دعت بريطانيا المجتمع الدولي إلى توجيه رسالة واضحة وموحدة بشأن دعم الاستقرار في لبنان حتى لا يصبح الضحية التالية للصراع السوري، وحددت لندن ثلاثة محاور لهذه الغاية.

أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، في مداخلة أمام أول اجتماع لفريق الدعم الدولي لأجل لبنان، عقد في نيويورك اليوم على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن دعم مهمات الفريق خلال الفترة الصعبة التي يمر بها لبنان.
وقال هيغ: اليوم نجتمع معاً نظراً لأننا نشترك بالاهتمام الحيوي لمساندة جهود الحكومة اللبنانية وشعبها في المحافظة على السلام الذي كافحوا كثيرًا لتحقيقه. وغايتنا هي ألا يصبح لبنان الضحية التالية للصراع السوري.
وتحدث وزير خارجية بريطانيا عن ثلاثة محاور لمساعدة لبنان، فقال إن المحور الأول، يخص المجتمع الدولي الذي يتعيّن عليه أن يساعد السلطات اللبنانية في مواجهة الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، والذي يُعد الآن أكبر موقع تدفق للاجئين في العالم. لقد كان كرم الضيافة الذي أبداه لبنان - وكذلك الأردن وتركيا والعراق - فائقاً للغاية.
استجابة إنسانية
وأكد هيغ: quot;ولكن على المجتمع الدولي أيضاً أن يحرص على بلوغ استجابتنا الإنسانية الجماعية إلى نفس هذا المستوى من الكرم، وأن يقدم المساعدات والإغاثة التي هناك حاجة ماسة إليهاquot;.
وأشار الوزير البريطاني إلى أنه quot;ولهذا السبب بعينه، ازداد إجمالي مساعداتنا من بريطانيا استجابة للأزمة في لبنان إلى 69 مليون جنيه استرليني، هذا بالإضافة إلى مساهمتنا من خلال الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية. ولا تقتصر هذه الاستجابة على المساعدات الأساسية للاجئين، سواء أكانوا سوريين أم فلسطينيين، بل أيضاً لمعالجة آثار تواجد مئات الآلاف من اللاجئين في المجتمعات المضيفةquot;.
وتابع هيغ قائلاً: لا تستطيع أي دولة أن تواجه تدفق ونزوح اللاجئين بهذا المستوى، وخاصة بوجود صراع في دولة مجاورة وشريك تجاري هام، دون أن يكون لذلك وقعه الاقتصادي الحاد. لذلك، فإننا نرحب بمناقشة إنشاء صندوق ائتماني يستطيع الواهبون من خلاله أن يقدموا المساندة والدعم إلى لبنان.
أمن لبنان
أما المحور الثاني، حسب وزير الخارجية فهو أنه يجب على المجتمع الدولي أن يدعم قوات الأمن اللبنانية في جهودها الجسورة للمحافظة على أمن لبنان، وإننا نرحب بالخطة الخمسية لتطوير القوات المسلحة. وللتصدي للتحديات المتنامية، ضاعفت بريطانيا هذا العام تمويلها لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية إلى ثلاثة أضعاف، ويشمل ذلك مساندة التدريب المتقدم ومبلغ 10 ملايين جنيه استرليني للمعدات الخاصة بحماية وضبط حدود لبنان الشرقية.
وبالإضافة إلى المساندة المالية، فإن المحور الثالث، كما يقول هيغ، فإن على المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة موحدة إلى الشعب اللبناني وأحزابه وجيرانه quot;وفحوى هذه الرسالة أننا نؤيد سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وأننا سنقاوم أي جهود لزج لبنان في صراع طائفي، وأننا لن نسمح أن يتحول لبنان إلى ساحة لحروب شعوب أخرىquot;.
الاجماع والتعايش
وقال وزير الخارجية البريطاني: لكن بينما أن فريق الدعم الدولي يقدم المساعدة، يجب أن يقود اللبنانيون أنفسهم المسيرة. إننا نعرف عن يقين أن غالبية الشعب اللبناني تريد السلام والازدهار. وأنهم، كما نحن أيضاً، يتطلعون إلى ساسة لبنان لأن ينتهجوا سياسة الإجماع والتعايش السلمي حفاظاً على تراث الديموقراطية والتسامح الذي يفخر به لبنان.
ونبّه إلى أن الشعب اللبناني، ونحن أيضاً، يريد من القوى السياسية في لبنان إجراء حوار صريح وعاجل، والامتثال بإعلان بعبدا - بما في ذلك السياسة المتفق عليها للنأي بالنفس عن الصراع السوري، وفوق كل شيء الاتفاق من دون توانٍ على حكومة توافقية قادرة على مواجهة التحديات المُلحّة التي تواجهها البلاد.
وختم هيغ تصريحاته بالتأكيد على أن الاستقرار في لبنان هو لمصلحتنا جميعاً، ولكننا يجب أن نستثمر في هذا الاستقرار quot;ولقد علمنا اليوم عن المساندة التي يحتاج إليها لبنان من المجتمع الدولي - سواء كانت في النواحي الإنسانية أو الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية، وأستطيع أن أؤكد لكم أن المملكة المتحدة سوف تلعب دورها الفاعل على أكمل وجهquot;.