أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عقب لقاء مع شيخ الأزهر أحمد الطيب الخميس في القاهرة أن quot;الخلافات في الآونة الأخيرةquot; بين السنة والشيعة هي quot;فتنة تأتي من الخارجquot;.


القاهرة: قال صالحي في مؤتمر صحافي إنه ناقش مع شيخ الأزهر quot;أمورًا شتى، واستفدت من ارشادات الإمام الأكبر (للازهر) وهي تختصر في كلمة التوحيد ووحدة الكلمةquot;، مضيفا quot;نحن (في ايران) نفتخر بأننا مسلمونquot;، مؤكدًا انه لا فارق بين quot;مسلم شيعي ومسلم سنيquot;.

وتابع quot;الخلافات في الآونة الاخيرة تأتي من خارج الامة الاسلاميةquot;. واضاف quot;للاسف توجد في بلدي وفي بلدان اخرى جماعات مدعومة من الخارج لإثارة الفتنة، وعلينا ألا ننجرّ الى هذاquot;.

واكد انه اتفق مع شيخ الأزهر على quot;ان نحضّر شعوبنا لكي يكونوا حذرين من الفضائيات التي تثير الفتنةquot; من دون أن يوضح إلى أية قنوات تلفزيونية يشير. وأكد انه quot;سينقل ارشاداتquot; شيخ الازهر quot;الى المرجعيات في ايرانquot;، معربًا عن امله في quot;تبادل زيارات بين علماء مصر وايران في المستقبلquot;.

شيخ الأزهر يطالب laquo;صالحيraquo; بالحقوق الكاملة لأهل السنة في إيران

أشار laquo;الطيبraquo; إلى تلقيه استغاثات من قطاع كبير من أهل السنة في إيران تؤكد فقدانهم بعض الحقوق الأساسية لهم كمواطنين إيرانيين لهم الحق في ممارسة ثقافتهم وتقاليدهم الخاصة، وفقههم الخاص، طبقا للحقوق المقررة للأقليات في الشريعة الإسلامية وفي سائر القوانين الدولية.

وعن مشكلة اختراق المجتمعات السنية من جانب بعض الناشطين الشيعة، قال laquo;الطيبraquo; إن laquo;هذا يُهدِّد وحدة النسيج الوطني والثقافي والاجتماعي في المجتمعات السنِية، والأزهر يرفض هذا رفضًا قاطعًا، ونحن لا نرى تصدير المذهبيات من مجتمع إلى مجتمع آخر، وأحرى بنا التفاهم من أجل النهوض الحضاري للأمة الإسلامية، بدلاً من تبديد الجهود في هذه الأنشطة العَبَثِية التي تضر الأمة ولا تنفعهاraquo;.

وطالب شيخ الأزهر بضرورة أن تصدر فتاوى من المرجعيات الكبرى في laquo;قُمraquo; وlaquo;شيرازraquo; وغيرهما بتحريم صريح حاسم لسب أم المؤمنين السيدة عائشة والخلفاء الثلاثة والصحابة والإمام البخاري رضي الله عنه، لما لهذا التجاوز من آثار بالغة السوء على وحدة المسلمين ومسيرة التفاهم بين السنة والشيعة، مشيرًا إلى أن هذه المطالب تكررت من رموز وعلماء الشيعة في زيارتهم المشيخة على مدى العامين السابقين دون أن تتلقى المشيخة ما يفيد الاستجابة لهذه المطالبات.

وطالب laquo;الطيبraquo; المسؤول الإيراني بأن ينقل إلى القادة الإيرانيين رفض الأزهر التام التدخل في شؤون مملكة البحرين الشقيقة.وقال laquo;الطيبraquo;: laquo;إنني على ثقة أن تقاليد حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هي القاعدة التي يجب أن تسود علاقاتنا جميعًا، خاصة في منطقة الخليج الحساسة، التي يتخذها البعض تكأة للتدخل في شؤون الدول الإسلامية، وإثارة المحن في ما بينها، ونحن في غنى عن هذه المشكلات كلها، لنتفرغ لمشكلاتنا الحقيقيةraquo;.

من جهته، قال وكيل الأزهر الشيخ عبد التواب قطب إن الامام الاكبر احمد الطيب أكد خلال اللقاء quot;كلنا مسلمون وموحدون، ولا فرق بين مسلم سني ومسلم شيعيquot;.

جاء لقاء الوزير الايراني مع شيخ الازهر خلال زيارة للقاهرة تستغرق 24 ساعة، هي الاولى لمسؤول ايراني على هذا المستوى لمصر، منذ تولي الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى الاخوان المسلمين السلطة في حزيران/يونيو الماضي.

والتقى صالحي كذلك خلال هذه الزيارة الرئيس مرسي ونظيره المصري محمد كامل عمرو. ومن المقرر ان يلتقي البابا تواضروس الثاني بطريرك الاقباط الارثوذكس قبل ان يغادر القاهرة مساء الخميس.

