أظهر استطلاع، شمل 26 ألف شخص، أن ألمانيا هي الأولى عالميًا من حيث الشعبية. وأثارت هذه النتيجة استغراب مراقبين تابعوا ردود الأفعال الغاضبة على موقف ألمانيا من مساعدة دول، مثل اليونان وقبرص وأسبانيا، على معالجة أزمتها المالية، إلى حد مقارنة المستشارة أنجيلا ميركل مرارًا بهتلر وإدانة ألمانيا بوصفها quot;حراميةquot; وquot;امبراطوريةquot;.


تبين نتائج الاستطلاع، الذي أجرته البي بي سي، أن 59 في المئة من المشاركين اعتبروا أن ألمانيا ذات تأثير إيجابي في العالم، مقابل 45 اختاروا الولايات المتحدة، التي جاءت في مركز وسطي تقريبًا على قائمة الدول التي شملها الاستطلاع.

إيران في النهاية
وجاءت إيران في قعر القائمة بنسبة 15 في المئة. وأُجري الاستطلاع لتصنيف 22 دولة مهمة، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر شعبية ألمانيا ظاهرة جديرة بالاهتمام، لا سيما بين البلدان الأوروبية، حيث لا تشترك ألمانيا في شيء يُذكر مع بقية دول الاتحاد الأوروبي.

على سبيل المثال، يتوقع المحللون أن يحقق الاقتصاد الألماني نموًا طفيفًا هذا العام، في حين أن الاقتصادات الكبرى الأخرى في الاتحاد الأوروبي ستنكمش.

الألمان متفائلون
وكانت صحيفة واشنطن بوست تناولت تردّي سمعة ألمانيا وصورتها في تقرير في أواخر العام الماضي، فيما أظهر استطلاع أجراه مركز بيو لدراسة اتجاهات الرأي العام العلمي في وقت سابق من أيار/مايو أن الألمان راضون عن الوضع الاقتصادي ومتفائلون بمستقبل الاتحاد الأوروبي، على النقيض من سائر جيرانهم الآخرين عمليًا.

وكتب المحلل بروس ستوكس من مركز بيو أن أحد أهداف المشروع الأوروبي خلال الجيلين الماضيين كان تقليص الفوارق بين ألمانيا وباقي الدول الأوروبية. لكن المصاعب الاقتصادية الأخيرة لم تفعل سوى توسيع هذه الفوارق.

وأضاف ستوكس أن التناقض بين مشاعر الألمان ومشاعر الأوروبيين الآخرين تناقض صارخ اليوم أكثر منه في أي وقت مضى، وقد يزيد تعقيد الجهود الرامية إلى معالجة المشاكل الحالية، لأن لدى ألمانيا اهتمامات مختلفة وأولويات مختلفة وحلولًا مختلفة.

ومن أسطع الأمثلة على هذه الاختلافات الشروط التي اقترنت بحزم إنقاذ الاقتصادات الأوروبية المأزومة متسببة في إثارة قطاعات واسعة من الأسبان واليونانيين على ميركل.

وما زالت البلدان، التي تلقت حزم إنقاذ، مربوطة بشروط قاسية، تشعر بوطأة الإجراءات التقشفية التي ترتبت على تنفيذ هذه الشروط المدعومة من ألمانيا. ويرى مراقبون أن هذا يمكن أن يزيح ألمانيا من قمة الدول الأوسع شعبية. وقال مركز بيو على سبيل المثال إن غالبية الأوروبيين تعتبر ألمانيا أشد الدول غطرسة في الاتحاد الأوروبي، وأقلها اهتمامًا بما يحدث للآخرين.