أعلنت روسيا بعد فترة وجيزة على اختفاء الموظف السابق في سي أي ايه ادوارد سنودن من فندقه في هونغ كونغ أنها ستدرس أي طلب يقدمه للجوء السياسي.


اختفى الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية، ثم وكالة الأمن القومي، ادوارد سنودن من فندقه في هونغ كونغ بعد ساعات على اعترافه بتسريب معلومات سرية عن برامج تجسسية أميركية واسعة النطاق معرضًا نفسه للملاحقة القانونية.
وكان ظهور سنودن في هونغ كونغ مفاجأة كبيرة، لأنها ترتبط باتفاقية مع الولايات المتحدة بشأن تسليم المطلوبين.
مختفٍ في هونغ كونغ
واعترف سنودن، الذي كان يعمل خبيرًا في شركة بوز الن هاملتون للاستشارات التكنولوجية، في مقابلة وشريط فيديو على موقع صحيفة الغارديان البريطانية بأنه سرب المعلومات السرية للفت الانتباه إلى المراقبة التي تمارسها الحكومة الأميركية على مواطنيها. وكشف سنودن أنه كان مختفيًا في هونغ كونغ منذ أسابيع.
ولكن مقاطعة هونغ كونغ صاحبة تاريخ طويل في تسليم المطلوبين بموجب الاتفاقية المعقودة بينها وبين الولايات المتحدة منذ عام 1998. وسلمت هونغ كونغمطلوبين إلى الولايات المتحدة في 65 قضية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المحامي جايلز سرمان الذي عمل على قضية تسليم مواطن أميركي من هونغ عام 2009 quot;أن هونغ كونغ تنفذ التزاماتها بصورة كاملة وعلى الوجه المطلوبquot;.
غادر إلى جهة غير معلومة
ولم يُعرف مكان سنودن بعد نشر المقابلة معه فيما تجمع الصحافيون خارج الفندق الذي يُعتقد أن المقابلة أُجريت فيه. وقالت إدارة فندق مايرا الفاخر على جبهة البحر أن شخصا باسم ادوارد سنودن حجز غرفة في 1 حزيران/يونيو وأقام أكثر من أسبوع ثم غادر بعد ظهر الاثنين.
وقال رجل جرى الاتصال به في غرفة مسجلة باسم سنودن إنه ليس الشخص الذي يبحث عنه الصحافيون ثم قطع المكالمة. ولدى الاتصال مجددًا بالفندق قال مكتب الاستعلامات إن غرفة سنودن لن تأخذ مكالمات هاتفية بعد الآن. وبعد دقائق على ذلك أعلنت إدارة الفندق أن سنودن غادر الفندق.
ايسلندا الأفضل
واختفى سنودن عن الأنظار منذ مساء الاثنين. وقال في حديثه لصحيفة الغارديان أن أفضل أمل له هو اللجوء في بلد ما وان أيسلندا ستكون البلد الأمثل. وأشارت السلطات الأيسلندية إلى أن على سنودن أن يقدم طلبه بالحضور شخصيا إلى ايسلندا، ولكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن خبراء قانونيين أيسلنديين انه يستطيع أن يقدم طلبه من الخارج، إلى إحدى السفارات الأيسلندية مثلاً.
وكشف سنودن وثائق تبين أن الحكومة الأميركية تجمع مليارات البيانات المتعلقة بالاتصالات الهاتفية التي يجريها الأميركيون والأجانب عبر شركات الاتصالات وشركات الانترنت مثل غوغل وفايسبوك. وتوقع مراقبون أن تغتنم بكين الفرصة التي وفرتها الفضيحة لتسجيل نقاط سياسية ضد واشنطن.
ولكن نيكولاس بيكولين من منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان قال إن الصينيين لن يدخروا جهدا لاستغلال الفضيحة دعائيا quot;ولكن لا اعتقد أن بكين تحاول أن تشجع تسريب المعلومات أو إفشاء الأسرارquot;.
طريقه لكسب الوقت
وقال محامون في هونغ كونغ إن سنودن يستطيع إن يطلب اللجوء في المقاطعة. وأوضحت الخبيرة القانونية باتريشيا هو من شركة ديلي اند اسوشييتس للمحاماة أن إقدامه على مثل هذه الخطوة، حتى إذا لم يُقبل طلبه، قد يكون طريقة لكسب الوقت. وأشارت هو إلى أن بعض طالبي اللجوء ينتظرون سنوات قبل البت في قضيتهم. وأضافت quot;لكننا من خبرتنا رأينا أيضا قضايا تُحسم في غضون أسبوعquot;.
وحتى إذا اختار سنودن ألا يطلب اللجوء فان النظر في طلب تسليمه قد يستغرق سنوات قبل أن تبت فيه المحاكم في هونغ كونغ. إذ أُحيلت على القضاء عام 1994 قضية تشينغ تشوي بنغ التي اتهمتها محكمة في نيويورك بتهريب مهاجرين صينيين إلى الولايات المتحدة ولكنها لم تُسلَّم إلى السلطات الأميركية إلا في عام 2003.
روسيا تدرس اللجوء
في غضون ذلك أعلنت روسيا بعد فترة وجيزة على اختفاء سنودن من فندقه انها ستدرس أي طلب يقدمه للجوء السياسي. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحيفة كومرسانت الروسية إن الحكومة الروسية ستنظر بجدية في مثل هذا الطلب إذا قُدم رسميا.
واتضح ان سنودن أراد الانخراط في القوات الخاصة الأميركية، ولكنه فشل في اختبار التدريب. ونقلت صحيفة التايمز عن الكولونيل ديفيد باترسون المتحدث باسم القوات البرية الأميركية في البنتاغون أن سنودن سجل في أيار/مايو 2004 وخدم لمدة أربعة أشهر قبل أن تنتهي حياته العسكرية بكسر ساقيه.