نصر المجالي: مع تأكيد الولايات المتحدة وفرنسا عزمهما الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا الشهر الماضي كما بدا مما صدر خلال محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره لوران فابيوس في باريس السبت.

لكن ما لفت نظر المراقبين هو الأسلوب الذي اتبعه وزير الخارجية الأميركي في (التودد) للفرنسيين حين استعرض طلاقته في اللغة الفرنسية خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع فابيوس.

وفي المؤتمر، أكد الوزيران أنهما لا يتحدثان عن خوض حرب، بل عن إجراء عمل عسكري محدود يستهدف إضعاف قدرة الحكومة السورية.

وتحدث كيري بالفرنسية لمدة ثماني دقائق وتناول العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الثورة الاميركية متغاضيًا عن الكثير من الخلافات البسيطة بين البلدين.

كما أن كيري نقر للفرنسيين على وتر مثير في تاريخهم القريب حين استذكر في تصريحاته الزيارة التاريخية للرئيس الراحل جون كيندي للجنرال ديغول في فرنسا قبل أكثر من 50 عاماً، وحينها قال كنيدي: quot;العلاقة بين فرنسا واميركا مهمة للحفاظ على الحرية في جميع ارجاء العالمquot;.

وأضاف كيريquot;واليوم في مواجهة الهجوم الوحشي بالأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن العلاقة التي ذكرها الرئيس كنيدي أهم من أي وقت مضى.quot;

ومن جهته، حرص وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على مجاراة كيري وأتي بأحد المحظورات حين تحدث بالانكليزية في المؤتمر الصحافي الذي عقدبمبنى وزارته الانيق على نهر السين في نفس المكان الذي سبق أن وبخ فيه صحافيًا بقوله quot;سيدي.. هنا نحن نتحدث الفرنسية.quot;

فابيوس المتأثر

وقال فابيوس الذي بدا عليه التأثر quot;يجب أن تنظروا لصور صفوف (جثامين) الاطفال في الاكفان دون أن تظهر عليهم أي اصابة أو نقطة دم واحدة. يرقدون هناك ولن يستيقظوا من رقدتهم.quot;

وأضاف: quot;هناك دكتاتور فعل ذلك ومستعد ليفعل من جديد. هذا يقلقنا لا نستطيع أن نقول إن العولمة طالت كل شيء إلا في ما يخص الارهاب والأسلحة الكيميائية.quot;

ولم تشارك فرنسا في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 وعارضته بشدة لكنها انضمت للولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما في تدخل عسكري ساهم في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011.

واظهر استطلاع رأي لمؤسسة اي اف او بي نشر يوم السبت أن 68 من الفرنسيين ضد التدخل في سوريا.

وكان وزير الخارجية الأميركي عقد في وقت سابق السبت محادثات حول سوريا مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا.

وأصدر الوزراء الأوروبيون بيانًا قالوا فيه إن هناك أدلة قوية، في ما يبدو، تفيد بأن الحكومة السورية شنت هجوماً بأسلحة كيميائية ضد مدنيين قبل أكثر من أسبوعين في ريف دمشق.