أثار اعتراف زعيم حزب الله العراقي واثق البطاط بمسؤوليته عن مهاجمة مخيم ليبرتي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في بغداد بالصواريخ مرتين، دعوات إلى مجلس الأمن وواشنطن للتدخل وحماية المخيم وسكانه، بينما داهمت القوات الأمنية العراقية مقر فضائية البغدادية التي كان البطاط يدلي عبرها بهذه الاعترافات وتأكيده أنه ينسق في عملياته مع وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي.


لندن: قال المجلس الوطني للمقاومة الانسانية إن الملا واثق البطاط زعيم حزب الله العراقي وقائد ميليشيا جيش المختار الذي كان قد تبنى مسؤولية الاعتداءين الصاروخيين في 9 شباط (فبراير) و 15 حزيران (يونيو) الماضيين ضد مخيم ليبرتي بضواحي العاصمة العراقية الذي يضم 3 آلاف عنصر، يمهد الآن quot;لإعادة المجزرة في ليبرتيquot;، وذلك في مقابلة طالت عدة ساعات أجرتها معه قناة البغدادية مباشرة على الهواء امس الاول.

وأضاف المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته quot;إيلافquot; اليوم الاثنين أن البطاط أقر بأنه يعمل تحت اشراف علي خامنئي (المرشد الاعلى الإيراني وأنه لا قرار قبض صادر من قبل الحكومة العراقية بحقه وعبّر عن ارتياحه من تعاون الحكومة العراقية لإرسال قوات حزب الله إلى سوريا.

كما أقر بقصف quot;ميناء مباركquot; الكويتي معتبراً أن بناء ميناء مبارك اعتداء على السيادة العراقية رغم التفاهمات السياسية بين البلدين. ولم يقف البطاط عند حد الإرهاب الطائفي داخل العراق بل تجاوزه إلى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد وميليشيا حزب الله ضد الشعب السوري.

يذكر أنّ البطاط أجاب على سؤال لقناة البغدادية: quot;هل أنت قصفت معسكر ليبرتيquot; بالقول: quot;نعم. إنني قصفته بصواريخ كاتيوشا... هؤلاء منافقو خلق هم الذين تحاك عندهم كل المؤامرات... هي خططت لادخال المفخخات وخططت التفجير والأحزمة الناسفة والكواتم وتشكيل مجموعات مسلحة لضرب النظام... سجلت في الاتحاد الاوروبي ارهابية والأمم المتحدة سجلت إرهابية.... الحكومة صرحت في أكثر من موقف أن هذه المنظمة ارهابية ويجب اخراجها من العراق وبقت هذه المنظمة محمية أميركياً ومدافعة عنها أميركيًا وبقت هذه المنظمة تمارس نشاطها الارهابي في العراقquot;.

وأكد مجلس المقاومة أنه quot;لا شك أن مقابلة عدة ساعات من بغداد لا يمكن دون التنسيق مع الحكومة العراقية، فالبطاط بذلك يمهد الطريق لمزيد من الهجمات على ليبرتي خاصة وأنه قد أعلن أيضًا في مقابلة مؤخرًا أنه سيستهدف ليبرتي قريبًا من جديد.

وفي المقابلة نفسها وردًا على سؤال في ما اذا كانت السلطات العراقية قد اصدرت امرًا بالقبض عليه، قال البطاط quot;لا انا لست مطاردًا من الدولة وانا دخلت بالعملية السياسية والانتخابات القادمة سأشترك بها بقوة... ماكو امر قضائي لأن انا مو مدان وما صادر امر قضائي واذا هو صادر امر قضائي فالشرطة عليها أن تلقي القبض عليquot;.

وأكد البطاط قائلاً quot;حزب الله كله مرتبط بالسيد الولي بالسيد القائد بالسيد خامنئي وانا مرتبط بالسيد خامنئي وحزب الله في لبنان ايضًا مرتبط بخامنئي ويأخد اوامر وتفاصيل وشرعية منه، وإنني كنت بالفيلق ودرست كلية عسكرية بجامعة طهرانquot;. وأضاف انه وحزبه سيحمون الدولة بكل قوة التي قال إنها تسهل لهم العبور إلى سوريا.

وفي حين أكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية quot;أن النظام الإيراني وبالتعاون مع الحكومة العراقية يعمل على اشعال فتنة لمزيد من حمامات دم في ليبرتي عبر المجاميع التابعة لقوة القدس الارهابيةquot;.. فقد طالب الحكومة الأميركية والأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن الدولي إلى العمل الفوري والفاعل منها دفع الحكومة العراقية إلى اعادة السكان إلى مخيم أشرف بشمال شرق بغداد، وكذلك توفير عاجل لمستلزمات الأمن في مخيم ليبرتي.

