بعيداً عن هموم العالم التقليدية من حروب وثورات دامية وأوضاع معيشية عسيرة، يشغل الألمان أنفسهم هذه الأيام بمعركة مختلفة. فحكومة يمين الوسط تشرع في استنان قانون يحرم ممارسة الجنس مع الحيوان، لكنّ معارضيه حفروا خنادقهم من جهتهم.


القاهرة: تعتزم ألمانيا نفخ الروح في قانون قديم يحرم الجنس مع الحيوانات، بعدما أجبرتها سلسلة من هذه الممارسات مصحوبة بحملة ترويجية متنامية على الإنترنت على التحرك إزاءها.
والاسبوع الحالي بدأ برلمان البلاد (البوندستاغ) مناقشات تهدف لإجراء تعديلات على قوانين حماية الحيوان وصلت حتى الآن الى الاتفاق على مشروع قدمته اللجنة البرلمانية لشؤون المزارع لفرض غرامة قدرها 25 ألف يورو على مرتكب الجريمة للمرة الأولى.

وكان حظر ممارسة الجنس مع الحيوانات قد أسقط من التشريعات الألمانية في 1969 بعدما توهم المشرعون أن هذا الأمر اندثر في طيات الماضي البعيد. لكن الواقع أثبت أنه صار تيارًا ملاحظًا يشتد بمرور الأيام. وبلغ الأمر حد إقامة حدائق حيوان سريّة يستطيع زائرها التعدي الجنسي على ما شاء فيها... من الدجاج والأغنام الى جمال اللاما.

ونقلت الصحف الغربية التي تناقلت النبأ على نطاق واسع عن هانتز - مايكل غولدمان، رئيس لجنة شؤون المزارع البرلمانية، قوله إن البرلمان يهدف بنهاية مداولاته الى توظيف قوة القانون لحظر سائر أشكال الممارسات الجنسية مع الحيوانات وأيضًا تلك التي يتكسب فيها الناس من توفيرها لآخرين لقاء المال.

لكن هذا الأمر لن يكون بالسهولة التي يتصورها العديد من البرلمانيين وغيرهم. فقد تصدت جماعات تعنى بحق الإنسان بممارسة الجنس مع من وما شاء. ومن هذه جماعة ZETA laquo;تسيتاraquo; التي أعلنت أنها ستلجأ الى القضاء من أجل نقض التشريع الجديد في حال إجاته بالبوندستاغ.
وقال مايكل كيوك، رئيس مجلس إدارة هذه الجماعة، في تصريحات لمجلة laquo;دير شبيغلraquo; الألمانية: quot;ما لا يفهمه الناس هو أن المسائل الأخلاقية شيء والقانون شيء آخر. ما شأن القانون بأن يمارس الإنسان الجنس مع حيوانquot;؟

ومضى يقول: laquo;الناس يحاولون تصويرنا على أننا أناس نسعى لإلحاق الأذى بالحيوانات، لكن هذا غير صحيح. الحيوان الأليف يبدي اعتراضه بشكل واضح إن لم يكن راغبًا في الجنسraquo;. وقال كوك، الذي يملك كلبة من نوع الألزاس تسمى laquo;سيسيraquo;، إنه ولد محبًا للحيوانات، وإن هذا الحب اكتسب، منذ مراهقته، عناصر تدخل في تصنيف laquo;الشهوة الجنسيةraquo;.

وقالت جماعة laquo;تسيتاraquo; في بيان لها إن الحري بالحكومة أن تطبّق لوائح قوانين 1969 الرامية لحماية الحيوان. وأشارت الى أن الحيوانات laquo;تتلقى أبشع أنواع المعاملة سواء في المزارع أو المختبرات العلميةraquo;. وجددت التزامها بمحاربة التشريعات البرلمانية الجديدة في حال إجازتها. ويذكر أن جماعات الدفاع عن حق الإنسان في ممارسة الجنس مع الحيوان تتمتع بعضوية إجمالية تقدر بما لا يقل عن 100 ألف شخص في المانيا.

وكانت الأبحاث الجنسية في الأربعينات تشير الى أن ما بين 5 و8 في المئة من رجال الألمان وما بين 3 و5 في المئة من نسائهم يمارسون الجنس مع الحيوان. ويقول كوك إن ترجمة هذه النسب الى أرقام إحصائية وسط السكان تعني أن نحو 1.6 مليون الماني يدخلون في هذه الطائفة. لكنه يضيف أنه بينما كان الناس في الماضي يمارسون الجنس مع مختلف الحيوانات مثل البقر والجياد والخنازير، فقد صاروا يكتفون بحيواناتهم المنزلية الأليفة وخصوصًا الكلاب. ولهذا، كما يقول، فإن العدد الحالي لا يتجاوز 100 ألف في تقديره الشخصي.

يذكر أن الجنس مع الحيوان محرم بالقانون في عدد من الدول الأوروبية تشمل فرنسا وسويسرا - وحتى هولندا التي تتمتع بحريات جنسية غير متاحة في بقية أرجاء العالم. وحاليًا فإن السويد تتجه الى حظره ايضا، لكنه يبقى مشروعًا في الدنمارك.