تونس: صادق المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) ليل الاحد على تعديل فصل في الدستور الجديد لتونس جرّم بموجبه quot;التكفير والتحريض على العنفquot;، وذلك بعد إعلان منجي الرحوي، النائب المعارض في البرلمان، إصدار quot;تكفيريينquot; فتوى دينية بقتله على خلفية تصريحات اتهمه فيها قيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة بمعاداة الاسلام.
ويقول نص التعديل الذي أدخل على الفصل السادس من الدستور quot;يُحجَّرُ (يمنع) التكفير والتحريض على العنفquot;.
وأصبح الفصل السادس في صيغته المعدلة يقول: quot;الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، حامية للمقدسات، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي. يُحجَّرُ التكفير والتحريض على العنفquot;.
وصوت على الفصل في صيغته المعدلة 131 نائبًا من أصل 182 شاركوا في عملية الاقتراع فيما صوت ضده 23 وتحفظ 28.
والسبت تم التصويت في المجلس التأسيسي الذي تحظى فيه حركة النهضة بأغلبية المقاعد (90 من إجمالي 217) ضد مقترح بتضمين الدستور فصلاً يقول: quot;تُمنع مطلقًا كل اشكال التكفير والتحريض على الكراهية والعنفquot;.
واقترحت المعارضة الاحد اعادة النظر في هذا المقترح بعد إعلان منجي الرحوي القيادي في الجبهة الشعبية (ائتلاف لأكثر من 10 أحزاب يسارية) إصدار تكفيريين فتوى دينية بقتله خلال 48 ساعة.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن الوزارة عززت منذ مساء السبت من الحراسة الامنية المخصصة لمنجي الرحوي تحسبًا من استهدافه.
وفي 2013 اغتال quot;تكفيريونquot; (حسب وزارة الداخلية) اثنين من قياديي الجبهة الشعبية هما شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وهددت المعارضة بالانسحاب من المجلس التأسيسي ومقاطعة جلسات المصادقة على فصول الدستور الجديد في حال عدم الاستجابة لمطلبها تجريم التكفير.
والسبت قال النائب حبيب اللوز المحسوب على الجناح المتشدد في حركة النهضة في تصريح إذاعي :quot;الرحوي معروف بعدائه للدين، (وهو) كفكر علماني يتوتر من أي كلمة إسلام، ويريد لو أن الدستور ليست فيه أي كلمة إسلام ولا دينquot;.
وأضاف في التصريح الذي خص به إذاعة quot;صراحة اف امquot; الخاصة المحسوبة على حركة النهضة quot;الشعب التونسي سوف يحدد موقفه من هؤلاء الناسquot;.
واعتبرت المعارضة أن الجزء الثاني من تصريح القيادي في حركة النهضة تضمن دعوة quot;مبطنةquot; لقتل الرحوي وهو أمر نفاه الحبيب اللوز.
والاحد قال الرحوي أمام البرلمان: quot;انا مهدد بالقتل وقد وقع الافتاء باغتيالي خلال 48 ساعةquot;، بسبب quot;ما قيل أمس على لسان سيدنا الشيخquot;، في إشارة الى حبيب اللوز.
وتابع أن زوجته وابنه غادرا المنزل خوفًا من تعرضه الى هجوم من تكفيريين.
وحاول حبيب اللوز التنصل من تصريحاته، وقال quot;اعتَبِرُ التكفيرَ والإخراج من الدين، إن وقع، يجب أن يقع على يد علماء أو قضاة يفتون بهذا بشروط الشرعيةquot;.
لكنه قدم لاحقًا quot;اعتذارًا رسميًاquot; لمنجي الرحوي ولنواب المعارضة الذين شجبوا تصريحاته.
وتبرّأت حركة النهضة من تصريحات نائبها، وقالت في بيان الاحد إن quot;ما صدر عن عضو الكتلة (البرلمانية للنهضة) حبيب اللوز في حق النائب منجي الرحوي لا يعبر عن موقف الحركة ولا تقره بأي وجهquot;.

دستور تونس يلزم قوات الجيش والشرطة بـquot;الحياد التامquot; عن الاحزاب السياسية
كما صادق المجلس الوطني التأسيسي على فصلين من الدستور الجديد للبلاد أعطى بموجبهما طابعًا quot;جمهوريًاquot; لقوات الأمن والجيش، وألزمهما بـquot;الحياد التامquot; عن الأحزاب السياسية.
وينص الفصل 17 من الدستور على أن quot;الجيش الوطني جيش جمهوري وهو قوة عسكرية مسلحة قائمة على الانضباط، مؤلفة ومنظمة هيكليًا طبق القانون، ويضطلع بواجب الدفاع عن الوطن واستقلاله ووحدة ترابه، وهو ملزم بالحياد التام. ويدعم الجيش الوطني السلطات المدنية وفق ما يضبطه القانونquot;.
أما الفصل 18 فينص على أن quot;الأمن الوطني أمن جمهوري قواته مكلفة بحفظ الامن، والنظام العام وحماية الافراد والمؤسسات والممتلكات وإنفاذ القانون في كنف احترام الحريات وفي إطار الحياد التامquot;.
وصادق المجلس قبل ذلك على الفصل 16 من الدستور الذي يقول: quot;تحتكر الدولة إنشاء القوات المسلحة وقوات الأمن الوطني، ويكون ذلك بمقتضى القانون ولخدمة الصالح العامquot;.
وتتهم المعارضة ونقابات أمن حركة النهضة الاسلامية الحاكمة باختراق وزارة الداخلية عبر تعيين قيادات أمنية موالية لها في مناصب حساسة بالوزارة.
ومؤخرًا قدرت وسائل اعلام محلية عدد التعيينات التي قامت بها الحكومة التي تقودها حركة النهضة في وزارة الداخلية بحوالي 1000 تعيين، منذ وصول الحركة الى الحكم نهاية 2011.
وفي تشرين الاول/أكتوبر 2012 قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في شريط فيديو تم تسريبه على الانترنت إن المؤسستين الامنية والعسكرية في تونس quot;غير مضمونتينquot;، وانهما مازالتا بيد quot;العلمانيينquot;.
وقال الغنوشي في الشريط الذي وثق لقاء جمعه بسلفيين quot;الفئات العلمانية في هذه البلاد (..) بيدهم الجيش، الجيش ليس مضمونًا، والشرطة ليست مضمونة (..) اركان الدولة مازالت بيدهمquot;.
وفي ايلول/سبتمبر 2013 اعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) أن كل الاحزاب السياسية في تونس تريد اختراق وزارة الداخلية.
وقال بن جدو حينها في خطاب أمام البرلمان: quot;الأحزاب الموجودة الآن، كلها، تريد إيجاد موطئ قدم في الداخليةquot;.
وأضاف: quot;هناك اشخاص (داخل الوزارة) يدينون بالولاء لهذا أو لذاك، ونحن كلما اكتشفنا وجود أحدهم أبعدناهquot;.
وأضاف: quot;أدعوهم (الأحزاب) إلى (التزام) الحياد، وهذا الحل الوحيد لتؤدي الداخلية دورهاquot;.
ويبلغ عدد قوات الامن في تونس حوالي 70 ألفاً، بحسب إحصائيات اعلنتها نقابات أمن مؤخراً، فيما يبلغ عدد قوات الجيش 60 ألفًا باعتبار الاحتياط، حسب ما اعلن ناطق رسمي باسم وزارة الدفاع في 2013.