يتخوف الثوار في سوريا من حرب جانبية في غمرة الاقتتال الداخلي بين مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والولايات المتحدة، وبين المجموعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة، من ضمنها الدولة الإسلامية في العراق والشام المتهمة باغتيال أحد قادة الجيش السوري الحر يوم الخميس.
بيروت: أثارت محاولة اغتيال أحد قادة الجيش السوري الحر، كمال حمامي، مواجهات بين المجموعات الجهادية والجيش السوري الحر في مدينة إدلب، في ظل مخاوف من تصعيد القتال. وقال قادة إنهم يخشون من أن الجهاديين المتشددين يحاولون quot;خطفquot; ثورتهم ويعملون على انتزاع السيطرة من الفصائل المعتدلة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
هذا الاقتتال الداخلي يثير مخاوف الانجرار في حرب جانبية مع الجهاديين بعد هجوم على مستودع للأسلحة في إدلب، وهو ما يهدد بدفع المعارضة إلى دوامة عميقة من الاقتتال ستؤدي في نهاية المطاف إلى انحراف الثورة عن مسارها وهدفها.
تضخيم المخاوف
ويحذر محللون من محاولة الثوار تضخيم المخاوف من الجماعات الراديكالية، وإمكانية سيطرتها على السلطة، بهدف تحقيق مكاسب سياسية لأجل الضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لتزويدها بالسلاح. وجدد الجيش السوري الحر دعواته للمطالبة بتسليحه، مشيراً إلى أن بعض الجماعات المتحالفة مع القاعدة تسعى إلى تحقيق أجندة محددة.
quot;لديهم خطة لقتل قادة الجيش السوري الحرquot;، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر، مشيراً إلى الجماعات المتطرفة التابعة للقاعدة. وأضاف: quot;نحن لا نريد حرباً جانبية. لا نريد أي معركة معهم. لكن إذا سفكوا دم شعبنا، وهو ما يقومون به، فعلينا محاربتهمquot;.
ورفض مقداد مناقشة الهجوم على مقر الجيش السوري الحر في حديث مع صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot;، لكن مسؤولاً كبيراً في التنظيم - تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته - أكد أن الهجوم حصل بالفعل، موجهاً اصبع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال quot;الوضع سيزداد سوءاً أكثر فأكثرquot;.
من جهته، نفى العقيد عبد الجبار العقيدي، قائد الجيش السوري الحر في حلب، التقارير التي تفيد بأن الثوار ومقاتلي quot;الدولة الإسلاميةquot; انخرطوا في اشتباكات يوم السبت قرب حاجز قصر البستان، المعبر الرئيسي بين المناطق الحكومية وبين تلك التي يسيطر عليها الثوار من المدينة. وأصدر مركز حلب الإعلامي التابع للمعارضة أيضاً بياناً نفى فيه التقرير.
محاولة يائسة
وفي الوقت الذي يواجه فيه الثوار هجومًا حكوميًا شاملًا في وسط مدينة حمص، يقول مقاتلو المعارضة إنهم الآن في محاولة يائسة لتجنب الاضطرار للقتال على جبهتين. وستضع محنة الفصائل المتمردة الأكثر اعتدالاً المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة لتوفير الأسلحة الموعودة، لكنها أيضًا سوف تعمق مخاوفها من أن الأسلحة يمكن أن تقع في أيدي الجماعات المتطرفة.
وتعتبر الدولة الإسلامية في العراق والشام، هي فرع من جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة في العراق. وأثارت هذه المجموعة غضب الثوار والمقيمين على حد سواء لأنها تشدد قبضتها على شمال سوريا.
وشهدت بلدة منبج في محافظة حلب عدة مظاهرات الأسبوع الماضي، بعد ان نزل الناس إلى الشوارع مطالبين بطرد جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك على خلفية نشر أشرطة فيديو تظهر فيها عمليات إعدام ميدانية وعلنية مروعة.
وقال المقداد quot;هؤلاء لم يأتوا الى سوريا لمساعدة الثورة. كل ما يفعلونه هو التمركز في المناطق المحررة ومحاولة الاستيلاء على السلطةquot;.
جبهة النصرة تحارب النظام
ونقلت الـ quot;واشنطن بوستquot; عن محمد فيزو، مقاتل في صفوف كتيبة أنصار الدين في محافظة اللاذقية الساحلية، قوله إن quot;جبهة النصرة تحارب النظام ولا تتدخل مع الآخرين.، لكن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام يتدخلون بكل شيء ويريدون فرض الشريعة الإسلاميةquot;.
وقال فيزو انه كان في قرية قريبة عندما قُتل كمال حمامي، وهو عضو في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، يوم الخميس الماضي. وأشار إلى أن المسؤول قتل بعد أن أوقفه مقاتلو الدولة الإسلامية وقالوا له انه لا يملك السلطة للقيام بعمليات في المنطقة.
ويطالب الجيش الحر تنظيم الدولة الإسلامية بتسليم أبو أيمن البغدادي، القائد المحلي للجماعة الذين يتهمونه بأنه مسؤول عن عملية الاغتيال. ولم يعلق التنظيم رسمياً على هذه الاتهامات، لكن وسائل الإعلام الاجتماعية التابعة للمجموعة اعترفت بالتقارير التي تؤكد العملية.
ونقل زكوان حديد، ناشط مع شبكة شام الإخبارية في المنطقة، عن كبار الثوار قولهم ان الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة 10 من مقاتلي الجيش السوري الحر، شارك فيها أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف quot;نعتقد أنهم كانوا يحاولون سرقة أسلحةquot;.
التعليقات