سارع رؤساء الدول والحكومات في مجموعة العشرين الجمعة في إرسال الصورة التذكارية في ختام قمتهم في مدينة سان بطرسبورغ الروسية والتي اتسمت خصوصًا بالتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا.


سان بطرسبورغ: وصل زعماء ابرز القوى العالمية ضمن مجموعات عدة لالتقاط صور لهم امام عدسات المصورين في ظل طقس صاف في القصر القسطنطيني في هذه المدينة الروسية العريقة. وقد ظهر نوع من الارتياح على الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي وصل مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل كما قام بتقبيل نظيرته البرازيلية ديلما روسيف التي كانت العلاقة بين بلديهما تتسم بالبرودة بسبب قضية تجسس.

ولم ينضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المجموعة سوى بعد اكتمال نصاب الزعماء الحاضرين، وقد مر من امام أوباما من دون تبادل اي كلام مكتفيا بانحناءة رأس سريعة لدعوته الى اخذ مكانه في الصورة. ويفصل بين الرئيسين في هذه الصورة الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو. وبعدها اخذ الزعماء استراحة لثوان حيث ظهرت على محياهم الابتسامات وتبادلوا المصافحات قبل المغادرة.

دائرة انقسامات

واستمرت اجتماعات مجموعة العشرين اليوم الجمعة في سان بطرسبورغ عالقة داخل دائرة انقساماتها بشأن سوريا، وتحاول استئناف عملها في أجواء من التوتر، بعدما اتهمت الولايات المتحدة روسيا امس بتحويل الامم المتحدة إلى رهينة لديها.

وخصص العشاء الرسمي في المؤتمر مساء الخميس إلى حد كبير للنزاع في سوريا، وعرض كل من المشاركين وجهة نظره حول الاتهامات باستخدام اسلحة كيميائية، والجدوى من ضرب نظام دمشق كما يريد الرئيس الاميركي باراك اوباما.

خفض التوتر

وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن القوى منقسمة بشكل متساوٍ تقريبًا. كما صرح مصدر رفيع المستوى بأن المناقشات لم تسمح بتحقيق تقدم، لكنه اكد أن بوتين حرص على عدم زيادة التوتر، خصوصًا أن روسيا تلوح بمخاطر تصعيد عسكري في الشرق الأوسط.

وهذا ما دفع سفيرة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية إلى اتهام موسكو بتحويل مجلس الامن إلى رهينة، على الرغم من مساعي أمين عام الامم المتحدة بان كي مون المستمرة اليوم لانقاذ ما يمكن انقاذه. فقد التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي ترى ان لا حل للنزاع السوري الا سياسيًا، والتي طالبت بان كي مون بأن يقدم في أسرع وقت ممكن نتائج تحقيق خبراء الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 آب (اغسطس) في ريف دمشق. وهي تسعى جاهدة إلى طمأنة الرأي العام الالماني المعارض بشكل كبير للحرب، وذلك قبل اسبوعين من انتخابات تأمل الفوز فيها لولاية ثالثة.

نتائج مفجعة

المساعي السياسية في قمة العشرين تجد نفسها في سباق محموم مع التحضيرات الأميركية لضرب النظام السوري. بان كي مون يعارض الخيار العسكري، وقال: quot;علي أن احذر من أن عملًا عسكريًا غير معد بشكل جيد يمكن أن يؤدي إلى نتائج مفجعةquot;.

من جهته، بحث بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ليل الخميس الجمعة الازمة السورية، إذ التقيا بعد العشاء الرسمي الذي خصص للوضع في سوريا. وقال بيسكوف لوكالات الانباء الروسية إن الطرفين تبادلا مرة اخرى وجهات النظر حول سوريا. والمعروف أن بريطانيا تؤيد القيام بتدخل عسكري في سوريا ضد نظام الاسد توعدت بشنه الولايات المتحدة، لكنها لا تشارك فيه بسبب رفض مجلس النواب البريطاني.

في المقابل، لم تتسرب أي معلومات من اللقاء الثنائي الذي عقد بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ، الذي تعارض بلاده اي تدخل عسكري في مجلس الامن الدولي.

تصعيد متصاعد

في هذه الأثناء، تشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن تشنجًا متزايدًا حول سوريا. فروسيا رفعت منسوب التصعيد من خلال اعتماد لهجة التهديد والوعيد، وتحريك ثلاث سفن حربية روسية أمس الخميس لتعبر مضيق البوسفور التركي متجهة إلى شرقي المتوسط، مقابل السواحل السورية. كما أصرت روسيا على تحذير الولايات المتحدة من مخاطر توجيه ضربات لمخزونات المعدات والأسلحة الكيميائية في سوريا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية.

وأضاف بيان الوزارة: quot;نحذر السلطات الاميركية وحلفاءها من أي ضربة لهذه المواقع الكيميائية والمناطق المجاورة لهاquot;، مشيرًا إلى خطر إنتشار المواد السامة، ووقوع هذه المخزونات في أيدي المتمردين والارهابيين.

وفي بيان آخر، أعلنت الخارجية الروسية وصول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين، للقاء نظيره الروسي والتباحث حول quot;كافة جوانب الوضع في سورياquot;. واضاف البيان أن روسيا لا تزال مقتنعة بأنه من الضروري وضع حد لاعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت، من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الامن الدولي.