روالبندي: اسفر اعتداء انتحاري طالباني عن سقوط 13 قتيلا و18 جريحا صباح الاثنين قرب المقر العام للجيش الباكستاني في روالبندي بضواحي العاصمة اسلام اباد، في ثاني هجوم دام في ظرف يومين.

وتبنت حركة طالبان الباكستانية هذا الاعتداء على غرار هجوم بعبوة اسفر الاحد عن مقتل 26 جنديا وجرح 25 اخرون في شمال غرب البلاد وفق اخر حصيلة رسمية صدرت الاثنين في اعنف اعتداء خلال السنوات الاخيرة ضد الجيش.

وينذر هذان الاعتداءان باشتداد هجمات حركة طالبان الباكستانية التي تراجع عددها خلال الاشهر الاخيرة لا سيما منذ مقتل قائدها حكيم الله محسود في تشرين الثاني/نوفمبر في غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار.

ووقع اعتداء الاثنين قبيل الساعة 08,00 (03,00 تغ) في حي السوق بمدينة روالبندي المجاورة للعاصمة اسلام اباد في منطقة تخضع لاجراءات امنية مشددة لانها تقع على مسافة نحو كلم من المقر العام للجيش الذي يعتبر اقوى مؤسسة في البلاد.

ومنفذ الاعتداء الانتحاري يبدو انه جاء راكبا دراجة قبل ان يرتجل وفق ما اعلن سجيد ظفر دال المسؤول الكبير في الشرطة المحلية.

واضاف quot;لا ندري كيف تمكن من دخول هذه المنطقةquot; موضحا ان الانفجار وقع على مسافة عشرين مترا من حاجز للجيش.

وسرعان ما فرضت وحدات الجيش والشرطة التي حضرت سريعا الى مكان الاعتداء طوقا امنيا وسط حطام المتاجر والدكاكين والاشلاء البشرية.، واغلقت السوق بعد الانفجار الذي تسبب ايضا في تحطيم زجاج واجهات المباني المحيطة.

وقال لياقات علي التاجر في الحي لفرانس برس quot;كنت اقرأ الجريدة بعد فتح دكاني عندما سمعت انفجارا قويا طرحني ارضا من على الكرسي فخرجت ورأيت الدخان في كل مكان وجرحى ممددين على الارض يصرخونquot;.

وسرعان ما تبنى المتحدث باسم حركة طالبان باكستان شهيد الله شهيد الاعتداء في اتصال هاتفي مع فرانس برس.

وتشن الحركة المتحالفة مع تنظيم القاعدة، تمردا مسلحا ضد الحكومة منذ 2007 وتندد بتحالفها الاستراتيجي مع واشنطن وتطالب باقامة نظام اسلامي متطرف.

وهدد شهيد الله شهيد الاحد من ان حركته ستشن عمليات اخرى quot;ضد النظام العلمانيquot;.

واكد ان هجوم بانو كان يهدف الى الثأر من مقتل حكيم الله محسود وولي الرحمن، اي قائد ومساعد قائد حركة طالبان الباكستانية السنة الماضية في غارات طائرات اميركية بدون طيار على المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية اكبر معاقل الحركة عند الحدود مع افغانستان.

وتثير الهجمات الدامية الاخيرة تساؤلات حول استراتيجية التهدئة التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء نواز شريف الذي عاد الى الحكم في ايار/مايو الماضي واقترح في ذلك السياق مفاوضات سلام مع حركة طالبان الباكستانية.

لكن الحركة رفضت الاقتراح بعد مقتل حكيم الله محسود الذي حل محله الملا فضل الله الذي كان قائد طالبان في وادي سوات (شمال غرب) والمعروف بشراسته وتطرفه غير ان الحركة اعلنت انها ما زالت مهتمة بمفاوضات quot;صادقةquot; شرط ان ينسحب الجيش من المناطق القبلية شمال غرب البلاد وان يكف الاميركيون عن قصف المقاتلين الاسلاميين بطائراتهم.

لكنها شروط وخاصة منها الشرط الاخير، لا يتوقع المراقبون ان يقبلها الجيش الذي قد يكون يشعر بلا شك بغضب كبير الاثنين بعد ان فقد 32 من جنوده في ظرف يومين.

ويعتبر اعتداء الاحد في بانو الاسوا ضد الجيش منذ الهجوم الذي اوقع 89 قتيلا من القوات شبه العسكرية في احد مراكز التدريب في شرسدا (شمال غرب) في ايار/مايو 2011 وتبنت حركة طالبان الباكستانية حينها الهجوم ردا على مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في غارة اميركية في مطلع ذلك الشهر في شمال البلاد.

وقد اسفرت هجمات حركة طالبان الباكستانية منذ 2007 عن سقوط اكثر من 6600 قتيل في مختلف انحاء باكستان.