تتخوّف اسرائيل من التطورات العنيفة واقتراب الحرب من منطقة الجولان، الأمر الذي دفع بها الى اتخاذ خطوات احتياطية على صعيد الحياة اليومية، وكذلك التدريبات العسكرية، استعداداً لحرب محتملة مع حزب الله.
بيروت: بعد أن تمكن الثوار من الاستيلاء على المعبر الوحيد بين إسرائيل وسوريا، تخشى تل أبيب أن تمتد شرارات الحرب الأهلية الدموية إليها من منطقة الجولان.
دفعت هذه المخاوف السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات احتياطية، فطلبت من المزارعين البقاء بعيداً عن حقولهم، ومنعت السياح من التجول لقطف الكرز وأغلقت الطرقات، ما أدى إلى نوع من الشلل في المجتمع الإسرائيلي.
تدريبات عسكرية
على بعد أقل من 70 ميلاً، يجري عشرات من الجنود الإسرائيليين تدريبات قتالية مكثفة استعداداً لما يمكن أن يحدث، حيث يتوقع الكثير من الخبراء العسكريين والمحللين نشوب حرب قريبة مع حزب الله.
الوضع الإسرائيلي أصبح معقداً في ظل الحرب الأهلية المستعرة على الحدود، كما أن حزب الله كان قد تعهد في الأسابيع الماضية أن يعمل على تسهيل الهجمات على إسرائيل من المرتفعات.
خيارات إسرائيل
من جهة أخرى، تتخوف تل أبيب من المعارضة السورية التي تتألف بأغلبيتها من سنة راديكاليين لديهم صلات بتنظيم القاعدة، ما أثار جدلا واسعًا في إسرائيل حول الخيارات المتاحة وإلى أي الأطراف يجب أن تنحاز إسرائيل لحماية مصالحها، وفقاً لصحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot;.
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي والمسؤولين السياسيين يصرّون على أنهم لا يريدون التورط في النزاعات الداخلية السورية، إلا أنهم لن يترددوا في حماية مصالحهم المتمثلة في منع وصول الأسلحة المتطورة إلى حزب الله.
الأحداث تخفي مخاطر كثيرة
وتتحدث التقارير عن صدامات مستمرة على مقربة من مرتفعات الجولان، وسقوط عشرات القذائف داخل الأراضي الإسرائيلية، في حين أن أحداث يوم الخميس كانت الأكثر تهديداً لإسرائيل شهدت ساعات مستمرة من القتال العنيف بمعبر القنيطرة.
quot;ما يحدث في الآونة الأخيرة يخفي بين طياته مخاطر متزايدة، كما أنه يزيد من ضبابية المرحلة الراهنةquot; قال دانييل نيسمان، وهو خبير استخباراتي في شؤون الشرق الأوسط مؤسسة ماكس لحلول الأمن، وهي شركة استشارات متخصصة في المخاطر الجيوسياسية في تل أبيب.
وأضاف: quot;ما يعنيه هذا الأمر هو أن مرتفعات الجولان صارت غير مستقرة أكثر بكثير من أي وقت مضى، ما يتطلب الكثير من الحذر واليقظةquot;.
سحب القوات من الجولان
يوم الخميس سحبت النمسا قوتها التي تتألف من 380 جنديا في إطار قوة الأمم المتحدة التي تبلغ 1000 عنصر، كانوا ينظمون دوريات في ما يسمى بالمنطقة العازلة بين اسرائيل وسوريا منذ توقيع اتفاق الهدنة عام 1974. وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها تأسف لقرار النمسا وأعربت عن أملها quot;في أن لا تكون مواتية لمزيد من التصعيد في المنطقةquot;.
ووصف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمنون سوفرن، المحاضر في كلية الدفاع القومي الإٍسرائيلية ما يحدث بأنه quot;أحد أكثر المواقف تعقيداً التي يمكن أن نواجهها في المستقبل القريبquot;.
وقال محللون إن انسحاب قوة الأمم المتحدة يمكن أن تحول quot;أهدأ حدود إسرائيليةquot; إلى منطقة متفلتة تسود فيها الفوضى وتشكل ملاذاً للإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم بحرية تامة.
في ظل هذه الأوضاع، تستعد إسرائيل لاحتمالية اندلاع حرب ثالثة مع لبنان، حيث تعتقد أن حزب الله جهز 60 ألف صاروخ موجه نحوها، فيما يؤكد جنرالاتها أن إسرائيل استفادت من دروس الماضي وأنها ستشن هذه المرة حرباً سريعة وقاتلة.
التعليقات