جوبا: تواصل القوات الحكومية في جنوب السودان السبت هجومها لاستعادة بور اخر مدينة يسيطر عليها المتمردون بعد يوم على سقوط مدينة بنتيو النفطية.

في هذه الاثناء طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من رئيس جنوب السودان سلفا كير الافراج عن المعتقلين السياسيين في بادرة حسن نية لتحريك مفاوضات السلام المعطلة في اثيوبيا. ويشترط رياك مشار زعيم المتمردين اطلاق سراح المعتقلين السياسيين التابعين له للموافقة على وقف اطلاق النار.

ولم يغير مشار موقفه بعد سقوط مدينة بنتيو الجمعة. وصرح لفرانس برس في اتصال هاتفي من مكان لم يحدد quot;لقد انسحبنا من بنتيو لكننا قمنا بهذه الخطوة لتفادي حرب شوارع ووقوع ضحايا مدنيينquot;. وتعهد مشار الدفاع عن مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي التي تبعد 200 كلم شمال جوبا.

وفر قرابة 400 الف شخص من منازلهم بسبب المعارك التي اوقعت quot;اكثر بكثيرquot; من الف قتيل، بحسب الحصيلة الاخيرة للامم المتحدة. ومن بين اللاجئين فر 50 الفا الى دول مجاورة.

وافاد محلل لدى مجموعة quot;كرايسس غروبquot; المستقلة ان المعارك العنيفة في ثلاثين موقعا تقريبا قد تكون اوقعت quot;قرابة 10 الاف قتيلquot;. وعلق المفاوضون المجتمعون في اديس ابابا منذ الاثنين اعمالهم السبت بانتظار تعليمات من طرفي النزاع في جنوب السودان حول مشروع وقف اطلاق النار الفوري الذي قدمته دول المنطقة، حسب ما افاد مراسل فرانس برس.

على الارض تحشد القوات الحكومية قواتها لاستعادة مدينة بور. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير السبت لفرانس برس quot;المعارك لا تزال متواصلة قرب بورquot;. واستمر الاف المدنيين في عبور النيل الابيض هربا من المعارك الدائرة في محيط بور، في حين عبرت القوات الحكومية النهر في الاتجاه المعاكس لاستئناف المعارك.

وشاهد مراسل لفرانس برس في مدينة مينكامن الواقعة على الضفة الاخرى من النهر التي لجأ اليها الاف النازحين، عشرات من الجنود الحكوميين يتوجهون الى خط الجبهة قرب بور. واكد متحدث عسكري باسم مشار انه رغم سقوط مدينة بنتيو لا يزال المتمردون يسيطرون على المنطقة التي تقع فيها المنشآت النفطية.

وصادرات النفط تؤمن اكثر من 90% من ايرادات جنوب السودان. وتراجع الانتاج النفطي بـ20% على الاقل منذ اندلاع المعارك في جوبا في 15 كانون الاول/ديسمبر. وتعرّضت مكاتب العديد من المنظمات غير الحكومية في بنتيو للنهب خصوصًا مكاتب quot;اطباء بلا حدودquot;.

وحذر منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية لجنوب السودان توني لانزر من quot;كارثة انسانيةquot; تضرب البلاد بعد عامين ونصف عام على استقلالها. واعرب الوسطاء الاقليميون في اديس ابابا عن تفاؤلهم بان يقبل ممثلو الجانبين بوقف لاطلاق النار خلال اجتماعاتهم في فندق فخم في اديس ابابا. ويدعو اقتراح الجانبين الى quot;وقف كل الاعمال العسكرية واصدار اوامر للقوات بوقف العمليات الحربيةquot;.

واعربت واشنطن التي كانت الجهة الراعية لاستقلال جنوب السودان عام 2011 عن قلقها من مخاطر تفكك هذا البلد الذي يشهد نزاعا مسلحا داميا، ودعت الجانبين الى القبول فورا بوقف لاطلاق النار. كما اعربت وكالات الاغاثة التي تسعى الى مساعدة الجرحى والنازحين عن قلقها من الوضع في جنوب السودان.

وقالت منظمة quot;اطباء بلا حدودquot; ان مقارها في بنتيو تعرّضت للنهب، فيما كشفت منظمات انسانية اخرى حوادث مماثلة، بينها سرقة سيارات بقوة السلاح.