الأمن العراقي يحاصر البغدادية

وفور انتهاء المقابلة مع البطاط فقد حاصرت قوة تابعة لوزارة الداخلية العراقية مبنى قناة البغدادية الفضائية واحتجزت فريق عمل برنامج سحور سياسي وصادرت هواتفهم النقالة وبطاقاتهم الصحافية بعد اللقاء الذي أجرته القناة مع واثق البطاط إثر كشفه عن وجود تنسيق واتصال مع الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي.

وقال مرصد الحريات الصحافية في بيان صحافي إن الإعلامي مصطفى الربيعي، وهو جزء من فريق اعداد برنامج سحور سياسي، قد ابلغه أن قوات أمنية كبيرة حاصرت مقر قناة البغدادية الفضائية الكائن في منطقة ابو نواس وسط بغداد واحتجزت الاعلامي عماد العبادي وكادر برنامجه سحور سياسي لاكثر من ساعة تقريباً وصادرت هواتفهم النقالة وبطاقاتهم الصحفية بعد عودتهم من لقاء تلفزيوني اجراه العبادي مع قائد جيش المختار في العراق واثق البطاط.

وقال احد عناصر حماية البغدادية إن القوات الأمنية قيدته quot;بأصفاد حديدية وفتشت مبنى القناة على الرغم من خلوه من العاملينquot;. وذكر أن quot;تعداد القوات الأمنية التي حاصرت مبنى القناة كان اكثر من 30 آلية وسيارة عسكريةquot;. واوضح أن ضباطاً من القوة التي حاصرت مقر القناة من كل الاتجاهات، أبلغوه بأن quot;البطاط تجاوز على الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي، وهو الذي أمر بعملية تفتيش القناة والتحقيق مع فريق عمل البرنامجquot;. وبرنامج سحور سياسي يقدم على قناة البغدادية الفضائية منذ 3 سنوات على التوالي يقوم باعداده وتقديمه الإعلامي عماد العبادي.

وكان البطاط قد كشف خلال برنامج quot;سحور سياسيquot; أنه على اتصال مباشر بوكيل وزير الداخلية عدنان الاسدي وكانا قد اتفقا على اطلاق تظاهرة في منطقة جسر ديإلى، جنوبي شرقي بغداد، تتكون من عشرة آلاف عنصر من جيش المختار، إلا أن البطاط عاد ليقول إن الاسدي اتصل به في وقت لاحق وأبلغه quot;أنهم انسحبوا لأن موافقات الحكومة ورئيس الوزراء لم تستحصلquot;.

وكان رئيس الحكومة العراقية وزير الداخلية وكالة نوري المالكي طالب المواطنين بداية هذا العام بالتعاون مع الاجهزة الأمنية والإبلاغ عن أماكن تواجد الأمين العام لحزب الله- نهضة العراق واثق البطاط، لإعتقاله بأسرع وقت ممكن متهمًا اياه بإثارة quot;الفتنة الطائفيةquot; من خلال تشكيل جيش المختار لكن البطاط مازال طليقًا ويدلي بتصريحات للصحف والفضائيات العراقية من دون اعتقاله.

واشار المرصد إلى أن مستوى العنف ضد الصحافيين في العراق هذا العام أعلى مستوياته، حيث بلغت الإنتهاكات لهذا العام 293 انتهاكاً وصنفت بـ 68 حالة إحتجاز وإعتقال و 95 حالة منع وتضييق و 68 حالة إعتداء بالضرب و7 هجمات مسلحة و 51 إنتهاكاً متفرقاً و13 حالة إغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات اعلامية محلية واجنبية، في حين سجل هذا العام مقتل صحافيين إثنين، وهو ما يبين أن البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحافي لا تزال هشة ولا توفر الحد الأدنى من quot;السلامة المهنيةquot; في بلد لايزال يعاني آثار العنف والإنقسامات.

وطالب مرصد الحريات الصحافية الحكومة العراقية بالتحقيق باستغلال وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي منصبه الوظيفي وتحريكه قوات أمنية تابعة لمكتبه لمداهمة ومحاصرة مبنى قناة البغدادية واحتجاز صحافيين لأكثر من ساعة والتحقيق معهم دون أمر قضائي ومسوغ قانوني، وما يضاف إلى سجل التضييق والانتهاكات التي تمارسها الاجهزة الحكومية بحق وسائل الإعلام وتقييد حرياتها.

كما دعا المرصد وزارة الداخلية وبقية الاجهزة الأمنية للتمييز بين التغطيات الإعلامية والصحافية وبين ملاحقة الميليشيات والخارجين عن القانون، والابتعاد عن استغلال الضرورات الأمنية من أجل ترهيب الإعلام ومحاولة ترويضها بالارهاب المادي والمعنوي.