وجه الإتحاد الأوروبي تحذيرًا إلى الجيش المصري والحكومة المؤقتة مطالبًا بوقف العنف والعودة إلى الحوار فيما قال وزير الخارجية المصر نبيل فهمي إن فض الاعتصامات جاء بعد تعذر الوصول إلى حل سياسي.


بروكسل: حذر رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الجيش المصري والحكومة المؤقتة الاحد من ان الاتحاد quot;سيعيد النظرquot; في علاقاته مع مصر اذا لم يتوقف العنف وتتم العودة إلى الحوار.

ودعا المسؤولان إلى انهاء العنف والعودة إلى العملية الديموقراطية. وقالا في بيان انه اذا لم يتحقق ذلك فان quot;الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه ستعيد النظر بشكل عاجل خلال الايام المقبلة في العلاقات مع مصر وتتبنى اجراءات تهدف إلى تحقيق هذين الهدفينquot;.

فهمي يرحب بمساعي الحل

من جانبه، قال وزير الخارجية المصر نبيل فهمي إن فض الاعتصامات جاء بعد تعذر الوصول إلى حل سياسي مشيرًا إلى quot;أننا نأسف لسقوط ضحايا بصرف النظر عن انتمائهم السياسيquot;. وشدد الوزير خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة اليوم الأحد على أن السلطات تدين العنف الذي شهدته مصر من قبل أطراف غير حكومية، مضيفا أن السلطات قامت بضبط النفس بمواجهة العنف في البلاد.

كما لفت فهمي إلى أنّ بعض المواقف الدولية صمتت حيال الإجرام الذي قام به البعض في مصر، لكنه رحب بالمساعي الحميدة على أن يبقى الحل بأيدي المصريين. وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن المجتمع المصري لن يكون حكرا لتيار معين.

مصر لا تزال على طريق الديموقراطية

وأكد فهمي في حديث لمجلة دير شبيغل الاخبارية الاسبوعية الحكومة المصرية المؤقتة لم تتخل عن مسار الديموقراطية وسط اعمال العنف التي ادت الى مقتل المئات، وذلك في مقابلة ستنشر الاثنين. وقال فهمي ان قادة الجيش المصري من غير المرجح ان يمددوا فترة حالة الطوارئ التي فرضت الاسبوع الماضي لمدة شهر. واضاف quot;اطمئن اصدقاءنا الى اننا نطبق خارطة الطريق للوصول الى الديموقراطيةquot;.

وقال ان المصريين quot;لن يقبلوا ان تظل البلاد خاضعة لحالة الطوارئ المفروضة حاليا لمدة طويلةquot;. واشار الى ان السلطات ترحب بمشاركة انصار الرئيس المعزول المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في حوار حول مستقبل مصر السياسي quot;فور استعادة الهدوء والنظامquot;.

واضاف quot;يستطيع الذين لم ينتهكوا القانون المشاركة في العملية السياسيةquot;. وانتقد الوزير الحلفاء الغربيين على انتقاداتهم القاسية للجوء الحكومة لاستخدام القوة ضد المحتجين من انصار مرسي ما ادى الى مقتل المئات.

وقال quot;لقد خاب املي من عدم اعتراف الغرب وادانته بشكل اوضح لارتكاب الطرف الاخر اعمال عنفquot;. وقال انه لا يحبذ تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في النزاع بشكل مباشر. وقال quot;هذه مشكلة مصرية علينا حلهاquot;. واضاف quot;أنا اثق بالجيش وانا متاكد ان القادة العسكريين ليسوا متمسكين بالسلطةquot;.

تظاهرات جديدة

ودعا أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات جديدة بعد ظهر الأحد في مصر غداة عملية اخلاء مسجد الفتح في القاهرة من المتظاهرين. وقد ساد هدوء نسبي السبت، اذ لم تشهد الميادين تظاهرات كبيرة باستثناء الأحداث التي وقعت بساحة رمسيس بوسط القاهرة حيث يقع مسجد الفتح.

وقد تحصن أنصار مرسي في المسجد بعد مشاركتهم في مسيرة quot;يوم الغضبquot; الجمعة. وقبيل بدء اخراج المتظاهرين من المسجد الذي كان بداخله عدد من الجثث، دخل جنود المسجد من دون ان يستخدموا القوة. يذكر أن حالة الطوارئ ما تزال مطبقة في البلاد.

قلق كارتر

ودعا الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر إلى الهدوء في مصر محذرا من ان تصاعد العنف يهدد اي امل في اي مصالحة مستقبلية. ودعا كارتر قوات الامن المصرية إلى ضبط النفس. وقال كارتر في بيان quot;انا قلق جدا من ان يقوض العنف المستمر في مصر فرص اجراء حوار وفتح طريق للمصالحةquot;.

واضاف ان quot;المواجهات الاخيرة اسفرت حتى الان عن مقتل المئات، والعداوة بين الناس لن تؤدي سوى إلى مزيد من الالم والمعاناةquot;. ودعا كارتر قوات الامن المصرية إلى quot;عدم تجاوز الحدود المعقولة (...) واحترام حقوق الانسانquot;.

ويواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما انتقادات في الولايات المتحدة حول كيفية تعامله مع الازمة، حيث امتنع حتى الان عن وقف المساعدات العسكرية السنوية لمصر. وقالت صحيفة واشنطن بوست في مقال نشرته مؤخرا ان ادارة اوباما quot;شريكةquot; في حملة القمع لانها اثبتت للقيادة المصرية ان quot;تحذيراتها ليس لها مصداقيةquot;.

وقتل اكثر من 750 شخصا خلال اربعة ايام من العنف هذا الاسبوع بعد عملية فض اعتصامات انصار الرئيس المعزول محمد مرسي وما اعقبها من اعمال عنف. ودان المجتمع الدولي اعمال العنف.