عبدالاله مجيد: دعا محامي سيف الاسلام القذافي الحكومة البريطانية الى التدخل لمنع محاكمة نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في ليبيا والمطالبة بتسليمه الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال المحامي البريطاني جون جونز انه يخشى ان يُقدَّم موكله الذي يواجه تهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية الى محاكمة صورية تنتهي بصدور حكم باعدامه.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن جونز ان اعدام موكله quot;سيكون انتهاكا تاما لأوامر المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي فان من المنطقي والصواب والأخلاقي والواجب القانوني على بريطانيا ان تتدخلquot;. ويُحتجز سيف الاسلام البالغ من العمر 41 عاما في مدينة الزنتان شمال غرب ليبيا قرب الحدود مع تونس منذ القاء القبض عليه قبل نحو عامين.

وقال النائب العام الليبي عبد القادر رضوان يوم الثلاثاء ان محاكمة سيف الاسلام القذافي ستبدأ في 19 ايلول/سبتمبر المقبل. وكان مكتب النائب العام أعلن في حزيران/يونيو الماضي ان محاكمة كبرى واحدة ستجري في النصف الأول من آب/اغسطس لكل من سيف الاسلام وعبد الله السنوسي رئيس استخبارات القذافي مع مسؤولين آخرين في نظام القذافي.

وتريد الحكومة الليبية محاكمة سيف الاسلام في العاصمة طرابلس في حين يرى مسؤولون في الزنتان انه يجب ان يُحاكم في مدينتهم لأن مقاتليها هم الذين قبضوا عليه. وقال المحامي جونز ان موكله ليس بعهدة السلطات المركزية في ليبيا quot;وهذا يثبت انه إذا لم تكن هي مسؤولة عنه وإذا لم يكن حكم القانون سائدا في ليبيا فيجب ان يُحاكم في لاهايquot; مقر المحكمة الجنائية الدولية.

كما اعربت المحكمة الجنائية الدولية عن مخاوفها بشأن قدرة السلطات الليبية على اجراء المحاكمة، والتهم التي تعتزم توجهها الى سيف الاسلام. وقال فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة لقناة سكاي نيوز التلفزيونية quot;ليس هناك تمثيل له على المستوى الوطني، وعملية جمع الأدلة وحماية الشهود ليست مؤمَّنةquot;.

وكانت آخر مرة ظهر فيها سيف الاسلام القذافي في ايار/مايو الماضي عندما مثُل امام المحكمة لمواجهة تهم أخرى بتهديد الأمن القومي من خلال تسليم وثائق quot;حساسةquot; الى محامية من المحكمة الجنائية الدولية، كما قال الادعاء العام في حينه. واعتُقلت ملندا تايلور المعينة من المحكمة الجنائية للدفاع عن سيف الاسلام في مدينة الزنتان ثلاثة اسابيع بعد مقابلته في زنزانته هناك. وقالت تايلور ان توقيفها يؤكد ان سيف الاسلام لا يمكن ان يُحاكم محاكمة عادلة في ليبيا.

وكان سيف الاسلام درس في كلية لندن للاقتصاد حيث نال شهادة الدكتوراه عام 2008 وعاش فترة في منزل فخم في منطقة هامستيد في العاصمة البريطانية.