يعيش اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، ظروفًا معيشية مأساوية، حيث باتت هذه الرقعة من الأردن توصف بـquot;المدينةquot; الأكثر حزناً في العالم. ويصل المخيم يوميًا حوالي 6000 لاجئ، ويحاول سكانه رغم سوء حالهم بث أجواء المرح فيه.
القاهرة :ربما لم تعد تعبر الكلمات أو العبارات عن حقيقة الواقع الصعب الذي يعيشه ما يقرب من 160 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري في الأردن. وللوقوف على طبيعة الحياة هناك، ونقل تفاصيل المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المخيم على نحو أكثر دقة، أفردت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تقريراً مصوراً يكشف الكثير من التفاصيل التي ربما تذاع للمرة الاولىبخصوص هذا المخيم، الذي وصفته بـ quot;المدينةquot; الأكثر حزناً وكآبةً في العالم، والتي باتت أكبر خامس المدن التابعة للمملكة الأردنية.
وقالت الصحيفة إن 6000 شخص يصلون المخيم المترامي الأطراف يومياً. ورغم الأجواء الكئيبة التي تهيمن على المخيم المزدحم الذي تبلغ مساحته 2.8 ميل مربع، إلا أن السكان المحبطين والمسؤولين يحاولون بث بعض من أجواء المرح هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن شارع المخيم الرئيسي يضم الكثير من المحلات، المطاعم، بائعي الأطعمة، البالغ عددهم 3000، ويعرف هناك بين السكان باسم quot;الشانزلزيهquot;.
وتضم أحياء المخيم، البالغ عددها 12، خدمة سيارات الأجرة، مدارس، ملاعب كرة قدم ومستشفيات. وتبذل جهود مستمرة للسيطرة على أي أعمال شغب أو عنف تنشب هناك، وبدأ السكان يتصالحون مع بعضهم البعض تحسباً لأن تطول مدة إقامتهم في المخيم.
وعبَّر بعض المقيمين في المخيم، الذي يبعد حوالي 8 أميال عن الحدود السورية، عن إحباطهم عند مقابلة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته لهم يوم الخميس الماضي، نظراً لشعورهم بتخلي الولايات المتحدة عنهم وعدم توفيرها الحماية لهم.
وأخبرهم كيري بأن واشنطن تنظر العديد من الخيارات، بما في ذلك فرض مناطق عازلة لحمايتهم، بيد أن الموقف يبدو معقداً ويبدو أن أميركا منهكة بعد حربيها بالعراق وأفغانستان.
يذكر أن أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري لاذوا بالفرار من بلادهم واتجهوا صوب بلدان قريبة للهرب من أعمال القتال التي بدأت في صورة تظاهرات ضد الحكومة في آذار (مارس) عام 2011 وتدهورت الأحوال إلى أن تحولت تلك التظاهرات إلى حرب أهلية ذات بعد طائفي متزايد. وبسؤال أحد المسؤولين بالمخيم عن المدة التي سيبقى فيها المخيم مفتوحاً أمام السوريين، رد قائلاً: quot;3 أيام .. 30 عاماً .. من يعلم؟quot;.
التعليقات