طالبت حملة quot;تمردquot; التي أطلقت الدعوة إلى سحب الثقة من الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ملايين المصريين بالتظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتبارًا من الأحد، فيما أعرب أوباما عن القلق إزاء أوضاع مصر، داعيًا مرسي إلى حوار quot;بناء أكثرquot; مع المعارضة.


القاهرة: أعلنت حملة quot;تمردquot; السبت أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس الإسلامي محمد مرسي. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين المصرية إن الحملة quot;جمعت 22 مليون و134 ألف و465 توقيعًا على مطلب سحب الثقة من الرئيسquot; محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأضاف إن هذة التوقيعات لن تكون لها قيمة كبيرة quot;بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني يحميهاquot;. وبحسب هذه الأرقام فإن تمرد جمعت توقيعات من نحو نصف عدد الناخبين المصريين، البالغ نحو 51 مليون ناخب.

التواقيع فاقت منتخبي مرسي
وأكد بدر أنه يدعو quot;الـ22 مليون مصري الموقعينquot; على الاستمارة إلى التظاهر السلمي الأحد، كما هو مقرر منذ أسابيع عدة في الذكرى الأولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في 30 حزيران/يونيو، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أطاحته ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011. وكان مرسي حصل في هذه الانتخابات على أكثر من 13 مليون صوت.

ومساء السبت أعلن quot;تحالف القوى الإسلاميةquot; في مؤتمر صحافي عن تنظيم مليونية بعد صلاة الظهر أمام مسجد رابعة العدوية في حي في منطقة مدينة نصر في شرق القاهرة. وقال حزب الحرية والعدالة على صفحته الرسمية على فايسبوك إن quot;جميع القوى الإسلامية تعلن النفير العام في صفوف شبابها في أنحاء الجمهورية، وتحشد في رابعة وأماكن أخرى في القاهرة لن يعلن عنهاquot;.

من جهتها، أذاعت quot;تمردquot; وحركات وأحزاب المعارضة quot;خريطة مسيراتquot; الأحد التي ستتجه غدًا في القاهرة إلى ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي، كما أعلنت عن مسيرات وتظاهرات في مختلف محافظات مصر.

البرادعي لمرسي: استمع لصوت الشعب
وبث محمد البرادعي أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة مساء السبت شريط فيديو قصير، دعا فيه المصريين إلى المشاركة في التظاهرات quot;السلميةquot;، وطالب الرئيس مرسي بـquot;الاستماع إلى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرةquot;.

وفيما واصل الجيش انتشاره لحماية المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة، التقى الرئيس مرسي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي quot;للاطمئنان إلى استعدادات وزارة الدفاع لتأمين المنشآت الحيوية والاستراتيجية للدولة وحماية المواطنينquot;، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

أوباما: كن بناءً أكثر
وفي بريتوريا، عبّر الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت عن قلقه إزاء الاضطرابات في مصر، ودعا مرسي إلى التصرف بشكل quot;بناءquot; أكثر. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في بريتوريا quot;نحن نتابع الوضع بقلقquot;، موضحًا أن الحكومة الأميركية اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر.

وما زال متظاهرون منتشرين مساء السبت في القاهرة في المواقع، التي تجمع فيها آلاف الاشخاص الجمعة، أي ميدان التحرير للمعارضين لمرسي، ومحيط مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر لمؤيديه. كما إن المعارضين نظموا تظاهرات ليلية في محافظات عدة. ونصبت عشرات الخيم في ميدان التحرير، حيث يدعو المعارضون إلى quot;ثورة ثانيةquot;.

استقالات جماعية من مجلس الشورى
كما أمضى ناشطون إسلاميون الليل أمام جامع رابعة العدوية، بعدما توجّهوا إليه بالآلاف الجمعة للمرة الثانية خلال أسبوع. واستقال ثمانية على الأقل من أعضاء الأحزاب غير الإسلامية في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان التي تتولى سلطة التشريع حاليًا في غياب مجلس النواب) من المجلس رسميًا دعمًا للتظاهرات المعارضة للرئيس مرسي.

وأكد إيهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى أن quot;22 عضوًا على الأقل قدموا استقالاتهمquot;. وقال الخراط لفرانس برس quot;استقلنا تضامنًا مع 22 مليون مصري قرروا سحب الثقة من الرئيس مرسيquot;.

وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بين أنصار الرئيس المصري ومعارضيه في أكثر من محافظة إلى ثمانية قتلى، بحسب مصادر طبية، إثر وفاة شخص السبت متأثرًا بجروح أصيب بها خلال صدامات عنيفة شهدتها الجمعة مدينة الأسكندرية (شمال).

معركة الميادين
وعكست الصحف الانقسام في البلاد التي يسودها جو سياسي متوتر تزيد الأزمة الاقتصادية من حدته. فعنونت صحيفة الجمهورية الحكومية quot;معركة الميادينquot;، في إشارة إلى التجمعات الكبيرة التي نظمها كل من الجانبين.

أما صحيفة المصري اليوم المستقلة فقد كتبت quot;جو الثورة يعود إلى ميدان التحريرquot;، الذي شهد التجمعات التي أفضت إلى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في مطلع 2011. وعنونت صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم جماعة الإخوان المسلمين quot;دفاعًا عن الشرعيةquot;، بينما كتبت صحيفة التحرير القريبة من المعارضة في صدر صفحتها الأولى quot;مصر ضد الإخوانquot;.

وكانت حملة quot;تمردquot; بدأت في مطلع أيار/مايو الماضي بجمع تواقيع تطالب بـquot;سحب الثقةquot; من الرئيس وبإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير.

والتفت المعارضة المصرية حول حملة quot;تمردquot;، ودعت المصريين إلى المشاركة في تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو الجاري.
ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الإخوان المسلمين إلى السيطرة على كل مفاصل الدولة، وبالفشل في إدارة البلاد، ويؤكدون أن نظامه quot;استبداديquot;.

وخوفًا من أعمال عنف خلال تظاهرات الأحد، انتشر الجيش في المدن الرئيسة لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية. واتهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي في كلمة أمام المتظاهرين مساء الجمعة جبهة الإنقاذ بالتدبير لانقلاب على الشرعية.

الإخوان ستطيح بالانقلاب ولو على الرقاب
وقال إن المعارضة الممثلة في حركة quot;تمردquot; وجبهة الإنقاذ الوطني تهدد بأنها quot;ستلقي القبض في 30 (حزبران) يونيو على محمد مرسي وتحاكمه، وبأنها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكل حكومة، وأنها ستقوم بحل مجلس الشورى (الذي يتولى حاليًا السلطة التشريعية) وتعطل الدستورquot;. وأضاف quot;هذا اسمه انقلاب، ولن نسمح به ولو على رقابناquot;.

وكانت جماعة الإخوان والأحزاب السلفية المتحالفة معها أعلنت تنظيم هذا الاعتصام المفتوح استباقًا لمسيرات وتظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو، التي دعت إليها حملة quot;تمردquot; والمعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، ومن بين هذه المسيرات واحدة أطلق عليها quot;الزحف إلى الاتحاديةquot;.