نشرت إحدى الصحف التركية في ولاية أضنة نص المقابلة التي أًجريت مع أحد نواب البرلمان التركي والذي ينتمي الى quot;حزب الحركة القوميquot; وهو حزب عنصري معروف. هذا النائب يدعى عاكف آقوش quot;Akif Akkuşquot; وهو بروفيسور في الجغرافيا، اي أستاذ جامعي.

في نص تلك المقابلة، قال البروفيسور بالحرف الواحد: لا يوجد هناك شعب يسمى بـquot;الكردquot;. ولاوجود للغةٍ إسمها اللغة الكردية. لاتنسوا أن صاحب هذه الدرر هو quot;بروفيسورquot; في الجامعة وفي مادة الجغرافيا.

يقول البروفيسور quot;الكبيرquot; عن اللغة الكردية ما يلي: مجموع كلمات هذه اللغة هي حوالي 8000 كلمة، 2000 منها تركية و2000 عربية و2000 فارسية {الأرقام ليس فيها الآحاد والعشرات....طبعاً صاحبها عالم!} والبقية عثمانية وهناك بعض من الكلمات غير معروفة أصولها......

البروفيسور يتساءل: الشيء الذي لا أستطيع إدراكه هو لماذا هناك مَنْ يُطالِبْ بالتدريس بهذه اللغة؟.
ونحن أيضاً نتساءل: لماذا انت وحزبك ترتعدون هلعاً من شيء غير موجود؟؟؟

ثم يقول هذا العالم quot;الكبيرquot;: إن شعباً بلا لغة خاصة به، يعني ذلك أنه غير موجود.......
وبناءً على هذه النظرية العلمية المكتشفة في بداية القرن الواحد والعشرين، ليست هناك شعوب أمريكية و اوسترالية ولا كندية......حيث أن لغات هذه الشعوب هي الانكليزية، وليست هناك لغات أمريكية أو أوسترالية أو كندية. والنابغة هذا يقدم البرهان التالي ويقول: شفان { يقصد الفنان الكردي الشهيرquot; شفان برورquot;} يغني باللهجة الكرمانجية {أكبر اللهجات الكردية} ولكن الذين يستمعون إليه لا يفهمون منه شيئاً.....
هذا ما قاله البروفيسوروبالحرف الواحد الى تلك الصحيفة.....

أي، الملايين يستمعون الى شيء لا يفهمونه.....quot;ولله في خلقه شؤونquot; اللهم إني آمنت بك......

لايمكن لأي عاقل أن يناقش مثل هذا الكلام لتفاهته. وبالنهاية هذا الشخص هو عضو في حزب عنصري أي إسم على مسمى. ولكن العبرة هنا هي أنه يعكس سياسة الإنكار التي تتبعها الدولة التركية تجاه الشعب الكردي ولثمانين عاماً، والتي أفرزت هكذا جهابذة وأساتذة جامعيين مضطرين الى خداع شعبهم والإفتراء عليه، همهم الوحيد لقب quot;أستاذquot; وراتب دسم. وللعلم هناك سبعين برلمانياً آخر من حزبه في البرلمان. من يدري، فقد يكون هذا الألمعي يفوق جميع زملائه علماً وذكاءً.....؟.

في الحقيقة، هذا البروفيسور وأمثاله يستهترون ويحتقرون شعبهم أولاً وقبل كل شيء. هم يعتقدون أنهم يخاطبون قطعاناً من البلهاء والحمقى ويستهزئون حتى بالجامعة التي يُدرّسونَ فيها وبطلابهم الذين يضطرون للإستماع الى هلوساتهم. الذين يعرفون تركيا عن كثب يعرفون جيداً ما تعنيه عبارة quot;البروفيسور المُخبرْquot;. أول من إكتشف تلك الحقيقة كان المفكر التركي الكبير إسماعيل بشيكجيquot;İsmail Beşikccedil;iquot; وذلك في النصف الثاني من ستينيات القرن المنصرم. في ذلك الحين كان السيد بشيكجي يعكف على إعداد رسالة الماجستيركعالم إجتماع عن المجتمع الكردي في ولاية أرضروم. لقد وجد بشيكجي أن معظم أساتذة الجامعة من زملائه كانوا مُخبرينْ ومدسوسين من قبل الدولة التي زرعتهم في كل جامعات تركيا. قدم بشيكجي الى هيئةالمحكمة { أّقيمت الدعوى عليه بسبب رسالته تلك عن الكرد} صوراً وثائقية عن التقارير المخابراتية لهؤلاء quot;الأساتذة المخبرينquot;. وحتى الآن لازال العديد من أساتذة الجامعات يتجسسون على زملائهم وطلابهم ويقدمون التقارير عنهم. الصحف تكتب عنهم بإستمرار في الوقت الراهن، وذلك بعد أن تبدل الكثير من الأمور في تركيا في السنوات الأخيرة.

والسيد عاكف هو أيضاً quot;بروفيسور مخبرquot;....ولولا ذلك لما كان في وسعه أن يعمل محاسباً في مطعمٍ للحمّص.

وللذين يتساءلون عن سبب صعود الشباب الكردي الى الجبال ليضحوا بكل شيء حتى بأرواحهم، نقول: إليكم هذا المثال أعلاه وهو غيض من فيض.....

هؤلاء الأشبال، طبعاً، سينطلقون الى قمم الجبال حتى لا يستمعوا الى تلك الترهات من معتوهين يسمون بـ quot;أساتذة جامعاتquot; وهم لا يستطيعون الرد عليهم بسبب القمع الوحشي.

على رؤوس الجبال تلك يمشي الأبطال بسلاحهم مرفوعي الجبين ينضحون بالعنفوان والعزة والكرامة ويدافعون عن أقدس وأنبل الأهداف على الإطلاق، أي كسر الأغلال عن أيادي شعبهم. الذي يجعلنا نفتخر بهم أكثر هو أنهم لا يريدون سفك الدماء ولا يقاتلون حباً في العنف، بل إنهم طلاب حرية وحق. يعاملون الأسرى معاملة إنسانية تليق ببني البشر وتبعث على الإعتزاز، يحترمون كرامة جثث القتلى وهيبة الموت، بينما العسكرالتركي يشوه الجثث ويعبث بها، والعالم كله شاهد على ذلك.

السويد
[email protected]