مع استمرار تأزم الوضع في تركيا، يبدو أن التحليلات، التي سبق وتحدثت عن خلافات قائمة بين حركة فتح الله كولن وحزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تهدد بتقويض قاعدة التأييد لحزب العدالة والتنمية، سوف تتحقق خلال الفترة المقبلة.


هذه التحليلات عززتها مجلة دير شبيغل الألمانية بنشرها معلومات تؤكد أن التهديد الأكبر الذي يتعرّض له أردوغان في الوقت الحالي آتٍ من حليفه السابق كولن.

خان الملايين
استهلت المجلة تقريرها بلفتها إلى الموقف الذي بات عليه الآن أحد أنصار أردوغان، ويدعى تورغوت كيليس، بعد مرور أشهر على التظاهرة، التي كان يدعم فيها خطط الحكومة لإعادة تطوير حديقة جيزي، حيث نقلت عنه الصحيفة الآن قوله: quot;بات يتعيّن على أردوغان أن يرحل. فأنا أرى أن رئيس الوزراء قد خان ملايين الأتراكquot;.

ولفتت المجلة إلى تراجع دعم كيليس لحزب أردوغان في مقابل زيادة درجة إعجابه بالواعظ الإسلامي، عبد الله كولن، الذي يقود حركة مدنية قوية على خلاف حاليًا مع أردوغان.

وأشار كولن إلى أنه التحق بمدرسة قام بتأسيسها أنصار كولن، ثم درس في واحدة من الجامعات التابعة للحركة، ثم تلقى منها المساعدة من أجل الحصول على وظيفة، وها هو يعمل الآن في إحدى شركات البناء في إسطنبول، ولايزال واحدًا من الأتباع المخلصين لحركة كولن. وقال في هذا الصدد: quot;من يشتم كولن كأنه يقوم بشتميquot;.

مراكز الدروس.. الشرارة
ورغم التحالف الذي ظل قائمًا لمدة طويلة بين كولن وأردوغان، إلا أن الأوضاع ساءت خلال الأشهر الأخيرة بين الطرفين، بعد إعلان أردوغان عن أنه سيقوم بإغلاق كل مراكز الدروس التي تديرها حركة كولن. واتهم أردوغان أنصار كولن بأنهم يقومون بإنشاء quot;دولة داخل دولةquot;، ومن وقتها والصراع محتدم على أشده بينهما.

وأوضحت المجلة أن هذا الصراع جاء على ما يبدو ليؤكد ما سبق ورفض كثيرون اعتباره نظرية مؤامرة، كانت تحدثت كثيرًا عن أن حركة كولن تتحكم في الشرطة والنظام القضائي. ونقلت دير شبيغل عن غاريث جينكينز، الخبير في الشؤون التركية لدى معهد آسيا الوسطى والقوقاز، قوله: quot;تسعى حركة كولن إلى تخويف أردوغان. وهي إذ تحاول بكل ما أوتيت من قوة لمنع غلق مراكز التدريس الخاصة بهاquot;.

وفي إحدى العظات التي تم تصويرها قبل أكثر من عامين، حث كولن أنصاره على اختراق الدولة التركية. وسبق أن شهدت العلاقات بين أردوغان وكولن حالة من التوتر، عقب الانتخابات البرلمانية التي أقيمت عام 2011. وقال حينها أردوغان إنه لم تعد هناك إمكانية للاعتماد على الحركة، فيما رد الأنصار على ذلك بقولهم إن أردوغان بات يشكل عبئًا عليهم، بسبب نظام حكمه الاستبدادي، الذي ينتهجه بشكل متزايد.

عاود كيليس ليقول إن حركة كولن مستعدة لمواصلة القتال حتى quot;النهاية المريرةquot;. وأكد إلهان سيهانر، السياسي المعارض وأحد خصوم كولن، أنه يتوقع مزيدًا من الكشوفات خلال الأسابيع المقبلة، مشيرًا إلى أن الحركة تمتلك قدرًا كافيًا من الوثائق الفاضحة التي ستعمل على الإطاحة بأردوغان في الصراع الذي لن ينتهي قريبًا.