تحول الخلاف الروسي - الأميركي حول سوريا إلى حرب إعلامية أبطالها جون ماكين، وفلادمير بوتين، وبينما هاجم الرئيس الروسي الولايات المتحدة عبر صحيفة نيويورك تايمز، ربما يرد ماكين عليه عبر صحيفة برافدا الروسية.

صارت صفحات الجرائد بعد قنوات التلفزة ساحة صراع كلامي بين أقطاب السياسة في كل من روسيا والولايات المتحدة.
فبعد يومين من نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالا لافتا في صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، جاءت الفرصة سانحة أمام السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين، للرد على بوتين.
وأثار عرض صحيفة (برافدا) الروسية للسيناتور ماكين للرد على بوتين استياء عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي الذي كان أجل تصويتاً حول الضربة العسكرية ضد سوريا بعد الخطة الروسية لمراقبة أسلحة الدمار الشامل السورية.
وذكرت مدونة الشؤون الخارجية ( ذا كيبل) أن الصحيفة الروسية، المرتبطة بالحزب الشيوعي الروسي اتفقت مبدئيا مع المرشح الرئاسي السابق لكتابة مقالة، يتوقع أن يطرح فيها ماكين آراءه القوية والسلبية إزاء بوتين.
وكان الرئيس الروسي، محور انتقادات ماكين خلال مقابلة تلفزيونية الخميس الماضي، قال فيها: علينا أن نتذكر من هو بوتين.. إنه كولونيل الاستخبارات المنضبط الذي لم يتخل قط عن الطموحات الروسية الإمبراطورية والسطوة على العالم.quot;
ونقلت quot;ذا كيبلquot; عن دميتري سوداكوف، رئيس تحرير النسخة الإنكليزية من صحيفة quot;برافداquot; قوله ترحيبا بمقالة ماكين: quot;سنكون سعداء بنشر مقالة لسياسي مرموق مثل جون ماكين.quot;
مقال بوتين
وكان الرئيس الروسي خاطب في مقال لافت الشعب الأميركي مباشرة عبر صحيفة (نيويورك تايمز) ونشرته الخميس، وفيها رحب الرئيس باهتمام نظيره الأميركي بارك أوباما بمواصلة الحوار مع روسيا حول الشأن السوري.
واعتبر بوتين أن quot; الضربة العسكرية ضد سوريا قد تقوض الجهود المتعددة الأطراف لتسوية المسألة النووية الإيرانية والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتؤدي لاحقا إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. الضربة ضد سوريا قد تخلخل منظومة القانون الدولي برمتهاquot;.
ويبدو أن أمنية السيناتور الجمهوري، وهو من أقوى المنادين بعمل عسكري ضد النظام السوري، قد تحققت بعد أن صرح ساخراً، في وقت سابق، لـCNN، أنه يود الرد على بوتين بكتابة مقال في الـquot;برافداquot;.
وكان الرئيس الروسي نصح واشنطن، بما وصفه أنه عزم على استخدام quot;القوة الوحشيةquot; في السياسة الدولية.
وأعرب السيناتور الديمقراطي، روبرت مننديز، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للشبكة عن اشمئزازه من مقالة بوتين قائلاً: quot;كدت أتقيأquot;.
وأشار بوتين إلى أن quot; من المقلق أن الولايات المتحدة باتت تستسهل التدخل العسكري في شؤون الدول الاخرى، وتساءل quot;هل هذا في مصلحة الولايات المتحدة على المدى البعيد؟ أشك في ذلك.
وختم الرئيس الروسي مقاله: الملايين من سكان العالم اصبحوا أكثر فأكثر يرون في الولايات المتحدة ليس نموذجا للديمقراطية بل رمزا للقوة الغاشمة التي تستجمع حولها حلفاء وفق مبدأ من ليس معنا فهو ضدناquot;.