موسكو: الروسي الكسي نافالني الذي حكم عليه اليوم الخميس بالسجن خمس سنوات لاتهامات يقول انها مفبركة باكملها، رجل قانون وخطيب يتمتع بحضور قوي وناشط في مكافحة الفساد اصبح زعيم المعارضة لفلاديمير بوتين.

وقال الرجل الاشقر الطويل القامة وذو العينين الزرقاوين في بداية محاكمته في نيسان/ابريل الماضي quot;سننتصر عليهم يوما ما وسنودعهم في السجن (...) اخترت مصيري بنفسيquot;. واكد هذا المحامي البالغ من العمر 37 عاما ولم يخف طموحه في ان يصبح يوما رئيسا انه quot;لا يخاف من اي حكمquot;.

ولم يتراجع عن تصميمه في بلد تضاعفت فيه الملاحقات ضد المعارضين منذ سنة. وعندما منح حق التحدث في اليوم الاخير من محاكمته، القى خطابا طويلا ضد النظام. ولم يكف نافالني الذي تخرج في التسعينات من جامعة موسكو ونشط في حزب يابلوكو الليبرالي المعارض قبل ان يطرد منه لمواقفه المفرطة في القومية، عن انتقاد شرعية الرئيس الروسي رجل الاستخبارات السابق الذي ظهر منذ سنة 2000 بصورة المدافع النزيه على مصالح البلاد.

وناضل المحامي الذي تخرج من كلية الحقوق ضد السلطة منذ 2007 بشراء اسهم في عدة شركات شبه حكومية مثل شركة النفط روسنفت والغاز غازبروم، مطالبا بالشفافية في حساباتها بصفته صاحب اسهم قليلة ومشيرا الى منددا بعمليات احتيال.

وهو يهاجم على موقعه quot;روسبيلquot; كل مظاهر الفساد في مختلف انحاء روسيا متحريا بكل دقة في حسابات واستدراج عروض الادارة. ويعتبر ان الحزب الحاكم quot;روسيا الموحدةquot; quot;حزب لصوص وسرقةquot; وهو شعار يلقى رواجا في حين تظهر استطلاعات الراي الاحباط من الفساد والتسلط.

وعندما نظمت الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج لا سابق لها في روسيا كان الكسي نافالني في الصدارة بشكل طبيعي. ولفت الانظار خصوصا ما كان يتمتع به من شخصية قوية ولهجة شديدة في خطاباته من التظاهرات الاولى. ودعا حينها الحشود الى ان تردد معه quot;بوتين - لص!quot; وquot;السلطة نحن!quot; وquot;لن ننسى ولن نتسامح!quot;.

ووضعته الصحافة الغربية وخصوصا الاميركية في الصدارة وصنفته تايمز في نيسان/ابريل 2012 بين الشخصيات المئة الاكثر نفوذا في العالم. لكنه ظهر في شريط فيديو بث على الانترنت وهو يشتم متظاهرين اعتبرهم غير متحمسين بنعتهم quot;بالغنمquot; ما كشف نفاذ صبر الرجل الثلاثيني المتحمس.

وبلغت حركة الاحتجاج ذروتها في تظاهرة تحولت الى مواجهات في السادس من ايار/مايو عشية تنصيب فلاديمير بوتين العائد الى الرئاسة الروسية. وقد تلتها اعتقالات متظاهرين وملاحقات معارضين ما ادى الى التراجع وانهيار التعبئة.

لكن قبل ايام قليلة من ملاحقته في تموز/يوليو، هاجم الكسي نافالني مباشرة رئيس لجنة التحقيق ألكسندر بستريكين واتهمه على الانترنت بان له مصالح شخصية في الخارج. وهاجم موقعه على الانترنت ايضا خلال الاشهر الاخيرة عدة مسؤولين في الكرملين لا سيما بكشف ان لديهم ممتلكات عقارية غير مصرح عنه في الخارج.

وفي مواجهة صعود هذا الموضوع الحساس في الراي العام، اطلقت السلطات ايضا حملة لمكافحة الفساد. وفي بداية نيسان/ابريل واصل الكسي نافالني الخط المتشدد نفسه واصفا الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي ديمتري مدفيديف بانه quot;لص حقيرquot;.

وقد حكم عليه بالسجن 15 يوما اثر تظاهرات ضد النظام الروسي. وصرح لدوجد quot;لم يبق احد في عائلتي لم يتعرض للتفتيش ولا بين اصدقائيquot;. واضاف الرجل وهو اب لولدين quot;لا اريد الرحيل، اريد حقا ان يعيش ابنائي هنا وان يتكلموا الروسيةquot;، مؤكدا انه يريد تولي السلطة quot;ليتمكن 140 مليون روسي من العيش بشكل طبيعي كما في بلد اوروبيquot;.

وقال الرجل الذي لا يعرفه سوى ثلث الروس، على ما افاد استطلاع، ان بامكانه ان يفعل افضل من ذلك لو كان بامكانه الوصول الى كبرى قنوات التلفزيون التي تستعد في الوقت الراهن الى تغطية محاكمته. غير ان مواقفه متناقضة. فكونه ليبرالي، شارك ايضا بانتظام في تجمعات ذات طابع عنصري مثل المسيرة الروسية.

وتعود الوقائع التي لوحق عليها الى 2009 عندما كان لفترة قصيرة مستشار حاكم منطقة كيروف الليبرالي. ونافالني متزوج من يوليا نافالنيا وله بنت في الثانية عشرة وصبي في الخامسة.