وسط تصاعد المطالبات بانتخاب بديل منه لاستمرار عمليات علاجه في ألمانيا من جلطة دماغية ألمّت به منذ خمسة أشهر، فقد تم اليوم نشر صور للرئيس العراقي جلال طالباني بالبدلة وهو وسط طاقمه الطبي في مشفاه الألماني، ويبدو أن صحته قد تحسنت، وأكد طاقمه الطبي أن وضعه في تقدم، وأنه يمكنه العودة إلى العراق بعد انتهاء علاجه الحالي.


أسامة مهدي: أكد الدكتور نجم الدين كريم، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، والمخوّل التصريح حول وضع الرئيس العراقي أن صحته جيدة جداً. وأضاف كريم في مؤتمر صحافي مع الفريق الطبي المشرف على علاج طالباني أن صحة الرئيس جيدة جداً الآن قياسًا بما كانت عليه قبل خمسة أشهر، مؤكداً أن وضعه يتحسن يومًا بعد يوم نحو الأفضل.

وشكر كريم الفريق الطبي على ما قدموه من أجل صحة طالباني، كما نقلت عنه وسائل إعلام الاتحاد الوطني، التي نشرت كذلك صورة حديث لطالباني جالسًا بالبدلة الرسمية وسط أعضاء فريقه الطبي في مستشفاه الألماني.

عودة قريبة
من جانبهم، أكد أعضاء الفريق الطبي تحسن صحة الرئيس طالباني، مشيرين إلى أنه بمقدوره العودة إلى العراق بعد انتهاء العلاج.
وكان كريم قال الجمعة الماضي إن صحة الرئيس جيدة وفي تحسن مستمر، نافيًا بشدة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن وفاته.

وأوضح أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن صحة الرئيس طالباني عار من الصحة ولا أساس له، مؤكداً أن صحة طالباني جيدة وفي تحسن مستمر يوماً بعد يوم، كما نقل عنه المكتب الإعلامي للاتحاد الوطني بزعامة طالباني. ودعا كريم وسائل الإعلام إلى توخي الدقة عند نشر الأخبار وعدم نشرها من دون التأكد من صحتها، لأن ذلك يخالف المعايير والأصول المهنية.

وأضاف قائلًا quot;مرة أخرى أود أن أطمئن الشعب الكردي والجميع إلى أن صحة الرئيس طالباني جيدة جداً ومستقرة، وسأتوجّه قريباً إلى ألمانيا وسأزوره، ومن هناك سأعلن عن خبر سار للجميعquot;.

يذكر أن عدداً من وكالات الأنباء المحلية والعالمية كانت قد نشرت خبراً يفيد بوفاة الرئيس العراقي جلال طالباني. وكان الأخير نقل في العشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى ألمانيا لمتابعة علاجه من جلطة دماغية برفقة فريقه الطبي.

تصاعد دعوات إلى اختيار بديل
يأتي الحديث عن تحسن صحة طالباني فيما يبدو ردًا على تضاد الدعوات إلى اختيار بديل منه على أساس أن العراق لا يمكن أن يظل من دون رئيس.

ويوم الاثنين الماضي، طالبت رئاسة الإدعاء العام العراقية رئاسة مجلس النواب بانتخاب رئيس للجمهورية بدلًا من الرئيس جلال طالباني، الذي يخضع للعلاج في ألمانيا منذ حوالى خمسة أشهر من جلطة دماغية. ودعت رئاسة جهاز الإدعاء العراقي العام رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لانتخاب خليفة لطالباني.

جاء في بيان مقتضب لرئاسة الإدعاء إطلعت عليه quot;إيلافquot; أنه quot;نظرًا إلى مرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه تطبيقًا لأحكام المادة (72/ ثانياً/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية، واستنادًا إلى أحكام المادة (1) من قانون الإدعاء العام رقم (159) لسنة 1979المعدلquot;.

على الفور أيّدت الكتلة العراقية بزعامة أياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الدعوة إلى اختيار بديل من طالباني، وأكدتا أنه لا يمكن للعراق أن يبقى بدون رئيس في ظروفه السياسية والأمنية الحساسة الحالية.

يأتي هذا الإجراء استنادًا إلى أحكام المادة 72 من الدستور لكون رئيس الجمهورية غائبًا عن المنصب منذ فترة بسبب المرض، وذلك تنفيذًا لأحكام المادة الدستورية هذه، حيث إنه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لإكمال المدة المتبقية لهذه الدورة الرئاسية التي تنتهي في آذار (مارس) المقبل عام 2014 موعد الانتخابات النيابية العامة في البلاد.

تنص الفقرة ج من المادة الدستورية 72 على أنّه في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سبب من الأسباب يتم انتخاب رئيس جديد لإكمال المدة المتبقية لولاية رئاسة الجمهورية.

وبحسب مواد الدستور العراقي المتعلقة بخلو منصب رئيس الجمهورية، فإن الفقرة الثالثة من المادة 75 منه تنص على أنه quot;يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدة لا تتجاوز 30 يومًا من تاريخ الخلوquot;.

