بسبب ما يعتبره المصريون تطاولًا على بلدهم، وتحريضًا على العنف والإرهاب، دشنت حركات مصرية حملات شعبية تطالب الحكومة باسقاط الجنسية المصرية عن الشيخ يوسف القرضاوي.


القاهرة: دشنت حركة سياسية مصرية تطلق على نفسها اسم quot;تيار الإستقلالquot; حملة شعبية لسحب الجنسية المصرية من الشيخ يوسف القرضاوي، بسبب تطاوله على مصر والإمارات.

وقال التيار الذي يدعم ترشح عبد الفتاح السيسي للإنتخابات الرئاسية إنه سيجمع توقيعات المصريين على عريضة تطالب بإسقاط الجنسية عن القرضاوي، وسحب الشهادات الإسلامية العالمية العريقة التي منحها له الأزهر، بسبب ما اعتبره التيار quot;ثبوت تورط القرضاوي في إثارة الصراعات بين الشعوب العربيةquot;.

سحب جنسيته

واستنكر التيار في بيان له quot;التصريحات غير المسؤولة والعدائية ضد دولة الإمارات العربية الشقيقةquot;. وأضاف أن الشيخ زايد بن نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل، أكثر من أقام المساجد وبيوت الله في جميع أنحاء دول العالم، وأكثر من دعم رسالة الإسلام، ودافع عن الأقليات الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة.

ودعا التيار الذي يشارك فيه نحو 32 حزبًا وحركة سياسية، وزارة الخارجية المصرية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، جراء تواطئها في تطاول هذا المأجور.

وقال أحمد الفضالي، المنسق العام لتيار الإستقلال، لـquot;إيلافquot; إن الحملة تهدف إلى الضغط على الحكومة المصرية من أجل إسقاط الجنسية عن القرضاوي، الذي وصفه بـquot;شيخ الفتنةquot;، مشيرًا إلى أن القرضاوي يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري والعربي.

واتهم اياها بإثارة الفتنة بين الشعوب العربية الشقيقة. ولفت إلى أن الحملة سوف تخاطب وزارة الخارجية لسحب جواز السفر المصري من القرضاوي، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر على غرار ما حصل مع تركيا. وأضاف أن القرضاوي لا يكف عن التحريض على العنف ضد مصر، وضد جيشها، ولم يقف عند هذا الحد، بل تطاول على الإمارات أيضًا بسبب دعمها لمصر.

تجريده من شهاداته

لم تتخذ الحملات طابعًا شعبيًا فقط، بل وصل الغضب المصري ضد القرضاوي إلى النخبة وقيادات الدولة نفسها. وطالب وزير الأوقاف محمد مختار جمعة من شيخ الأزهر أحمد الطيب سحب جميع شهادات القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعد هجومه وتطاوله على الأزهر الشريف وعلمائه ومشايخه.

وقال وزير الأوقاف في مذكرة أرسلها إلى شيخ الأزهر إن القرضاوي غير جدير بالشهادات والتكريمات التي حصل عليها من الأزهر الشريف. وأضاف جمعة أن القرضاوي يصر على إطلاق فتاوى مضللة ضد الدولة المصرية وجيشها الوطني، مشيرًا إلى أنه يتعمد التشدق بالمغالطات والإساءات الصريحة والواضحة إلى الأزهر الشريف.

وتابع: quot;أمثال القرضاوي صاروا عبئًا على الأزهر وجامعته التي تخرج فيها وتعلم منه آيات الله ويدعو بغيرهاquot;. وقال في نهاية مذكرته لشيخ الأزهر: quot;أطالب مجلس جامعة الأزهر بالنظر في سحب جميع شهادات القرضاوي الأزهرية، لأنه صار غير جدير بها، بعد أن تنكر للمؤسسة التي علمته وصار عاقا شديد العقوق لها ويحرض على العنف ضدهquot;.

دعاوى قضائية

وفي السياق ذاته، أقيمت أربع دعاوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، لإلزام الحكومة بتحقيق هذا المطلب، ومن المقرر أن تنظر المحكمة الدعاوى الأربع في 23 شباط (فبراير) الجاري.

ووفقًا لعريضة إحدى تلك الدعاوى، فإن القرضاوي المتمتع بالجنسية القطرية منذ العام 1961 إلى جانب جنسيته المصرية دأب على الهجوم على مصر ومؤسساتها السيادية ومنها المؤسسة القضائية، وأصدر فتوى بتكفير جميع المصريين الذين خرجوا في ثورة 30 يونيو للمطالبة بالديمقراطية وإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي. واتهمت القرضاوي بأنه أحدث فتنة بين المسلمين باتهامه المتصوفين بأنهم بوابة التشيع في مصر وهو الأمر الذي نتج منه مصرع أربعة من الشيعة المصريين.

وذكرت الدعوى أن القرضاوي خالف نص المادة 10 من قانون الجنسية المصرية 26 لسنة 1975 والتي اشترطت أن يحصل المصري الذي يريد الحصول على جنسية أخرى غير المصرية الحصول على إذن من مجلس الوزراء، وهذا لم يتبعه القرضاوي ولم يحصل على إذن من مجلس الوزراء.

ولسه مصري؟؟

واشار نص الدعوى إلى أن المادة السادسة من هذا القانون التي تجيز لمجلس الوزراء سحب الجنسية المصرية عن كل من حصل على جنسية أخرى غير المصرية دون الحصول على إذن من مجلس الوزراء وإذا اتخذ ما من شأنه الإضرار بمركز مصر الحربي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو المساس بأية مصلحة قومية أخرى.

وأطلق المصريون صفحات على فايسبوك لسحب الجنسية من القرضاوي، ونشرت له صورًا وسط حاخامات اليهود، ووضعت له صورة أدخلت عليها تعديلات ليظهر وكأنه حاخام يهودي.

وتبنى إعلاميون الدعوة نفسها، وقال الإعلامي عمرو أديب: quot;أنا طلبت على الهواء وبطلب من هنا الدولة المصرية أن تسحب الجنسية المصرية من القرضاوي، إزاى بعد كل التحريض ده ضدنا ولسه مصري؟quot;.
وتستمر تلك الحملات ضد القرضاوي، بينما يستمر هو في إطلاق خطبه النارية ضد مصر، بسبب ما يسميه quot;الإنقلاب العسكريquot; ضد مرسي.