تواصل الشرطة الألمانية تحقيقاتها في المحاولة الفاشلة لتفجير عبوة في مجطة بون الأسبوع الماضي. وقال مكتب الادعاء العام الاتحادي إن هناك دليلاً قويًا على أن للمشتبه به علاقات بدوائر إسلامية متطرفة.


اعداد عبد الاله مجيد: تحقق الشرطة الالمانية في ما إذا كان متطرفون اسلاميون وراء المحاولة الفاشلة لتفجير حقيبة مفخخة في محطة قطارات بون الاسبوع الماضي، كما افاد مسؤول مطلع على مجرى التحقيق.

ونقلت صحيفة وول ستريت دورنال عن المسؤول أن الشرطة تركز على مجموعة من نحو 15 شخصًا يُشتبه بأنهم متطرفون إسلاميون يقيمون في شمال غرب ألمانيا. وأعلن مكتب الادعاء العام توليه التحقيق كما هو متعارف عليه عندما تبين الأدلة أن مجموعة إرهابية من ثلاثة افراد أو اكثر تقف وراء زرع عبوات ناسفة.

وكان فتيل العبوة اشتعل ولكن الانفجار لم يحدث في المحطة الرئيسية في بون في 10 كانون الأول (ديسمبر). وقال المسؤول المطلع على التحقيق إن العبوة الناسفة صُنعت من مكونات بسيطة متوفرة في الكثير من المتاجر وانها عُبئت بمتفجرات داخل انبوب طوله 40 سنتم تكفي لقتل واصابة عدد كبير من الأشخاص في محطة قطارات مزدحمة. ولكن خطأ في التصميم حال دون انفجار القنبلة.

وما يزيد التحقيق تعقيدًا اشرطة فيديو مأخوذة من آلات التصوير الموزعة في المحطة دون أن تسجل صور مشتبه به يزرع العبوة الناسفة، كما قال المسؤول. واضاف ان الشرطة تأمل بتمكنها من تعقب افراد المجموعة الارهابية المشتبه بها قبل ان تنفذ هجوما آخر.

وفي مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية الاثنين قال وزير الداخلية الالماني هانز بيتر فريدريش ان الحادث الذي وقع في بون يبين الحاجة الى تسجيلات فيديو اوسع تفصيلا من شأنها تسريع التعرف على المشتبه بهم.

وكان الادعاء العام المحلي في مدينة بون بدأ التحقيق في الحادث قبل ان يتسلم الاتحاد العام الاتحادي ملف القضية. واستجوب المحققون واحدا على الأقل من المشتبه بهم الاسبوع الماضي ولكنهم افرجوا عنه لاحقا.

وجمعت الشرطة أدلة الاسبوع الماضي بمساعدة وسائل اعلام محلية نشرت صور رجل يمشي حاملاً حقيبة من النسيج الصوفي الخشن قالت وسائل الاعلام إنه كان يأخذ الحقيبة المفخخة الى المحطة. وأعلن المحققون توصلهم إلى أن علاقات تربط هذا الشخص بمتطرفين اسلاميين ولكنهم لم يكشفوا اسمه.

وقال مكتب الادعاء العام الاتحادي quot;إن هناك دليلاً قويًا على أن للمشتبه به علاقات بدوائر إسلامية متطرفةquot; دون ان يعطي اوصاف المشتبه به. واضاف المكتب ان وحدة التحقيقات الجنائية التابعة للادعاء العام الاتحادي شكلت فريقا خاصا للتحقيق في نشاط المجموعة الارهابية المفترضة.

وكانت الشرطة الالمانية أمضت سنوات تحاول التحقيق في أنشطة ارهابية تقف وراءها جماعات اسلامية متطرفة في المانيا حيث جند تنظيم القاعدة ثلاثة طلاب كانوا يدرسون في هامبورغ ثم قادوا هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة. وفي عام 2010 شددت الشرطة الالمانية رقابتها على محطات القطارات في انحاء المانيا بعد اكتشاف أدلة على عودة اسلاميين مقيمين في المانيا بعد تلقيهم تدريبات ارهابية في باكستان لتنفيذ هجمات في المانيا.

وفي حزيران (يونيو) 2006 ايضا فشل متطرفون اسلاميون على ما يُفترض في تفجير حقيبتين مفخختين في قطارات غربي المانيا. وأُدين رجلان بالارتباط مع القضية، احدهما في المانيا والآخر في لبنان.

وفي العام الماضي قتل مسلم من اصل كوسوفي رميا بالرصاص عسكريا اميركيا في مطار فرانكفورت حيث كان عسكريون من سلاح الجو الاميركي ينتظرون حافلة لمغادرة المطار. وقال المحققون ان الرجل اكتسب افكاره المتطرفة بواسطة التثقيف الذاتي وانه تصرف بمفرده. ودانت محكمة جنائية المانية الرجل في شباط (فبراير) بتهمتي قتل.