استضاف القيادي الإخواني نبيل الكوفحي السفير البريطاني لدى الأردن في منزله في إربد، فأثار الكثير من النقد والتجريح، وثمة من يطالب باتخاذ إجراءات تأديبية ضده.


عمّان: شهدت الساحة الاردنية خلال اليومين الماضيين تطورًا سياسيًا لافتًا، تمثل في لقاء جمع السفير البريطاني في عمان بيتر ميلت مع القيادي في الاخوان المسلمين نبيل الكوفحي، في منزل الأخير في مدينة اربد شمال عمان، وذلك ضمن جولة للسفير في المحافظة، ما أثار موجة من النقد للكوفحي من قبل مختلف الاحزاب والحراكات السياسية والشعبية، بالاضافة إلى استنكار هذا اللقاء عبر البيانات الرسمية الصادرة من جماعة الاخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي، والتلويح باتخاذ إجراءات بحق الكوفحي.

وأصدر عبد المحسن عزام، رئيس الهيئة الإدارية لحزب جبهة العمل الاسلامي في إربد، بيانًا وصل لـquot;إيلافquot; نسخة منه، اعتبر فيه تصرف الكوفحي ولقاءه بالسفير البريطاني عملًا غير لائق وغير مسؤول، quot;ويعد خروجًا عن ثوابت الحزب المتعلقة بالسياسات البريطانية المعادية لقضايا الأمة العربية والاسلاميةquot;، مؤكدًا أن الحزب سيتخذ الإجراءات التنظيمية المناسبة بحق الكوفحي.

وقال عزام :quot;إن دعوة السفير البريطاني لبيت الكوفحي تأتي في الوقت الذي تستذكر فيه الأمتان العربية والإسلامية ذكرى النكبة الأليمة التي حلت بفلسطين على يد دولة هذا السفير البريطاني، من خلال وعد بلفور المشؤومquot;.

لا علاقة

نفى المهندس نعيم الخصاونة، القيادي في حركة الإخوان المسلمين وأمين سر تنسيقية الحراك المطالب بالإصلاح في إربد، لـquot;إيلافquot; أي علاقة للحركة الاسلامية بزيارة السفير، قائلًا إنه شخصيًا وأعضاء الحركة الإسلامية في إربد لم يحضروا اللقاء، لأن هذا اللقاء هدفه استنزاف شعبية الحركة في الشارع، مؤكدًا رفض التعامل مع أي جهة خارجية، وبالاخص الاميركية والبريطانية.

وحول موقف قيادة الإخوان المسلمين من الزيارة، قال نائب المراقب العام للجماعة القيادي زكي بني ارشيد لـquot;إيلافquot;: quot;لا علاقة للجماعة بالموقف من الدكتور الكوفحيquot;.

في المقابل، أكد أمين عام حزب الجبهة حمزة منصور لـ quot;إيلافquot; أن الكوفحي لم يرتكب أي حظر تنظيمي، وأن البيان الصادر عن فرع الحزب في محافظة إربد لا يعبر عن موقف رسمي، موضحًا أن الحظر في قرارات الحركة الإسلامية ينسحب على السفيرين الأميركي والإسرائيلي فقط.

وقال منصور إن اتصالات أجريت معه، وإن القضية لا تشكل مخالفة، وتبحث داخليًا فقط، quot;لكن كان الأولى بالكوفحي وضعنا في صورة اللقاء فقطquot;.

تصفية حسابات

ردًا على هذه الحملة، استهجن الكوفحي التصريحات التي تنتقد لقاءه ميليت، معتبرًا أن ذلك يندرج في سياق المزايدة وتصفية الحسابات الشخصية داخل الحركة الإسلامية ومن خارجها.

وقال: quot;يؤسفني أن يصدر بيان عن مجموعة أشخاص باسم الحزب، يستنكرون هذه الزيارة ويخالفون السياسة العامة للمكتب التنفيذي والأمين العام، فقرارات الحركة الإسلامية بشأن الحوار مع السفراء متاح لسفراء الدول الأوروبية، مقابل مقاطعة أي حوار مع الإدارة الأميركية وهيئاتها وسفارتها، منذ الحرب على العراق في العام 2003، وبطبيعة الحال السفير الاسرائيليquot;.

وبين الكوفحي أن لقاءات عدة جرت داخل مقر الأمانة العامة لحزب جبهة العمل بين مسؤولين في السفارات الغربية، بما فيها البريطانية وبين أعضاء بارزين في الحركة الإسلامية.

من جهته، أكد السفير البريطاني لدى عمان عبر صفتحه الشخصية على موقع فايسبوك أن زيارته لمحافظة إربد كانت بهدف معرفة كيفية تأثير الأزمة السورية على المجتمعات المحلية في شمال الأردن، وتمكين المملكة المتحدة من تحديد دعمها المناسب للأردن.

يشار إلى أن الكوفحي قام قبل نحو عام بزيارة إلى الولايات المتحدة، حيث شارك في ندوة نظمها مركز كارنيغي للدراسات الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، بحضور وفود من الإخوان المسلمين في مصر وليبيا وتونس والمغرب والأردن، بهدف اعادة فتح قنوات الحوار بين الحركة والغرب، والتي قطعت نتيجة الاحتلال الاميركي للعراق.

زيارات سرية

قال الكتب والمحلل السياسي ماهر ابو طير لـquot;إيلافquot; إن زيارة ميليت لمنزل الكوفحي ليست امرًا غريبًا، وهي ليست الاولى من نوعها لسفراء اجانب، أقيمت لهم مثل هذه الدعوات من جانب اسلاميين آخرين وحزبيين وسياسيين ورموز اجتماعية، في مناطق مختلفة في المملكة.

ورد أبو طير الضجة الاعلامية التي اثيرت حول اللقاء إلى أنه جاء علنيًا وليس سريا، quot;والاولى أن تخضع بعض النشاطات السرية لهيئات دبلوماسية لمتابعة اعمق، خصوصًا أن الاعتراض على المعلن لا يلغي غير المعلن، ولربما أي نشاط بعيد عن الاضواء يبقى الاكثر اثارةquot;، متهمًا بعض الجهات بانها تحاول توظيف الزيارة لحساباتها.

وقال: quot;معنى الكلام أننا نتشاغل بزيارة علنية لسفير لندن في عمان، والكل يحاول توظيفها لحساباته السياسية والشخصية، فيما الاولى أن يسأل الناس عن نشاطات السفارات بشكل عام، خصوصا تلك التي تأتي في العتمة، واذا كان المبدأ يثير كل هذا التحسس، فعلينا أن نقف عند كل تفاصيل نشاطات الهيئات الدبلوماسية في الاردن، السري منها قبل العلني، حتى لا تصبح القصة موسمية، وتخضع للمزاج السياسيquot;.