أثارت تصريحات الطفل المصري علي أحمد إعجاب الكثيرين في مصر والعالم. ووصفت تصريحات أحمد بأنها أفصح تحليل سياسي عن الوضع المصري وحققت أعلى معدلات مشاهدة وتداول على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين.


من قلب التداعيات المصرية التي شدت انتباه العالم في الأسبوعين الأخيرين، يبدو أن المثل الشعبي القائل إن quot;مصر ولاّدةquot; يتجلى في أروع معانيه، ليس في المظاهرات المتضادة ولا في القوات المسلحة ولا بجماعات الإسلام السياسي، أو الحكومة الانتقالية.

هذا التجلي يعبّر عنه quot;الطفل العبقريquot; الرمز علي أحمد الذي كتب عنه صحافي بريطاني معروف قائلاً:quot;من الواضح من الذي يجب أن يحكم مصر، إنه هذا الطفل العبقري الذي يبلغ 12 عامًاquot;.

فبعد أنشهدتسجيل مصور عنه في الصين، حيث يُظهر الفيديو الصبي واسمه علي أحمد، وهو يتحدث عن الوضع المصري الحالي، نشرت صحيفة الاندبندنت الخميس تقريرًا مرفقًا بشريط فيديو عن علي أحمد.

ولكن من هو أحمد؟ إنه ليس سياسياً أو محللاً استراتيجيًا أو مفكراً سياسياً أو صحافياً، إنه طفل يبلع من العمر 12 عاماً يتمتع بحس سياسي أكبر من عمره.

ووصف الكاتب البريطاني جون وولش تصريحات الطفل المصري علي أحمد بأنها أفصح تحليل سياسي سمعه منذ وقت طويلquot;، مضيفاً أن تصريحات أحمد بثها الموقع الالكتروني quot;الوادي للأنباءquot; الاسبوع الجاري.

الفساد الموروث

وتحدث أحمد خلال هذه المقابلة ضد القوات المسلحة والرئيس المعزول محمد مرسي والفساد الموروث في المسودة الجديدة للدستور، بحسب وولش. وأضافت الصحيفة أن العديد من الأشخاص على صفحات التواصل الاجتماعي مثل توتير، شاهدوه وعبروا عن اعجابهم بآرائه.

ورداً على سؤال الصحافية عما يفعله أحمد في المظاهرات، قال بثقة عالية: quot;أنا هنا لأمنع مصر من أن تصبح سلعة مملوكة من قبل شخص واحد، أنا هنا للتظاهر ضد استحواذ فريق واحد على الدستور، إننا لم نتخلص من النظام العسكري لنستبدله بثيوقراطية فاشية (حكومة دينية).

ثيوقراطية الحكم

واستطاع أحمد تفسير معنى الثيوقراطية للصحافية قائلاً quot;الثيوقراطية تعني مزج الدين مع السياسة والتلاعب بالدين وفرض قوانين صارمة باسم الدين، والدين بريء منهاquot;. ورأى وولش أن أحمد هو طفل مميز ومن الممكن أن يكون هو الرئيس الجديد لمصر، أو الأشخاص الذين علموه التفكير بهذه الطريقة، إلا أن أحمد للأسف ليس لديه أي حزب.

وختم وولش quot;أحمد يقرأ الصحف ويشاهد التلفاز ويبحث عن المعلومات على الانترنت quot;، مضيفاً quot;ينبغي على أحمد العبقري الخوف من أن يتلقى رصاصة في رأسه من الاسلاميين غير المنبهرين بتحليلاته.

الأعلى في الصين

وكان التسجيل المصور عن علي أحمد حقق أعلى معدلات مشاهدة وتداول على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين.

ووصف الشباب الصيني من خلال مواقع التواصل الصينية الشهيرة أن هذا الصبي الذي يتحدث بلباقة عن الوضع الذي تمر به مصر، يمكن أن يصبح سفيرًا لمصر حول العالم، أو أن يكون رئيسًا لمصر يومًا ما، وفي الوقت الذي يظهر هذا التسجيل أنه يتحدث عن الاضطرابات التي تشهدها مصر حاليًا، إلا أنه قد تم تسجيله في أكتوبر الماضي، حينما كان مرسي يحاول quot;توسيع سلطتهquot; ويلقى معارضة كبيرة في الشارع المصري.

وطبقًا لتقرير صحيفة (الشعب) الصينية الرسمية فإن تداول هذا التسجيل المصور بدأ على موقع (ريدايت) خلال السبت الماضي ونظرًا لاهتمام كل العالم بما يحدث في مصر مؤخرًا، فاق عدد زيارات هذا التسجيل خلال الأيام الأخيرة عدد الزيارات خلال نشره للمرة الاولى.

وتحدث الطفل علي أحمد في التسجيل المصور عن عدة قضايا سياسية في مصر خلال فترة حكم الدكتور مرسي والإخوان، منها انعدام العدالة الاجتماعية، والمشكلات السياسية، والتمييز ضد المرأة، وغيرها من القضايا والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن في مصر والوعود التي لم تتحقق.

وأضاف أنه يدعو الى دستور حقيقي للشعب والمساواة بين الذكور والإناث، وأنه دائما ينصت لصوت الشعب، ثم يفكر فيه مليًا في ما يمكن فعله لشعب مصر.