خرج ماجد الماجد من رحم فتح الاسلام، وصار أميرًا على كتائب عبد الله عزام المتصلة بالقاعدة، وارتكب عمليات تفجير آخرها السفارة الإيرانية ببيروت. ما أن قبض عليه الجيش اللبناني حتى عاجله الموت.


لوانا خوري من بيروت: كان القبض على ماجد الماجد إنجازًا أمنيًا كبيرًا سجلته مخابرات الجيش اللبناني، فالصيد الذي خرجت به المجموعة من كمينها ثمينٌ جدًا، ليس فقط بالنسبة إلى لبنان، بل بالنسبة إلى السعودية والعالم أيضًا. لكن الفرحة لم تكتمل، إذ عاجل الموت الماجد، وسرقه من بين براثن المحققين، بحجة الفشل الكلوي الذي سبب تسممًا في الدم.

الرقم 70

وماجد الماجد سعودي، مولود في شهر آب (أغسطس) 1973، هو الارهابي رقم 70 في قائمة أعلنتها السعودية في العام 2009، تضم 85 إرهابيًا يبحث عنهم الأمن السعودي من دون كلل، بسبب الضرر الذي سببوه للمملكة.

وصل الماجد إلى لبنان في العام 2006، وانضم إلى جماعة فتح الإسلام المرتبطة بتنظيم القاعدة في معركة نهر البارد، التي خاضتها الجماعة ضد الجيش اللبناني في العام 2007.

وبعد سقوط المخيم، تمكن الماجد من الهرب والانتقال إلى مخيم عين الحلوة الفلسطيني، شرق صيدا. وبسبب تورط الماجد في هذه المعركة وانتمائه إلى جماعة فتح الإسلام، أصدر القضاء اللبناني في العام 2009 حكمًا غيابيًا بسجنه مدى الحياة.

أميرًا على الكتائب

برز اسمه عالميًا حين بايعته كتائب عبد الله عزام الجهادية الاسلامية أميرًا عليها في حزيران (يونيو) 2012، بعد إصابة أميرها صالح القرعاوي، صاحب الرقم 34 في القائمة نفسها، والموقوف في السعودية، بعاهة لا علاج منها.

وسبب هذه العاهة انفجار قنبلة بجانبه، في ظروف لم يتم تحديدها. عزفت quot;الكتائبquot; عن علاج القرعاوي، لأسباب غير معروفة، ونادت بالماجد أميرًا، بالرغم من أن القرعاوي أخطر منه بأشواط، ويتميز عنه بأن اسمه مدرج على لائحة الارهاب الدولي، بمسعى من الولايات المتحدة.

وقالت تقارير صحفية إن الماجد، أميرًا لكتائب عبد الله عزام في بلاد الشام، ترك مخيم عين الحلوة وتوجه إلى سوريا في أواخر آذار (مارس) 2013، وبايع أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، وصار من كبار القياديين في تنظيم القاعدة.

وتتهم الاستخبارات الاميركية والسعودية الماجد بأنه على صلة وثيقة بـquot;القاعدةquot;، يدعمها ماليًا، ويسهّل دخول الهاربين اليمنيين، وينسق تهريب العناصر إلى العراق.

قبض عليه الجيش اللبناني في عملية امنية على طريق بيروت دمشق، في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولم يؤكد اعتقاله رسميًا إلاّ بعدما تم التأكد من هويته. وقبل البدء في استجوابه، تدهورت حالته الصحية، واعلنت وفاته اليوم السبت 4 كانون الثاني (يناير) 2014.

عمليات وإرهاب

يذكر أن عبدالله عزام جهادي أردني - فلسطيني قاتل السوفيات في أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي، وتم اغتياله في باكستان في العام 1989. وكان أستاذ زعيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن.

وتأسست الكتائب التي حملت اسمه في العام 2005، جماعة متصلة بتنظيم القاعدة في العراق. وتولت مهمة مهاجمة أهداف محددة لها في لبنان وفي دول شرق أوسطية أخرى.

ومن العمليات التي تنسب لهذه الكتائب تفجيرات المنتجعات في طابا ونويبع وشرم الشيخ بمصر، وإطلاق صواريخ كاتيوشا على إسرائيل إنطلاقًا من الأراضي اللبنانية، واستهداف ناقلة نفط يابانية قرب سواحل الإمارات، وتفجير السفارة الإيرانية في بيروت أخيرًا.