قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله لـquot;إيلافquot; إن حكومته هي حكومة الرئيس محمود عباس وبالتالي ملتزمة بكل الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مؤكدا أن حكومته مدتها ثلاثة أشهر فقط.

رام الله: بعد أن أدّى الوزراء يتقدمهم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف الدكتور رامي الحمد الله اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، يعكف مجلس الوزراء على متابعة العديد من الملفات التي تهم الوضع الفلسطيني وذلك quot;ضمن خطة مدروسةquot;.
وستعقد الحكومة التي ضمت 24 وزيرا مطلع الأسبوع القادم اجتماعات للتباحث والتشاور بآليات العمل خلال الفترة التي من المقرر التي أن تستمر بها الحكومة.
وفي تصريح صحافي مقتضب لـquot;إيلافquot; أوضح رئيس الحكومة المكلف الدكتور رامي الحمد الله، أن أولويات الحكومة خلال الفترة القادمة ستنصب على القطاعات الزراعية والصحية والتعليمية والاقتصادية.
وحول سبل تحقيق ذلك، قال الحمد الله: quot;سنعمل على تعزيز صمود المواطنين والمزارعين على أراضيهم وسنولي ذلك أهمية خاصة، كما سنعمل على متابعة تطوير الأداء الصحي والتعليميquot;.
وفي الأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وآليات الخروج من مثل هذا الظرف الاستثنائي شدد الحمد لله، على إيلاء هذا الموضوع أهمية قصوى حيث سيتم تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وعن طبيعة برنامج الحكومة السياسي الذي ستنتهجه الحكومة، قال: quot;إن حكومتي هي حكومة الرئيس وملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي فإنها ستكون ملتزمة بما جاء من اتفاقيات سابقةquot;.
وبخصوص ملف المصالحة وتشكيل حكومة جديدة، أعرب الحمد الله، عن أمله في أن تنجح الحكومة بقيادة الأمور إلى بر الآمان حتى الرابع عشر من آب (أغسطس) القادم وهو الموعد الذي يفترض أن تتفق فيه حركتا فتح وحماس على تشكيل حكومة التوافق برئاسة الرئيس محمود عباس.
ودعا إلى ضرورة أن يتم إنجاز وتحقيق المصالحة والذهاب لانتخابات تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وتنهي الانقسام الراهن حتى يتم التفرغ لمواجهة السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس وتوسيع الاستيطان.
وبخصوص الوضع الاقتصادي والظروف السياسية، قال: quot;أنا أؤمن بأن الخط الاقتصادي والخط السياسي يجب أن يكونا خطين متزامنين، حيث إن المشكلة الرئيسة في عدم نمو العملية الاقتصادية تكمن في الاحتلال الإسرائيلي الذي يجب أن ينتهيquot;.
وشدد رئيس الحكومة المكلف على أن التعاون وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ستكون حاضرة بقوة خلال المرحلة القادمة.
ودعا الحمد الله، كافة القطاعات إلى ضرورة العمل المشترك لتجاوز المرحلة الراهنة، معربا عن ثقته في الوقت ذاته، بتحقيق النجاح المشترك وتجاوز العقبات الحالية.
الحمد الله صاحب مجازفات ومهام انتحارية
وفي سياق متصل، ومع تكليف الحمد لله، لرئاسة الحكومة الفلسطينية وما وصفته به بعض الأوساط والصحافة الدولية والإسرائيلية بأنه quot;رجل ناجح في مهمة انتحاريةquot; اتفق مع هذا الوصف الدكتور محمد حنون، نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون المجتمعية والذي أمضى سنوات في الجامعة التي يترأسها الحمدالله، قال حنون: quot;إن الحمد الله يعتبر رجل المجازفات والمهام الانتحاريةquot;.
ووصف حنون، في لقاء مع quot;إيلافquot; رئيس الحكومة المكلف بأنه quot;رجل ذكي ومحنك بحيث يقرأ دائما ما بين السطور ويعتبر رجل مواقف وتحديات صعبة، ويتخذ القرار الصائب في ظروف معقدة واستثنائيةquot;.
