام الدوليينquot;.

واضاف المالكي في بيان اليوم: quot;لقد سبق وحذرنا من اتساع دائرة الأزمة السورية وآثارها الخطيرة على المنطقة والعالم إذا ما فتحت أبواب التدخلات الخارجية ولم تتخذ التدابير السياسية اللازمة لحل الأزمة ووضع حد للمآسي التي يعاني منها الشعب السوري الشقيقquot;.

وحذر المالكي من أن quot;استغلال إسرائيل لما تعاني منه المنطقة حاليًا من ظروف شاذة يجعلنا نتوقع المزيد من التدهور والتطورات الخطيرة. وقال quot;ليكن في هذا التجاوز وما يعاني منه الشعب السوري من فجائع يومية حافزًا لجميع القوى بضرورة التحرك السريع لتدارك الموقف والخروج السريع من هذه المأساة وإنقاذ سوريا والشعب السوري الشقيق من دائرة المأساة الحالية وإعادته الى دوره الطبيعي على الساحتين العربية والدوليةquot;.

النجيفي وعلاوي يدعوان الاسد للرد

وقد طالب رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، بعد استنكاره لضرب اسرائيل اهدافًا عسكرية سورية على مدى اليومين الماضيين في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot;، الدول العربية باتخاذ موقف موحد تجاه العدوان الاسرائيلي quot;كون أن الاعتداء استهدف أرضاً عربية وشعباً عربياً ويعتبر انتهاكًا واضحاً وغير مقبول لميثاق الامم المتحدةquot;.

كما دعا النجيفيالنظام السوري الى استخدام حق الرد على الهجمات الاسرائيلية مؤكدًا على اهمية quot;مراجعة النظام السوري لسياسته باستخدامه كل وسائل العنف وانواع الاسلحة الفتاكة ضد شعبه الاعزلquot;. ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر النظام السوري الى الرد على الهجوم الاسرائيلي الذي طال اهدافًا عسكرية في دمشق الاحد.

جاء ذلك في رد للصدر على سؤال وجهته له مجموعة من quot;ابناء المقاومة الاسلاميةquot; قالت فيه: quot;لايزال الكيان الغاصب الصهيوني مستمراً في انتهاكه لحقوق العرب والمسلمين باغتصابه ارض فلسطين السليبة ولا يزال الموقف العربي والاسلامي جراء تعدياته واجرامه خجولاً، ولا يرتقي الى ابسط معايير الرد البسيط ولو بالكلمة. وبسبب الاحداث الجارية اليوم في سوريا العزيزة استغل العدو الاسرائيلي هذه الاحداث وقام بتكرار التعدي على الاراضي السورية من خلال القصف المتكررquot;.

وقال الصدر quot;لابد من حفظ هيبة سوريا.. اذن على الحكومة الرد على تلك الاعتداءات ولا يحق لأحد منعهاquot;. وامس هزّت انفجارات ضخمة العاصمة السورية دمشق، وقال التلفزيون الرسمي السوري إن صواريخ إسرائيلية أصابت مركز أبحاث عسكرية عند أطراف العاصمة.

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير طالبًا عدم كشف هويته أن إسرائيل شنت هجومًا جويًا ليل السبت الاحد استهدف اسلحة ايرانية مرسلة الى حزب الله اللبناني. وقال هذا المسؤول اليوم الاحد إن quot;الهجوم استهدف صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب اللهquot;.

واستهدف الهجوم مباني شمال غرب دمشق، قرب موقع استهدفته ضربة جوية اسرائيلية اكدتها الدولة العبرية في كانون الثاني/يناير، حسب المسؤول نفسه. كما اكد أن اسرائيل شنت غارة جوية أخرى صباح الجمعة على اسلحة مرسلة الى حزب الله قرب مطار دمشق الدولي.

تشييع عراقي قُتل في سوريا

إلى ذلك، جرت في محافظة البصرة العراقية الجنوبية اليوم مراسم تشييع عراقي لقي مصرعه في دمشق، فيما اكد ما يعرف بـ quot;كتائب سيد الشهداءquot;، أن القتيل هو احد quot;شهداء المقاومة الاسلاميةquot;، وأنه قُتل quot;دفاعًاquot; عن مرقد السيدة زينب في سوريا.

وقالت وكالة quot;شفق نيوزquot; من البصرة، إن quot;مراسم تشييع جرت صباح اليوم في تقاطع المركز الثقافي النفطي لجثمان عراقي قُتل في العاصمة السورية دمشقquot;، مبينًا أن quot;القتيل ضياء العيساوي وصف من قبل المشيعين، أنه أحد شهداء المقاومة الاسلامية، كتائب سيد الشهداء،دفاعًا عن مرقد السيدة زينب في سورياquot;.

وكانت مصادر اعلامية غربية، قد اشارت الى أن كثيرًا من المقاتلين الشيعة من العراق ولبنان يتوجهون الى سوريا لحماية مرقد السيدة زينب بعد تدنيس ضريح الصحابي حجر بن عدي. كما اشارت تقارير عن قيام مجموعة بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي، احد ابرز قادة المسلمين في زمن النبي محمد والموالين للامام علي بن ابي طالب، ونقلت رفاته الى مكان مجهول.

ويحذر مراقبون لأوضاع المنطقة، من أن الازمة السورية التي بدأت بشكل انتفاضة شعبية ضد حكم نظام الرئيس بشار الأسد، اخذت تتطور وتأخذ منحى طائفياً ومذهبياً؛ قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.