قالت دراسة أميركية مبنية على استطلاعات رأي في بعض الدول العربية إن غالبية المسلمين يؤيدون حجابًا معتدلًا للمرأة، يغطي شعرها ويبقي وجهها مكشوفًا.

تناولت دراسة جديدة أجراها معهد بيو للأبحاث الاجتماعية في جامعة مشيغان الاميركية نظرة المسلمين إلى حجاب المرأة، في ضوء استطلاعات رأي شملت سبعة بلدان مسلمة. وتوصلت الدراسة إلى أن غالبية الذين شاركوا في هذه الاستطلاعات يعتقدون أن على المرأة أن تُبقي وجهها مكشوفًا لكن أن تغطي شعرها.
الأنسب لها
تركزت الدراسة على تونس، لكنها شملت نتائج الاستطلاعات التي أُجريت في تركيا ولبنان والسعودية والعراق وباكستان ومصر. كما بحثت الدراسة آراء المسلمين في هذه البلدان بشأن قضايا حساسة مختلفة، مثل العلاقة بين الجنسين والسياسة والتسامح الديني، لكن الموقف من الحجاب كان من النتائج الأشد اثارة للاهتمام في دراسة الباحثين.
وقالت غالبية المشاركين في الاستطلاعات إن الحجاب الذي يغطي شعر المرأة واذنيها ويترك وجهها مكشوفًا هو الأنسب لظهورها في الأماكن العامة، باستثناء السعوديين الذين رأى غالبيتهم أن النقاب الذي لا يبقي ألا العينين مكشوفتين هو الأنسب. وعلى سبيل المثال، 57 بالمئة من التونسيين اختاروا الحجاب الذي يغطي الشعر ويبقي الوجه مكشوفًا، مقابل 2 بالمئة اختاروا النقاب، في حين قال 10 بالمئة فقط من السعوديين إن تغطية الشعر وإبقاء الوجه مكشوفًا هو الأنسب، مقابل 63 بالمئة اختاروا النقاب، الذي يغطي كامل الوجه إلا العينين.
ليس قرارها
جاءت بعض النتائج معاكسة للاتجاه العام. على سبيل المثال، فضلت المراجع الدينية والمسلمين المحافظين في لبنان العباءة التي تغطي كامل الجسم، باستثناء الوجه، لكن غالبية اللبنانيين فضلوا ألا تتحجب المرأة اصلًا. كما وجد الباحثون أن التونسيين هم الأكثر تأييدًا لإعطاء المرأة حرية القرار في اختيار الملبس الذي ترغب فيه، بالمقارنة مع 52 بالمئة من الاتراك و49 بالمئة من اللبنانيين و47 بالمئة من السعوديين و24 بالمئة من العراقيين و22 بالمئة من الباكستانيين و14 بالمئة من المصريين.
ويذهب الباحثون الذين اجروا الدراسة إلى أن النتائج تعكس توجهات البلد المعني إزاء القيم الليبرالية، فضلًا عن مستوى الحرية التي يتمتع بها المواطن. ولاحظ الباحثون ان في لبنان وتونس وتركيا، حيث المواطنون ليسوا محافظين كما في البلدان الأخرى، يميل لباس المرأة المفضل إلى أن يكون أقل محافظةً منه في البلدان الأخرى.