من على منصة الامم المتحدة، أمام نظرائه، وفي ستوديوهات التلفزيون او على تويتر، استأثر الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني طوال اسبوع في نيويورك، بالاضواء خلال الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة.


نيويورك: لدى مغادرته نيويورك، تردد على كل شفة ولسان سؤال واحد في اروقة الجمعية العمومية للامم المتحدة: هل تنبىء خطوة الانفتاح التي قام بها روحاني، رجل الدين المعتدل الذي يعتمر عمامة بيضاء مع لحية خطها الشيب، بتغيرات فعلية من جانب نظام اقدمت المجموعة الدولية على عزله بسبب برنامجه النووي؟

فالتناقض واضح من حيث الشكل مع سلفه محمود احمدي نجاد، الذي كان يدأب على القاء الخطب النارية. وقد حمل احمدي نجاد الذي انكر حصول المحرقة او ايد نظريات المؤامرة في شان اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، الدبلوماسيين الاجانب في السنوات الاخيرة على مغادرة قاعة المجلس على الفور لدى اعتلائه المنصة.

ولم يحصل شيء من هذا القبيل الثلاثاء عندما تحدث روحاني الذي يسعى الى تخفيف العقوبات التي تكبل اقتصاد بلاده، بنبرة معتدلة عن السعي الى صيغة quot;ننظم في اطارها خلافاتناquot;.

وعلى هامش الجمعية العمومية، عقد لقاءات ثنائية كثيرة، مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بداية الاسبوع، ومع نظرائه الباكستاني والتركي والنمسوي والتونسي واللبناني والياباني ايضا.

ومن شبكة سي.ان.ان الى صحيفة واشنطن بوست، نسق روحاني في الوقت نفسه حملة اعلامية ناجحة. ولأن المفاوضات حول الملف النووي متوقفة منذ ثماني سنوات، اعرب روحاني للواشنطن بوست عن الامل في التوصل الى اتفاق في القريب العاجل quot;في غضون ثلاثة او ستة اشهرquot;.

وعقد صباح الاربعاء مع كتاب افتتاحيات ورؤساء مجموعات اعلامية لقاء في فندق كبير مواجه لمبني الامم المتحدة. وقد اغتنم هذه الفرصة ليشرح لماذا لم يعقد اللقاء المنتظر مع الرئيس باراك اوباما.

واستخدم روحاني ايضا موقع تويتر في حملة الانفتاح التي بدأها. فعلى حسابه باللغة الانكليزية اختار مداخلاته الكثيرة بعناية فائقة. لكن المضمون كان خفيفا احيانا. ففي صباح احد الايام، نشرت صورة للرئيس في المقعد الخلفي لسيارة quot;في طريقه الى مانهاتنquot;.

وانتظر الرئيس الايراني الجديد (64 عاما) ايضا المجيء الى نيويورك، حيث اثار سلفه موجة من الاستياء، لابداء رأيه حول المحرقة. وقال ان quot;كل جريمة ضد الانسانية، بما فيها الجرائم التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، تستحق الشجب والادانةquot;.

وقال علي رضا نادر المحلل في مؤسسةراند كوربوريشن للبحوث quot;يعرف ما يقلق الولايات المتحدة، ويعرف ايضا كيف يجتذب الاخرين وكيف يستخدم الدبلوماسيةquot;.

واضاف انه quot;يتفهم هواجس الغربيين ووسائل الاعلام اكثر بكثير من معظم المسؤولين الايرانيينquot;، مذكرا بأن روحاني انهى قسما من دروسه في اسكتلندا.

وتدارك quot;لكن البلدين لديهما مصالح مختلفة والجاذبية وحدها لا يمكن ان تؤدي الى اتفاق دبلوماسيquot;.

هل ينبغي اختصار الاسبوع الذي امضاه الرئيس الايراني في نيويورك ب quot;القيام بحملة علاقات عامةquot; بارعة، كما جاء في تغريدة ساخرة للسفارة الاسرائيلية في واشنطن؟

اعتبر مارك دوبوفيتز المدير التنفيذي ل quot;مؤسسة الدفاع عن الديموقراطياتquot; ان quot;من وجهة نظر روحاني، سجل هذا الاسبوع نجاحا باهرا، وبلغت انعطافة روحاني ذروتهاquot;.

لكنه لاحظ quot;انقضى الاسبوع ويمكن ان تكون هذه الانعطافة قصيرة المدىquot;، مذكرا بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيزور الاثنين البيت الابيض.

ويصف رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الرئيس الايراني الذي التقاه هذا الاسبوع بأنه صادق. واضاف quot;بصراحة، انطباعي هو ان الرئيس روحاني مستعد للتعاون التام مع المجموعة الدوليةquot;.

وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، تحدث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن quot;تغيير في الموقف واضح جدا جداquot; لدى الايرانيينquot;، مشيرا الى quot;اسبوع من كسر الجليدquot;. وقال quot;يجب ان ننتظر لنرى كيف ستقترن الاقوال بالافعالquot;.

وفي الدقيقة الاخيرة، وفي طريقه الى المطار، اجرى روحاني اتصالا هاتفيا بباراك اوباما في البيت الابيض. وهو اتصال تاريخي واول محادثات مباشرة بين الرئيسين الاميركي والايراني منذ اكثر من 30 عاما.

وبعد دقائق، اختتم الرئيس الايراني الجديد اطلالته الدولية الكبيرة الاولى منذ انتخابه في 14 حزيران/يونيو بصورة على تويتر يبدو فيها يستعد للجلوس مبتسما على مقعده داخل الطائرة.