صالحي يدعو الى السعي إلى حل الازمة في سوريا بدون تدخل اجنبي


الى ذلك، دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس الدول المجاورة لسوريا الى تشجيع حل سياسي للنزاع في سوريا ومنع اي تدخل اجنبي، وذلك في ختام محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري محمد مرسي.

واعرب صالحي امام الصحافيين على اثر محادثاته مع الرئيس مرسي عن quot;أمله أن تجتمع دول المنطقة لتبحث سبل التوصل إلى حل سوري يقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي، الذي لا يريد لنا الخير، ولكي يقرر الشعب السوري فى نهاية المطاف ما يريدquot;.

وقال صالحي، والى جانبه نظيره المصري محمد كامل عمرو، ان quot;الاجانب إلى يومنا هذا، والتاريخ يبرهن ذلك، لا يريدون الخير لناquot;. وقال ايضا انه نقل الى مرسي رسالة من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد فيها دعوة الى طهران.

من جانب اخر، اعتبر الوزير الايراني ان بلاده quot;أكدت ان المبادرة الرباعية المصرية مهمة، وعلينا مواصلة العمل في إطارها، وان دولا مثل اندونيسيا وباكستان وماليزيا أبدت خلال قمة الثماني الإسلامية في إسلام آباد اهتماما بالدخول فى هذه المبادرة المصريةquot;.

واعرب عن اعتقاده quot;أنها من أفضل المبادرات لضم الدول المعنية بالتوصل إلى حل سلمي ويمنع التدخل الأجنبيquot;، وقال quot;نحن مقتنعون أنه في إطار المبادرة الرباعية المصرية يمكن التوصل إلى حلquot; للنزاع في سوريا الذي أوقع اكثر من 60 الف قتيل منذ عام ونصف عام. وعلى عكس طهران، فإن القاهرة وانقرة والرياض تطالب بإلحاح برحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وصالحي، الذي تعد بلاده حليف نظام دمشق الرئيس، quot;تبادل مع نظيره المصري وجهات النظر حول الازمة السورية وسبل ايجاد حلquot; للنزاع، كما افادت الخارجية المصرية في بيان. وشدد من جهة اخرى quot;على ضرورة أن تلبي الحكومة السورية مطالب شعبها، وعلى أن الأمر يحتاج حوارًا بين الحكومة والمعارضةquot;، معربًا quot;عن أمله أن تبدأ المفاوضات قبل فوات الأوان في هذا البلد العريق، حيث زادت الخسائر على 50 مليار دولار حتى الآنquot;.

من جهته، اعرب وزير الخارجية المصري quot;عن اتفاقه مع نظيره الإيراني فى هذه النقطةquot;، مشيرا الى ان quot;مبادرة الرئيس مرسي ضمّت الدول الأكثر فاعلية بالنسبة إلى الشأن السوري في المنطقة، ومصر طرف مقبول من الجميع، لأن ليست لها أية مصلحة سوى مصلحة الشعب السوري، ولا تزال المبادرة المصرية هي القادرة على وقف نزيف الدم بعد أكثر من 60 ألف قتيل ومليون نازحquot;.

وقال كامل عمرو ان مصر quot;أكدت منذ البداية ضرورة أن يكون الحل في إطار الشعب السوري، ونريد تجنيب الشعب السوري المزيد من المعاناة، ونرى أن إيران لا يزال لها دور في هذا الشأنquot; كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.

وصالحي الذي وصل الى القاهرة مساء الاربعاء التقى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي قبل توجهه الى جنيف لإجراء مباحثات جديدة مع ممثلي روسيا والولايات المتحدة كما ذكر دبلوماسي ايراني لفرانس برس من دون ان يعطي تفاصيل عن فحوى اللقاء.

واقترح الرئيس السوري في اول خطاب علني منذ سبعة اشهر الاحد خطة سياسية للخروج من الازمة تجاهل فيها الدعوات الموجهة اليه إلى التنحي، ودعا الى مؤتمر وطني بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية. وعلى الفور رفضت المعارضة خطته، وتطالب بتنحيه كشرط مسبق لاي حل، واتهمته واشنطن والدول الغربية بانه quot;غير عقلانيquot;. الا ان ايران دعمت الاثنين الخطة المقترحة من الاسد.

وكان صالحي زار القاهرة في ايلول/سبتمبر في اطار اجتماع quot;مجموعة الاتصالquot; التي ضمت مصر وايران وتركيا والسعودية.وقطعت طهران علاقاتها مع مصر في 1980 بعد الثورة الاسلامية احتجاجًا على اتفاقات السلام التي ابرمها الرئيس المصري في حينها انور السادات مع اسرائيل.

واعربت الجمهورية الاسلامية مرارا عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع القاهرة منذ اطاحة الرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 لكن السلطات الجديدة في مصر ابدت حتى الان حذرا حيال هذه المسألة.