سقط الاخوان فعادت العلاقات المصرية الاماراتية إلى سابق عهدها، فقدمت الامارات لمصر مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار، وأسطول من النفط أوله في دبي وآخره في السويس.
دبي: تشهد العلاقات الاماراتية المصرية في الفترة الراهنة تطورًا ملحوظًا يزداد يومًا تلو الآخر. وقد بدا ذلك واضحًا فور سقوط نظام الرئيس المصري السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان، التي كانت تعادي الإمارات بشكل كبير، عبر إطلاق تصريحات غير مسؤولة وغير مقبولة من قبل القيادي في الجماعة عصام العريان. وقد شهد اليوم الثلاثاء أول زيارة لمسؤولين إماراتيين كبار للقاهرة منذ تولي مرسي السلطة قبل عام، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين المصريين ومنهم الرئيس المصري الموقت عدلي منصور، ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي حول سبل دعم مصر، وتأكيد الدعم الكامل للشعب المصري سياسيًا واقتصاديًا، وخصوصًا في مجال الطاقة. وترأس الوفد الإماراتي رفيع المستوى الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وضم الوفد الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وعبيد حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، وسهيل المزروعي وزير الطاقة، والشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي.
علاقات أخوية
قدم الوفد الإماراتي دعمًا ماليًا لمصر يقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، منها منحة بقيمة مليار دولار، ووديعة بملياري دولار أخرى من دون فوائد تودع في البنك المركزي المصري، وذلك جزء من برنامج دعم مالي أكبر ستقدمه أبوظبي للقاهرة في الفترة المقبلة. وتوقعت مصادر مصرية أن تقرض السعودية مصر ملياري دولار خلال الأيام القليلة المقبلة. وعلاوة على ذلك، هناك دعم كبير ستقدمه الامارات لمصر في الفترة المقبلة في مجال الطاقة والمحروقات، للتقليل من الضغوط المالية التي تتحملها الهيئة المصرية العامة للبترول، جراء عمليات استيراد المنتجات البترولية. وفي هذا الصدد، أعلن الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده بدأت بارسال سولار وبنزين ونفط لمصر، quot;وسيكون هناك أسطول أوله في دبى وآخره في قناة السويس من أجل دعم مصر، قد وصل منها بالفعل لميناء السويس شحنة سولار تبلغ 30 ألف طنquot;.
وخلال استقبال منصور الوفد الاماراتي، نقل الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان تهاني الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التمنيات له بالتوفيق والسداد ولمصر كل الخير والتقدم والازدهار، لتواصل طريقها نحو البناء والتنمية وتقوم بدورها الريادي والحضاري عربيًا ودوليًا. وأكد الشيخ هزاع أن العلاقة التي تجمع الإمارات قيادة وشعبًا بمصر هي علاقة أخوية وتاريخية راسخة وثابتة، تتميز بالمحبة وبالتعاون الوثيق، مشيرًا إلى أنها ستتواصل وستحقق تطلعات البلدين وآمال الشعبين الشقيقين من خلال تعزيز الشراكات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات. وأضاف أن الإمارات تقف إلى جانب مصر وشعبها في هذه المرحلة المفصلية، وتثق بخيارات شعبها نحو المستقبل وقدرته على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة محققا مصلحة مصر واستقرارها وحفظ أمنها، مؤكدًا في هذا الصدد أن أمن مصر واستقرارها هما أساس الأمن العربي.
إلى المسار الطبيعي
واوضح الهزاع أن الإمارات، quot;وانطلاقا من النهج الحكيم الذي وضع أسسه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وقوفه مع الشعب المصري في لحظات تاريخية عدة أسهمت في بناء علاقة متميزة مع جمهورية مصر قيادة وشعبًا، تظل مستمرة كعهدها الدائم بتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد في دعم الأشقاء في مصر ومساندتهم بما يسهم في بناء مستقبل مشرق يتسم بالتقدم والازدهارquot;. وقال: quot;إن الامارات تعرب عن ثقتها بقدرة مصر وشعبها على تجاوز هذه المرحلة التاريخية بحكمة واقتدار، نحو الحفاظ على مؤسسات الدولة ومواجهة التحديات من أجل تحقيق نهضة شاملة تعبر عن تاريخ مصر وعراقة حضارتهاquot;.
من جانبه، حمل منصور الوفد تحياته إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مثمنا وقوف الامارات الدائم إلى جانب مصر ودعمها لخيارات شعبها، وهو ما يجسد العلاقة الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
وتجدر الاشارة الى أن الامارات التي كثيرًا ما وجهت انتقادات إلى جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، كانت من أولى الدول التي رحبت بعزل الجيش الرئيس الإخواني مرسي. وبعث رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد الخميس الماضي رسالة تهنئة الى منصور، بعد ادائه اليمين الدستورية، تمنى له فيها التوفيق والنجاح في مهمته التاريخية. وقال في البرقية: quot;تابعنا بكل تقدير وارتياح الاجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الاثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية، تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدوليquot;.
من جانبها، أكدت السفارة المصرية في أبوظبي أن موقف الامارات الداعم للشعب المصري في مطالبه التي خرج من أجلها في 30 يونيو الماضي أعاد تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مساره الطبيعي.
التعليقات