وحول أبرز المهام الانتحارية التي سبق واتخذها الدكتور الحمد الله، خلال ترؤسه جامعة النجاح، قال حنون: quot;إن الحمد الله، يتمتع بشخصية قوية ولا يقدم على أي خطوة إلا بعد دراسة كل حيثياتهاquot;.
وأضاف: quot;أن رئيس الحكومة المكلف سبق وأن اتخذ قرارات حاسمة ومصيرية وصفت بالانتحارية خلال السنوات السابقة على صعيد جامعة النجاح كان لها كبير الأثر حيث بات يشهد على ذلك كل من يزور مدينة نابلس بعد التطور الكبير والانجازات التي حققتها الجامعةquot;.
وأوضح أن الحمد الله، اتخذ قرارا مصيريا حيث قرر البدء ببناء الحرم الجديد لجامعة النجاح في وقت كانت تمر به فلسطين في ظروف الانتفاضة وصعوبات وتم البدء بالبناء الذي كلف حتى الآن مئات ملايين الدولارات في وقت لم تكن فيه الجامعة تملك سوى وعد بمبلغ مليون دولار وكان هذا البناء نقلة نوعية في تاريخ الجامعة.
ومن الأمثلة الأخرى على قراراته المصيرية، كما أورد حنون، اتخاذ قرار البدء ببناء مستشفى النجاح الوطني الجامعي دون أن تملك الجامعة ما يؤهلها للبدء بالمشروع إلا أنه استطاع وبخبرته وحنكته توفير عشرات الملايين من المتبرعين ليصبح المستشفى الذي انطلقت المرحلة التشيغيلة الأولى منه رائدا على مستوى الوطن في خدماته الفريدة.
وبحسب نائب رئيس الجامعة، فإن الحمد الله يتمتع بشخصية صلبة وفريدة ومن أمثلة ذلك عودته للدوام في جامعة النجاح بعد انتهاء العزاء الذي أقيم لأطفاله الثلاثة الذين لقوا مصرعهم جراء حادث سير مع شاحنة إسرائيلية ورغم نصح الأطباء له بضرورة الخلود للراحة النفسية لفترة طويلة.
وبالنسبة إلى الخبرة السياسية، كما يقول بعض المحللين إنها قليلة خاصة وأنه رجل أكاديمي أكد حنون، أن الحمد لله، يشغل منصب الأمين العام للجنة الانتخابات الفلسطينية كما أنه استطاع في فترة الانتفاضة والفلتان الأمني أن يتخذ قرارا بإعادة فتح الجامعة إبان الاجتياح الإسرائيلي لنابلس واتخذ القرار وتحمل المسؤولية التي تخوف منها كثيرون.
صعوبات وتعقيدات
هذا ويخشى بعض المحللين من صعوبة تحقيق الحكومة الجديدة لانجازات كبيرة في ظل عمرها القصير، وتعقيدات المرحلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد السويلم، في اتصال مع quot;إيلافquot;: quot;إن تعقيدات المرحلة الراهنة كثيرة ومنها الجمود السياسي وتردي الأوضاع الاقتصادية وغياب الامكانات والموارد واستمرار السيطرة الإسرائيلية على المعابر وعدم انجاز المصالحة وعمر الحكومة القصير وهذه جميعها قد تقوض وتعيق عمل الحكومة الجديدة.
هذا ورحّبت نقابة الموظفين العمومية بتكليف الرئيس محمود عباس للدكتور رامي الحمد لله لتشكيل الحكومة القادمة معربة عن ثقتها بجهود الحمد لله، وقال بسام زكارنة، رئيس نقابة الموظفين العمومية: quot;إن النقابة ستعلق كافة الفعاليات النقابية التي كانت قد أقرتها وذلك لمنح الحكومة الفرصة الكافية للتعاطي مع الأمور الراهنة.
وفي أول اجتماع ضم أعضاء الحكومة مع الرئيس محمود عباس بعد أداء اليمين الدستورية، أكد الرئيس الفلسطيني أن هذه الحكومة هي حكومته وستحظى بالدعم الكامل، داعيا الحكومة للعمل بروح الفريق الواحد خلال الفترة التي ستتولى فيها المسؤولية في ظل هذه الظروف الصعبة.