قتل أربعة اشخاص، وأصيب خمسة آخرون، إثر قيام أهالي قرية في محافظة الجيزة المصرية بالاعتداء عليهم بسبب انتمائهم الى المذهب الشيعي، في حين يرجح كثيرون وقوف السلفيين وراء الجريمة التي هلك فيها الأب الروحي لشيعة مصر.


رئيس الوزراء المصري يدين قتل اربعة شيعة قرب القاهرة

القاهرة: قتل أربعة شيعة، وأصيب آخرون بإصابات بعضها بالغة، أثناء أدائهم طقوساً شيعية في منزل لهم في قرية أبو مسلم في الجيزة.

قالت وزارة الصحة المصرية إن أربعة من المواطنين الذين يعتنقون المذهب الشيعي قتلوا، أثناء إقامتهم طقوساً شيعية في منزل قيادي شيعي في مصر يدعى حسن شحاتة في قرية زاوية أبو مسلم، التابعة لمركز أبو النمرس محافظة الجيزة، وبينما نفت وزارة الصحة وجود إصابات في صفوف الشيعة الذين قدر عددهم بأربعة وثلاثين شخصاً، قالت مصادر أمنية، إن هناك تسعة مصابين، جراح بعضهم خطرة.

مقتل الأب الروحي للشيعة

قال بهاء أنور القيادي الشيعي في مصر، لـquot;إيلافquot;، إن قرية أبو مسلم في الجيزة تضم أكثر من 40 أسرة شيعية، مشيراً إلى أن بعض الشيعة كانوا مجتمعين في منزل الشيخ حسن شحاتة الذي وصفه بـquot;الأب الروحي للشيعة في مصرquot;.

وأوضح أنور أن العشرات من المتشددين السلفيين، يمارسون التحريض ضد الشيخ حسن شحاتة والشيعة في القرية.

وأضاف أن بعض هؤلاء المتشددين قاد الآلاف من أهالي القرية وتوجهوا إلى منزل الشيخ شحاتة، وحاصروه، وطالبوا بخروج جميع من بداخله، والهجرة خارج القرية، ولفت إلى أن الشيعة المحاصرين اتصلوا بالشرطة، من أجل إنقاذهم، منوهاً بأنه اتصل بقيادات في الشرطة شخصياً، ولكنها وصلت متأخراً، واتهم أنور الشرطة بالتخاذل في حماية الشيعة في مصر.

هجرة أربعين أسرة شيعية

أشار أنور إلى أن الآلاف الذين حاصروا المنزل كانوا يحملون البنزين والجاز، والسكاكين والآلات الحادة والأسلحة النارية، واستطاعوا اقتحام المنزل، واختطاف أربعة من الشيعة من بينهم الشيخ حسن شحاتة، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، حتى لقوا حتفهم، ثم مثلوا بجثثهم في الشوارع، في مشهد لا يليق بثورة 25 يناير التي اندلعت من أجل الحرية، وليس الطائفية والكراهية.

ونبّه أنور إلى أن أغلب الأسر الشيعية الأربعين في القرية هاجروا منها، خشية التعرض للقتل والتمثيل بجثثهم أيضاً.

طقوس سب الصحابة

وفقاً لرواية شاهد عيان من أبو النمرس، يدعى هشام خليفة، ويعمل في مجال الدعاية والإعلان، فإن أحد الأشخاص ويدعى حسن شحاتة، سرت شائعات قوية أنه يمارس طقوساً شيعية في منزله.

وأضاف لـquot;إيلافquot;، أن هذا الرجل كان يجتمع في منزل بعض الأشخاص الذين يفدون إليه من خارج القرية، ويؤدون طقوساً شيعية متطرفة منها سب الصحابة، ولاسيما أبو بكر وعمر وعثمان، وأم المؤمنين السيدة عائشة رضوان الله عليهم جميعاً، مشيراً إلى أن الشيوخ السلفيين والإخوان بالقرية شنوا هجوماً شديداً ضدهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، وحذروه من الاجتماع بالشيعة في المنزل، أو تحويله إلى quot;حسينيةquot;، لكنه لم يمتثل.

قتل وتمثيل بالجثث

لفت هشام خليفة إلى أن الشيوخ المتشددين، حرضوا أهالي القرية ضدهم، وأصدروا فتاوى تكفره، وتكفر كل من يجلس معه أو يدخل منزله، ووصل الأمر إلى حد التحريض عليه في خطبة الجمعة.

وأضاف أن الآلاف من أهالي القرية حاصروا المنزل بعد عصر اليوم، الأحد، 22 يونيو/ حزيران، أثناء سماعهم أصوات وطقوس الشيعة من الداخل ومنها سب الصحابة والسيدة عائشة، وهددوا بإحراق المنزل بمن في داخله، ما لم يخرجوا ويرحلوا عن القرية، لكنه استدرك قائلاً، إن الأهالي وخاصة الصبية لم يمهلوا الشيعة للرحيل عن البلدة، واعتدوا على أربعة منهم بالضرب، حتى الموت، ومثلوا بجثثهم في الشوارع، وفشلت الشرطة في إنقاذهم، إلا جثثاً، وتم تصويرهم بكاميرات الموبايل.

وأشار إلى أن القرية تشهد تواجداً مكثفاً من قوات الشرطة، التي استطاعت إنقاذ 34 آخرين كانوا داخل المنزل، ونقلهم داخل سيارات شرطة مدرعة إلى خارج القرية، وأمنتهم على حياتهم في أماكن مجهولة، يصعب للأهالي الوصول إليها.

وبثت العديد من القنوات الفضائية المصرية، مقاطع فيديو تظهر الآلاف من الأهالي يتجمعون أمام منزل، في شارع ضيق، وهم يمثلون بجثة أحد القتلى، الذي قيل إنه من الشيعة، بينما بدا في المقاطع الغياب التام للشرطة المصرية.

تواجد أمني كثيف

قال اللواء عبد الموجود لطفي، مدير أمن الجيزة، إن القتلى هم حسن شحاتة وشقيقه، وإثنان آخران من خارج القرية، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية دفعت بثلاثة تشكيلات من قوات الأمن المركزي، يقدر قوامها بثلاثين ألف جندي، واستطاعت إنقاذ 34 شيعياً ممن كانوا داخل المنزل، ولكنها وصلت متأخرة بعض الشيء، ولم تستطع إنقاذ الشيعة الأربعة الذين تعرضوا للضرب المبرح، أسفر عن تعرضهم لإصابات خطرة، وأضاف في تصريحات له، أن الأربعة لفظوا أنفاسهم الأخيرة بعد الوصول الى المستشفى بدقائق.

وأشار إلى أن هناك تواجدًا أمنيًا مكثفًا في القرية خشية تجدد الاشتباكات، وحتى يمكن تحديد هوية الجناة، وتقديمهم العدالة.