يصل وزير الخارجية الإيراني إلى عمّان غدًا في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين الأردنيين. وأعرب برلماني أردني عن رفضه للزيارة مؤكدًا أن النظام في إيران يتبجح بدعم النظام السوري وعمليات القتل.


عمّان: يبدأ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي غدًا الاثنين زيارة الى الأردن تمتد ليومين يلتقي خلالها عددًا من كبار المسؤولين. ولم يتضح بعد ما إذا كان صالحي سيلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي عاد الأسبوع الماضي من واشنطن، حيث تركزت محادثاته هناك على الشأن السوري ومحاولات الانتقال السلمي عبر حوار وطني بعيدًا عن التدخلات الاقليمية والدولية.

وقال مصدر دبلوماسي أردني إن الوزير الإيراني سيبحث مع نظيره الأردني ناصر جودة المستجدات الاقليمية وخاصة تداعيات الأزمة السورية والعلاقات بين البلدين. ومن المفترض أن يعقد الوزير الإيراني الثلاثاء لقاء صحافيًا مع عدد من ممثلي وسائل الاعلام يتناول فيه أبرز جوانب الزيارة بالاضافة الى عدد من المواضيع المتعلقة بأحداث المنطقة.

زيارة استباقية؟

وتأتي زيارة صالحي لعمّان غداة تقرير لصحيفة نيويورك تايمز نشر السبت قالت فيه إن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على سوريا استهدف شحنة صواريخ قادمة من إيران كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان.

كما أنها تأتي قبل شهر حاسم في الحسابات الاميركية والاسرائيلية وخصوصاً العربية في شأن المحاولات الإيرانية لانجاز قنبلة نووية، حيث فترة السماح لإيران بالكشف عن خططها ستكون قد انتهت في يونيو حزيران (المقبل).

ويبدو أن الأجواء ستكون مهيّأة لضربة عسكرية أميركية أو اسرائيلية إذا لم يأتِ عبر الانتخابات الرئاسية المقبلة رئيس ليبرالي بدلاً من الرئيس المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد، وإذا لم يندلع quot;ربيع إيرانيquot; اكثر قوة وزخماً من quot;الثورة الخضراءquot;، التي قادها حسين موسوي ومهدي كروبي وقمعتها السلطات الإيرانية.

زيارة غير مرحب بها

إلى ذلك، هاجم رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب النائب بسام المناصير إيران ومواقفها quot;التوسعيةquot; في المنطقة. وأعلن المناصير عدم ترحيبه بزيارة وزير الخارجية الإيراني علي صالحي للأردن وقال: quot;لا أهلاً ولا سهلاً بهquot;.

المناصير الذي كان يجيب على استفسارات موقع quot;عمونquot; بشأن الزيارة، وإن كانت تشمل لجنة الخارجية النيابية أجاب quot;لا علم لي بها وهو ضيف غير مرحب به ولا تشرفني مقابلتهquot;، موضحًا أن quot;النظام الإيراني يدعم القتل في سوريا ويغذيه عينك عينك.. انظر القتل في بانياس اليومquot; .

وانتقد بشدة ما وصفه quot;تبجح النظام الإيراني في دعم النظام السوري حيث يقول إنه لن يسمح بسقوطهquot;، وتساءل المناصير quot;على حساب من يدعم النظام الإيراني القتل في سوريا، أيريد تنفيذ مخططات الهلال الشيعي لأهدافهم؟quot;.

ونفى البرلماني الأردني حصول أي تقدم في العلاقات بين الاردن وإيران وقال quot;انظر بعين الريبة والشك لكل تقدم في أي اتجاه خاصة وان نظرة الإيرانيين توسعية تقسيمية في المنطقةquot; وأضاف quot;هم دخلوا على خط البحرين والعراق والسعودية وسوريا ولبنان، وقد ساهموا في تقسيم العراق ولبنان والآن سورياquot;.

الهجوم وشحنة الصواريخ

من جانب آخر، صرح مسؤول اسرائيلي كبير طالبًا عدم كشف هويته أن اسرائيل شنّت هجومًا جويًا ليل السبت الاحد استهدف اسلحة ايرانية مرسلة الى حزب الله اللبناني الشيعي.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على سوريا استهدف شحنة صواريخ قادمة من إيران كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي أن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت أمس الجمعة مخزنًا في مطار دمشق الدولي تعتقد أنه يحتوي على صواريخ الفاتح 110 أرض-أرض المصنعة في إيران.

وتقول الدولة العبرية منذ فترة طويلة إنها مستعدة لاستخدام القوة لمنع وصول أسلحة سورية متقدمة إلى مقاتلي حزب الله. وتخشى إسرائيل كذلك من احتمال وصول ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية إلى أيدي حزب الله.

وقال دبلوماسيون غربيون إن إيران زادت في الأشهر القليلة الماضية المساعدات العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد لتقدم للحكومة السورية التي تزداد عزلة دعمًا يفوق الدعم الذي تقدمه روسيا.

وقال مسؤولون غربيون مؤخرًا إن الأسلحة تتدفق على سوريا من إيران عن طريق العراق لكنها تصلها كذلك، وعلى نحو متزايد، عبر طرق أخرى من بينها تركيا ولبنان في انتهاك لحظر على الأسلحة تفرضه الأمم المتحدة.

ولم يعلق الرئيس الأميركي باراك أوباما عما إذا كانت الضربات الجوية وقعت أم لا لكنه قال إن من حق إسرائيل أن تأخذ حذرها من نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله.