قامت عناصر إسلامية متشددة تابعة لتنظيم دولة العراق والشام الاسلامية، التابعة للقاعدة، باغتيال أحد القادة الميدانيين في الجيش السوري الحر في اللاذقية. ويعقد أركان الجيش الحر اجتماعًا لتدارس الأمر قبل تفاقمه.

هل بدأ الصراع المفتوح وراء الخطوط الخلفية للثورة السورية؟ سؤال يتبادر اليوم في أذهان كل من وصله إقدام عناصر القاعدة على اغتيال محمد كمال الحمامي، قائد كتائب العز بن عبدالسلام في الجيش السوري الحر. ونقلت تقارير صحافية عن قاسم سعد الدين، المتحدث باسم الجيش الحر، قوله إن أنصار تنظيم القاعدة أخبروه أنهم قتلوا الحمامي، quot;وسوف يقتلون جميع أعضاء المجلس العسكري الأعلىquot;.
كما أفاد ناشطون سوريون بأن أمير دولة الشام والعراق اتصل هاتفيًا بالحمامي، الملقب بـ quot;أبو بصيرquot;، في ريف اللاذقية، ودعاه إلى اجتماع في مقر دولة الشام والعراق، لتقوم عناصره بقتله هناك.
اغتالته قوى الشر
وفي مقابلة مع قناة العربية، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، إن قيادة أركان الجيش السوري الحر ستعقد اجتماعًا طارئًا للبحث في إقدام كتائب دولة الشام والعراق على اغتيال quot;أبو بصيرquot; في ريف اللاذقية، quot;ويجب أن يكون هناك تحرك على كافة الأصعدة، ويجب على هذه الجهة تسليم من نفذوا هذه العملية إلى العدالة لمحاسبتهم على ما اقترفوهquot;.
وإذ نقل المقداد نعي رئاسة قيادة هيئة أركان الجيش السوري الحر واللواء سليم إدريس الشهيد حمامي، عضو القيادة العليا لهيئة أركان الجيش الحر، quot;الذي اغتالته قوى الشر على أحد حواجز الغدر خلال قيامه باستطلاع أحد مواقع النظام للقيام بعملية عسكرية ضد هذا الموقعquot;، أكد أن شهودًا عيانا، وعناصر الجيش الحر المتواجدة في المنطقة، قالوا إن عناصر دولة العراق والشام هي التي اغتالت أبو بصير، وإنها لم تكتف بذلك فقط، ولكن اعتدت على افراد الجيش الحر خلال نقل جثمان الشهيد إلى منطقته، واعتقلوا عددًا منهم.
وختم حديثه قائلًا: quot;يجب أن يعلم الجميع، ومنهم هذه الكتائب، أن سوريا ليست أرضًا مستباحة، وأن هناك جيشًا حراً يحمي شعبه، فإننا نريد الحرية والكرامة والعدل في سوريا، وليس أن يكون هناك مرتزقة يقتلون الناس دون إثم، ولمجرد الاشتباه بأي شيء، ويشنون حملات عشوائية على المناطق والقرىquot;.
انفصال
في حلب، لم تغتل هذه المجموعات أي قائد عسكري. هذا ما أكده العقيد عبدالجبار العكيدي، قائد المجلس العسكري في محافظة حلب، قائلًا إن دولة العراق والشام انفصلت عن جبهة النصرة.
وأدان العكيدي هذه العمليات التي quot;لا يقبل بها أي أحد من المواطنين في سوريا، ونحن نقول لهذه الجماعات من جاء ليجاهد في سوريا فجبهات القتال ضد نظام بشار الأسد كثيرة، والعدو ليس الجيش الحر الذي كان يقاتل هذا النظام قبل أي أحد من هذه المجموعاتquot;.
وأضاف في حديث صحافي: quot;لدينا عدو واحد فقط هو النظام المجرم، ولكن ما تسبب بزيادة قوة هذه المجموعات المتشددة هو الدول الداعمة لها، وعدم دعم الجيش الحر، ما أدى إلى اختلال في القوة في بعض المناطق، وهناك مجموعات مقاتلة متشددة تتسبب بالمشاكل للجيش الحر.
وبشر العكيدي السوريين بأن شهر رمضان سيكون شهر الانتصارات للمقاومة ضد النظام السوري، quot;وستسمعون أخباراً تثلج صدوركم في هذا الشهر العظيمquot;.
اعتقالات وإعدام
وفي السادس من تموز (يوليو) الجاري، اطلق مسلحو تنظيم دولة العراق والشام النار على تظاهرة خرجت ضد التنظيم في مدينة الدانا في ريف ادلب، ما أسفر عن مقتل 13 مواطنًا واصابة عشرين آخرين، معظم اصاباتهم خطيرة. وبعدها حدثت اشتباكات بين عناصر التنظيم وبعض كتائب الجيش الحر، اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين. وكان التنظيم نفذ حكم الاعدام بحق أحد عناصره من الجنسية السعودية، بعد اعتدائه جنسيًا على طفل من مدينة الدانا في التاسعة من عمره.
وأفاد ناشطون سوريون بأن عناصر من تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية اعتقلت الناشط الإعلامي محمّد نور مطر مساء الثلاثاء الماضي، من أمام مبنى محافظة الرقة، بعد وقوفه مع امرأة حاولت الاعتصام أمام مبنى الدولة، وما زال معتقلًا لديها. والجدير بالذكر أن وجود هذا التنظيم في سوريا لعب دورًا سلبيًا في مسألة تسليح الثورة السورية لتتمكن من إسقاط نظام بشار الأسد، بعدما آثرت أميركا والدول الأوروبية عدم إرسال أسلحة فتاكة إلى المعارضة السورية، مخافة أن تقع هذه الأسلحة بيد متشددي التنظيم، التابع لتنظيم القاعدة.