أعلن الدفاع المدني السعودي إخفاق محاولاته في انتشال الطفلة quot;لمىquot; التي سقطت قبل أسبوعين داخل بئر مهجور، مؤكداً الاستعانة بشركة أرامكو، على أن تبدأ الأخيرة غداً من خلال جلب برج كبير لشفط التراب من داخل البئر.


الرياض: استحوذت قضية الطفلة quot;لمى الروقيquot; على اهتمام السعوديين طوال الأيام الماضية، بعد سقوطها قبل نحو أسبوعين داخل بئر مهجور في الوادي الأسمر في تبوك، دون أن تنجح كل المحاولات في انتشالها، وسط جدل وانتقادات وتضارب في المعلومات،ووسط انتقادات لاذعة للجهاز بسبب اعتماده أساليب بدائية في محاولات إخراجها من عمق البئر.

وتضاربت الأنباء خلال الأيام الماضية بشأن مصير الطفلة، إذ ترددت أخبار عن العثور على جثتها، قبل أن ينفي الدفاع المدني ذلك، ويؤكد وجود مؤشرات فقط، على وجود جثتها داخل البئر العميق.

ويبدو أن الدفاع المدني السعودي أقرّ بأنه فشل تماماً في مهمته، بعدما أعلن اليوم توكيل مهمة انتشال الطفلة إلى شركة quot;أرامكوquot; اثر التوصل لاتفاق مع الشركة، على أن تبدأ عملها غداً عبر الاستعانة ببرج خاص لشفط التراب من البئر.

وأكد اللواء مستور الحارثي مدير عام الدفاع المدني في تبوك أنه سيتم الاستعانة غدا ببرج من شركة أرامكو، مبيناً خلال مؤتمر صحافي أن البرج سيتمكن من انتشال الطفلة خلال فترة وجيزة.

ولفت إلى أنه تمت مشاركة183 شخصاً في أعمال الحفر و33 متطوعا كذلك طوال الفترة الماضية، إلا أن كل تلك الجهود لم تجد نفعاً، ليتم اللجوء لشركة أرامكو، بيد أن هذا التوجّه زاد من حدة الانتقادات الموجهة للدفاع المدني بسبب تأخره في تلك الخطوة.

ولعلّ ما زاد من الإثارة حول القضية هو ما تردد عن عثور الدفاع المدني فعلاً على جثة لمى قبل يومين، إلا أنها انزلقت منهم إلى عمق بعيد، فيما أكد أحد أقرباء الطفلة أن الدفاع المدني أخبرهم بأنه عثر على الجثة، قبل أن يتراجع عن ذلك فيما بعد.

وشنّ الكثير من السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً لاذعاً على الدفاع المدني، متهمين إياه بالتباطؤ في محاولات إخراج الطفلة، وقالوا إنه كان بالإمكان انتشالها بعد وقت وجيز من سقوطها، لو تمت الاستعانة بأجهزة وأدوات متقدمة.

لكنّ المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية، العقيد علي القحطاني، نفى أن يكون سبب تأخير عملية انتشال الطفلة ضعف الإمكانات أو القدرات، موضحاً أن المشكلة تكمن في طبيعة المنطقة وصغر فتحة البئر التي لا تتجاوز 50 سنتيمتراً فقط.

وقال: quot;هناك معوقات أمام رجال الدفاع المدني مثل طبيعة الأرض والرياح ونوعية التربة وعمق البئر، لدينا الإمكانيات المطلوبة ولكن نوعية الأرض لا تساعد، فنحن نعرف مكانها ولكن لا نعرف طريقة المنطقة، خاصة أن البئر ذات قطر صغير جداً ومن الصعب استخدام طرق بدائية وطبيعة الأرض تجعل من السهل انهيار البئر على الموجودين، كما نخشى من سقوط الطفلة لعمق أكثرquot;.