طرابلس: دخلت الحكومة الليبية التي تعاني من ضعف السلطة مواجهة مع محكمة الجنايات الدولية التي رفضت طلبها بمحاكمة سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ولا يتوقع أغلب المحللين أن تسلم ليبيا سيف الإسلام المحتجز لدى السلطات في مدينة الزنتان الجبلية حيث لا تملك الحكومة المركزية نفوذا يذكر، فكلا الحكومة الليبية والجنائية في حالة سيف الإسلام كحال quot;فاقد الشيء الذي لا يعطيهquot;.

وكانت ميليشيات (الزنتان) اعتقلت سيف الإسلام في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011 عند محاولته مغادرة ليبيا وما زالت تحتفظ به خارج سلطة الحكومة الليبية.

وقالت المحكمة في بيان لها الجمعة إن من حق السلطات الليبية استئناف القرار أو تقديم دفع جديد تطالب فيه بعدم قبول الدعوى، وفقا للمادة 19 نظام روما الأساسي، في القضية المنسوبة للقذافي باتهامات القتل والاضطهاد خلال الفترة ما بين 15 فبراير/شباط 2011 و28 فبراير/شباط 2011.

وبحسب قرار المحكمة فإن الدائرة المختصة خلصت إلى عدم توافر أدلة تكفي لإثبات أن التحقيقات الوطنية تشمل القضية عينها المعروضة أمام المحكمة الدولية، إلى جانب أن الدولة الليبية quot;لا تزال تواجه عقبات أساسية في ممارسة سلطاتها القضائية على كامل أراضيها.quot;

ولفتت المحكمة إلى أن السلطات الليبية quot;لم تستطع تأمين نقل المشتبه به إلى عهدة الدولة ولا تزال هناك معوقات تعرقل الحصول على الأدلة وتأمين التمثيل القانوني لسيف الإسلام القذافي.quot;

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة إلقاء قبض بحق سيف الإسلام في يونيو / حزيران 2011 لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.إبان الانتفاضة التي أطاحت بنظام حكم والده عام 2011.

وقال قضاة المحكمة الدولية إنه لهذا السبب وغيره فليبيا ليست مستعدة لمحاكمة سيف الإسلام.

وقال القضاة في بيان أصدروه في لاهاي بهولندا إن quot;ليبيا بذلت جهودا كبيرة في سبيل إعادة بناء مؤسساتها واستعادة هيبة القانون في البلادquot;، ولكنها ما زالت quot;تواجه صعوبات جمة في ممارسة سلطاتها القضائية على كامل الأراضي الليبية.quot;

ويواجه سيف الإسلام تهما أخرى في الزنتان منها تبادل معلومات وحيازة وثائق تهدد الأمن الوطني وإهانة العلم الليبي، وهي تهم تتعلق بزيارة ميلندا تايلور، إحدى محاميات المحكمة الجنائية الدولية، وثلاثة من موظفي المحكمة له في يونيو / حزيران 2012.

ووجهت ميليشيات الزنتان إلى المحامية تايلور تهمة إيصال رسالة مشفرة لسيف الإسلام من أحد مساعديه الهاربين.

وكانت إحدى المحاكم الجنائية في ليبيا قد قررت مطلع مايو/أيار 2013 تأجيل محاكمة سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، المتهم بـquot;المساس بأمن الدولةquot;، وquot;الفساد الماليquot;، إلى جلسة 19 سبتمبر/ أيلول المقبل ويلاحق القذافي بعد تهم في محكمة مدينة الزنتان غربي البلاد، وسط جدل حول ما يتمتع به من حقوق.