يبدأ الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد زيارة الى بغداد خلال الساعات المقبلة وصفت بأنها رمزية ووداعية، وفي الوقت ذاته أُعلن في العاصمة العراقية أن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني سيقوم بزيارة مماثلة بعد أدائه القسم رئيسًا في الرابع من الشهر المقبل لكنها ستكون زيارة عمل لتعزيز علاقات البلدين التي تشهد تطورًا مضطردًا، يقول سياسيون عراقيون إنها تتعدى ذلك الى التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.

أكدت وزارة الخارجية الايرانية أن الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد سيقوم بزيارة الى العراق، وقالعباس عراقجي الناطق الرسمي بإسم الوزارة إن الرئيس العراقي جلال الطالباني وجه العام الماضي دعوة رسمية لأحمدي نجاد لزيارة بغداد إلا أن ظروفه الصحية حالت دون اجراء الزيارة. واوضحأن المسؤولين العراقيين ابدوا رغبة بزيارة أحمدي نجاد لبغداد قبل انتهاء ولايته الرئاسية لذا تقرر اجراء الزيارة الرسمية المرتقبة خلال الساعات المقبلة.
ومن المنتظر أن يلتقي أحمدي نجاد مع كبار المسؤولين العراقيين من ضمنهم رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، اضافة الى مسؤولين آخرين.
وكانت السفارة الايرانية في العراق اعلنت نهاية العام الماضي عن تأجيل زيارة مرتقبة لأحمدي نجاد الى بغداد كان من المفترض أن يقوم بها في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بسبب مرض طالباني ونقله الى المانيا للعلاج حيث مازال هناك راقدًا في احدى مستشفياتها.
يذكر أن أحمدي نجاد يستعد لمغادرة مهام منصبه وتسليم السلطة للرئيس حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة. وكان نجاد قام في الثاني من اذار (مارس) عام 2008 بزيارة تاريخية الى العراق هي الاولى لرئيس ايراني لهذا البلد.
ومن جهة اخرى، اعلن مصدر رسمي عراقي عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الايراني المنتخبحسن روحاني الى بغداد، وذلك بعد أن يؤدي في الرابع من الشهر المقبل اليمين الدستورية لتولي منصبه رسميًا رئيسًا للجمهورية . وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي في تصريح صحافي إن quot; الحكومة العراقية تعرب عن أملها في فتح تعزيز العلاقات مع ايران في عهد الرئيس روحاني على أساس المصالح المشتركة والإحترام المتبادل.
ووصف الموسوي زيارة نجاد المرتقبة الى بغداد بأنها رمزية لمناسبة انتهاء ولايته وسيخصصها لزيارة العتبات المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء . وقال quot;لا نتوقع أن تكون هناك اتفاقات رسمية خلال الزيارة التي ستستغرق يومين لكن ستكون هناك لقاءات لأحمدي نجاد مع أغلب قادة البلاد، وفي مقدمتهم المالكي و الخزاعي، إضافة إلى النجيفيquot;. واوضح أن مرض طالباني أدى إلى تأجيل هذه الزيارة إلى هذا التوقيت quot;كما نأمل أن يقوم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بزيارة قريبة للعراق لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تخص البلدين والمنطقةquot;.
وتأتي هاتان الزيارتان في وقت مازالت المشاكل المتوارثة من حرب السنوات الثماني بين البلدين، التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988 وراح ضحيتها مليون شخص من الطرفين، عالقة خصوصًا قضايا الحدود والممرات المائية، على الرغم من تحسنها في المجالات السياسية والاقتصادية عقب سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 . وخلال التسعينيات استمر العداء بين البلدين في ظل احتضان إيران لبعض قوة المعارضة العراقية وأهمها منظمة بدر التي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق فيما كان النظام العراقي السابق يقدم الدعم والتسهيلات لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني المتواجدة في العراق.
ويتهم سياسيون عراقيون إيران بالوقوف وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق من خلال دعمها لبعض الجماعات المسلحة وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.