فيما يواصل الأمن المصري جهوده للإفراج عن رجال الشرطة والجنود المخطوفين في سيناء، عرضت حركة حماس مساعدتها بعد أن ذكرت في البداية أن القضية quot;شأن مصري داخليquot;. بدوره عقد الرئيس المصري اجتماعًا عاجلا مع وزيري الدفاع والداخلية بعد ساعات قليلة من عملية الاختطاف.


القاهرة: تواصل الاجهزة الأمنية في شمال سيناء جهودها من أجل الافراج عن المخطوفين في اعقاب قيام مسلحين مجهولين باختطاف سبعة من رجال الشرطة والجنود في شمال شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنيا. وتتواصل الأجهزة مع الخاطفين عبر وسطاء.

وقال اللواء سميح احمد بشاي مدير أمن شمال سيناء للتلفزيون الرسمي quot;هناك جهود كبيرة تجرى للافراج عن الجنود المخطوفينquot;، وأضاف quot;نحن على اتصال بكبار قيادات القبائل حول الامرquot;. ونفى بشاي ما تناولته بعض وسائل الاعلام المحلية عن الافراج عن احد الجنود المخطوفين.

حماس تعرض المساعدة

من جانبها، عرضت حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; مساعدة أجهزة الأمن المصرية رغم أن الحركة الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، كانت قد ذكرت في البداية أن القضية quot;شأن مصري داخليquot;.

ونقل quot;المركز الفلسطيني للإعلامquot;، المقرب من حماس، عن بيان لوزارة الداخلية والأمن الوطني، في الحكومة الفلسطينية المقالة، برئاسة القيادي في الحركة إسماعيل هنية، وصفه عملية خطف الجنود المصريين بأنها quot;عمل جبان يستهدف الأمن والاستقرار في الشارع المصريquot;.

ولفت البيان أن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس quot;قامت بتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود والأنفاق الواقعة جنوب قطاع غزة، وأنها جاهزة للتعاون مع الأمن المصري، للمساعدة في كشف خيوط الجريمة، وإلقاء القبض على المجرمينquot;، معتبرةً أن quot;أي مساس بالأمن المصري هو مساس بالأمن الفلسطينيquot;.

ووفق ما أورد التلفزيون المصري على موقعه الرسمي quot;أخبار مصرquot;، في وقت سابق الخميس، فقد ذكر القيادي في حماس، صلاح البردويل، في تعليق على نبأ اختطاف 7 جنود مصريين في سيناء، أنه quot;ليس لدينا أي علم بالخبرquot;، وتابع بقوله: quot;لا علاقة لنا بشؤون مصر الداخليةquot;.

مباحثات أمنية

عقد الرئيس المصري محمد مرسي الخميس اجتماعا عاجلا مع وزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد ابراهيم بعد ساعات قليلة من اختطاف رجال شرطة وجنود في سيناء، حسبما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.

وياتي هذا الاجتماع الذي يعقد في مقر رئاسة الجمهورية في القاهرة في اعقاب قيام مسلحين مجهولين باختطاف سبعة من رجال الشرطة والجنود المصريين في شمال شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنيا، حسبما قال مسؤول أمني.

وكان مسلحون لم تحدد هويتهم قاموا الخميس باختطاف ثلاثة رجال شرطة واربعة عسكريين في سيناء، حسب ما اعلن مسؤولون أمنيون. وقال المصدر ان العسكريين كانوا متوجهين الى القاهرة في حافلة صغيرة عندما تم توقيف آليتهم عند نقطة تفتيش في منطقة الوادي الاخضر في شمال سيناء.

وأضاف ان الشرطيين الثلاثة الذين خطفوا ينتمون الى وحدات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية والتي تكلف قمع التظاهرات موضحا ان رجال الشرطة والجنود كانوا على متن حافلتين مختلفتين. وقال مسؤول أمني ان quot;الخاطفين لم يفصحوا بعد عن مطالبهمquot;.

وطلب من بعض قادة البدو في سيناء القيام بوساطة بين السلطات والخاطفين. وحسب مصادر بدوية، فان الخاطفين يريدون اطلاق سراح بعض السجناء مقابل الافراج عن الشرطيين والجنود. وقال شهود عيان لوكالة انباء الشرق الاوسط انه تم منع عدد من الحافلات التي تحمل المجندين من الذهاب لمعسكراتهم في رفح في شمال سيناء حتى انتهاء ازمة المخطوفين.

وتزايدت في العامين الاخيرين عمليات الخطف للمطالبة بدفع فدية او بالافراج عن بدو مسجونين في سيناء التي تشهد تدهورا أمنيا منذ سقوط نظام مبارك في مطلع 2011. الا ان احتجاز الرهائن لا يستمر عادة اكثر من 48 ساعة.

وغالبا ما يكون الخاطفون من البدو الذين يريدون مبادلة الرهائن المخطوفين بذويهم المعتقلين. وقام مسلحون من البدو في الفترة الاخيرة بخطف سياح مجريين واسرائيليين ونروجيين وبريطانيين في جنوب سيناء حيث تكثر المنتجعات والشواطئ التي يقبل عليها السياح.

فلتان أمني

ومنذ الاطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في شباط (فبراير) 2011 تسود حالة فلتان أمني شبه جزيرة سيناء التي اصبحت ملاذا للجماعات الجهادية المتشددة والمسلحة، وحيث رفعت حالة التاهب تحسبا لوقوع هجمات على الحدود مع اسرائيل.

ومن اخطر الحوادث التي وقعت في هذه المنطقة حادث تسلل مسلحين من سيناء في اب (اغسطس) 2011 الى جنوب اسرائيل حيث نصبوا كمائن قتل فيها ثمانية اسرائيليين. وفي اب (اغسطس) الماضي، قتل 16 جنديا مصريا على نقطة حدودية بين مصر واسرائيل. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى اللحظة.

كما سقط صاروخان اطلقا من سيناء على مدينة ايلات الاسرائيلية الشهر الماضي. وفي نيسان (ابريل) من العام الماضي، سقط صاروخ اطلق من سيناء ايضا على ايلات دون وقوع ضحايا، بعدها بايام اكتشفت الشرطة صاروخا اخر لم ينفجر بالقرب من المدينة.