كما تنص المادة 67 من الدستور على quot;أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه، وفقاً لأحكام الدستور، وينتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية، بغالبية ثلثي عدد أعضائه، وتحدد ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات، وتجوز إعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسبquot;.

ويخضع الرئيس العراقي جلال طالباني إلى العلاج منذ أكثر من 100 يوم، بعد إصابته بجلطة دماغية استدعت نقله إلى أحد المستشفيات في العاصمة الألمانية برلين للعلاج ومتابعة وضعه الصحي. وكان طالباني نقل إلى ألمانيا في العشرين من كانون الأول (ديسمبر) للعلاج من جلطة دماغية، حيث أدخل إلى أحد المستشفيات الكبيرة هناك.

رفض نيابي لطلب القضاء
لكنه بعد الإعلان عن طلب القضاء العراقي هذا، أكد النائب عن كتلة التحالف الكردستاني خالد شواني أن اللجنة القانونية في مجلس النواب قد رفضت الطلب المقدم من الإدعاء العام حول منصب رئيس الجمهورية.

وأضاف شواني رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب أن الطلب المقدم من الإدعاء العام حول منصب رئيس الجمهورية وصل إلى رئاسة مجلس النواب، وتمت إحالته على اللجنة القانونية، مشيرًا إلى أن اللجنة القانونية قد اجتمعت اليوم وبحثت هذا الطلب.

وقال إن اللجنة القانونية قد رفضت هذا الطلب، لأنه طلب غير دستوري وغير قانوني، وليس هناك أي نص دستوري أو مادة في قانون جهاز الإدعاء العام يمنح رئيس الإدعاء العام صلاحية تقديم مثل هذا الطلب، موضحاً أن هذا الطلب يتحدث عن المادة 72 من الدستور، وهذه المادة تتحدث عن خلو منصب رئيس الجمهورية، وليس الغياب، والآن نائب رئيس الجمهورية يقوم بتنفيذ مهام رئاسة الجمهورية.

وأشار شواني إلى أنّ هذا الطلب يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات، وجهاز الإدعاء العام لا يملك صلاحية تقديم مثل هذه الطلبات، مؤكدًا أن هذه الأمور هي من الاختصاصات الحصرية لمجلس النواب، مشدداً على أنّ اللجنة القانونية قد رفضت هذا الطلب، واعتبرته غير دستوري وغير قانوني، مؤكداً أن مجلس النواب غير ملزم بتنفيذ هذا الطلب.

مرشحون عدة من الأكراد لخلافة طالباني
بالترافق مع ذلك، أبلغ مصدر عراقي مقرب من الأكراد quot;إيلافquot; أنّ هناك أسماء عدة تتداولها الأوساط الكردية لخلافة طالباني، في مقدمها عقيلة الرئيس هيرو أحمد المتطلعة إلى منصبي رئاستي الجمهورية وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين يشغلهما طالباني.

وأوضح أن هيرو قد قامت لهذا السبب بزيارة إلى طهران في الأسبوع الماضي، والتقت كبار المسؤولين فيها، يتقدمهم الرئيس أحمدي نجاد، والذين تعاطفوا مع تطلعاتها هذه، مؤكدين أنهم سيدعمونها في حال ترشحها للمنصبين، لكنه أشار إلى أنّ الإيرانيين في حقيقة الأمر لا يدعمون هيرو لتولي الرئاسة العراقية.

وأضاف المصدر أن المرشح القوي الآخر للمنصبين هو برهم صالح نائب طالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ورئيس حكومة إقليم كردستان نائب رئيس الوزراء العراقي سابقًا، الذي يقوم بزيارة حالية إلى إيران.

وأوضح أنّه يمكن أن يتقدم المرشحون لرئاسة الجمهورية أيضًا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خاصة مع الجدل الدائر حاليًا حول التجديد له لولاية ثالثة في خضم معارضة قوية من قوى كردية لهذا التجديد، مستندين في اعتراضهم إلى دستور الإقليم الذي ينص على ولايتين لرئيس الإقليم، وحيث إن التجديد له يتطلب تعديل الدستور وطرحه في استفتاء شعبي.

وفي خضم هذا التنافس فإن المصدر لا يستبعد تأجيل النظر في هذا الأمر حاليًا، والاستمرار في قيام نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي بمهام الرئيس إلى حين الانتخابات المقبلة. ويوضح أنّ هذا التأجيل يميل إليه رئيس الوزراء نوري المالكي، لأنه سيكون بذلك محتفظًا برئاسة السلطة التنفيذية، إلى جانب قيام الخزاعي بمهام الرئاسة، وهو أحد قادة القوى المنضوية في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي.

ويعاني طالباني (80 عامًا) منذ سنوات مشاكل صحية، وقد أجريت له عملية جراحية في القلب في الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008، قبل أن ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الإرهاق والتعب. كما توجّه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة وأوروبا مرات عدة لأسباب طبية.

يشار إلى أن جلال طالباني هو أول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، وقد انتخب رئيسًا لمرحلة انتقالية في نيسان (أبريل) عام 2005، وأعيد انتخابه في نيسان عام 2010 لولاية ثانية من أربع سنوات.