هلل بعض العرب وقد يكون كبر بعضهم الاخر بل قد يكون ذهب البعض بعد الاخر في تلك الليلة ابعد بكثير من ذلك وسجل انجازات quot; فحولية quot; تليق بارثنا العربي الفحولي، كل ذلك لمجرد ترديد مفردة quot; الخليج العربي quot; على لسان موظف صغير في الخارجية الامريكية ولحقته دون مصادفة او عفوية وزيرة الخارجية الامريكية بترديد نفس هذه الصفة السحرية التي اجزم أنها خلال تلك الليلة ستزيد من عدد نفوسنا العربية ومن يتابع بعد تسعة اشهر سيجد صحة كلامي ومن يتابع بعد التسعة اشهر تسعة سنوات سيجد جيل المفردة السحرية وهو يتسكع في الشوارع او يبيع السكائر في مواقف الباصات بعد ان يكون قد هجر مقاعد الدراسة وليضاف مليون اخر لتسعين مليون امي في بلادنا العربية العريقة بكل شي الا بالعلم والسياسة والديمقراطية.
منذ قرون وعقود طويلة والخليج فارسي على لسان كل متحدث غربي وفي وثائق وسجلات الامم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنذ نفس تلك القرون ونفس تلك العقود والعرب مستسلمين للفكرة ويسبحون بحمد القائد الضرورة وملك الملوك وملك العنتريات الفارغة التي استفزت شاعر الحب والحياة نزار قباني ليقول quot; يتكلمون بالعنتريات وعمرهم ماقتلوا ذبابة quot;، فنحن لانستورد حتى فنجان القهوة المستوردة والخيمة المستوردة والقصر المستورد والطائرة المستوردة والسيارة المستوردة بل وفانوس شهر رمضان المستورد فحسب بل نحن نفتح افواهنا منذ عقود لاستيراد حتى مفرادتنا السياسية من الاخرين الذين يجيدون التلاعب بنا حد الاستخفاف فنردد خلفهم مثلا quot; الارض مقابل السلام او خارطة الطريق quot; ومع ذلك لانملك السلام ولا الارض وضيعنا كل الخرائط دون استثناء فالتفتنا الى بعضنا ننهش ببعضنا ونسجل بطولات تكفيرية وارهابية كما حدث في العراق ومحاربة تجربته الديمقراطية والدستورية الجديدة من قبل غالبية العرب.
الخليج عربي في ضميرنا وفي دمنا وفي لساننا وفي تاريخنا وحاضرنا لكن في المقابل توجد امة عريقة على الضفة الاخرى لايمكن تجاهل مشاعرها وهي تتصور مثلنا لكن من زاويتها بان الخليج فارسي في الضمير وفي اللغة وفي اللسان وفي التاريخ وفي الحاضر، لذلك اما ان نتفق معهم على مفردة quot; الخليج quot; فحسب او نبقى على حالنا هذا وكلا يغني على خليجه حسب رغبته وهواجسه وتحيزه فيكون نفس الخليج عندنا عربي وفي الضفة الاخرى فارسي. ثم السؤال الذي يبحث عن جوابه هل صعدنا القمر وعمرنا ارضنا ولم يبقى لنا الا بطر تسمية الخليج!!؟ ام اننا امة مازالت تلاحق القشور وتترك لب الامور فايران اليوم دولة قوية في المنطقة وتمثل مصالحها في بلادنا العربي خير تمثيل وبحرص قل نظيره من قبل القادة الايرانيين وهذا ليس عيبا يسجل عليهم بل هي صفة ايجابية تسجل لهم وعيب يسجل علينا نحن الذين لانعرف اين هي مصالحنا الحقيقية بل والادهى من ذلك يريد البعض من جعل ايران عدو العروبة والاسلام على حد سواء بعد ان فقدنا بوصلتنا في تحديد عوامل وسمات العداوة والصداقة ومابينهما من تقاطع المصالح والسعي الى بناء لغة تفاهم ضرورية مع جيران يحرص على البحث عن مصالحة في ابعد نقطة في العالم فكيف وهو يشاطرنا الخليج الذي نختلف على تسميته فحسب لااكثر!!
اليس الاجدربنا على على ابتداع الطرق والاليات التي تجعل من هذه الدولة او تلك ان تضع مصالحها بنص كفة مصالحنا، ام الاجدر ان نبقى نردد اغنية فهد بلان الشهيرة quot; وركبنا على الحصان quot;!
ففي الوقت الذي كبرنا فيه لموظف الخارجية الامريكية وهو يردد الصفة السحرية الجديدة على لسانه كانت ايران تبث الروح في مفاعلها النووي quot; بوشهر quot; على الضفة الاخرى للخليج نفسه، وبذات الوقت تزيد نسبة التخصيب الى عشرين بالمائة في مفاعل قم النووي ليعلن مسؤول اسرائيلي رفيع وبنفس اليوم نصا quot; بان علينا ان ننظم امورنا ونتعامل مع دولة ايران النووية quot; ولتنقل وسائل الاعلام اعتراف كرزاي افغانستان باستلامه اكياس من الاموال كمساعدات من ايران!! من حق الفارسي ان يشعر بالفخر والاعتزاز لكني لاني عربي فاني اشعر بالخيبة لاننا امة اضاعت الطريق وتخلفت قرونا عن كل الامم الاخرى. والمفارقة لاتريد ان تعترف بل تتصور بان مجموعة فضائيات ومجموعة بهلوانيين مقدمي برامج سياسية ومثلهم برامج دينية محرضة واكثر برامج فنية راقصة ستاتي لهم بالريادة والتقدم على الامم الاخرى، انها كذبة يصدقها الكذابون انفسهم وهذه هي الطامة الكبرى.
اذا صنعنا اطارات الطائرات التي تقلع بالمئات من مطاراتنا كل يوم واذا صنعنا كيبورد احرف الكومبيوتر وفانوس شهرنا الكريم واذا تبدل الحاكم عندنا كل خمسة سنوات على اكثر تقدير واذا تعلم نصف التسعين مليون امي في بلادنا وصنعنا رغيفنا من ارضنا واذا وصلنا الى كأس العالم دون رشاوي وتحيز وشراء ذمم واذا كان شاهد فراشنا ليس شرشفا صيني الصنع ومفرادتنا السياسية غير مستوردة وعمرو موسى غير مخلد في الجامعة العربية واذا عرفنا ان نستخرج نفطنا بايدينا من ارضنا.
واذا فهم سفهاء قومنا بان المرأة الام والاخت والزوجة والحبيبة والصديقة والزميلة ليس عورة تبطل الصلاة وان جمع الخيار والطماطة في كيس واحد ليس حرام على اعتبار ان الخيار ذكر والطماطة أنثى!! وان الماعز لاتحتاج الى لباس يستر عورتها المزعومة!! وان الموظفة لاتحتاج الى ارضاع زميلها لتحصل على الامان وشرعية عملها مع الرجل!! مع توفر هذه الحدود الدنيا المطلوبة في افقر الامم اذا تحققت في امتنا فسيردد كل العالم وكل الكرة الارضية بان الخليج عربي، وحتى ذلك الحين فان الخليج فارسي كما هو مألوف على لسان كل الغرب ووثائقهم وتصريحاتهم. اما لماذا تحول هذا الخليج الفارسي الى خليج عربي على لسان وزيرة الخارجية الامريكية فهذه قصة طويلة مختصرها بان اميركا دولة تحرص على مصالحها وتحترم الاقوياء ولاتحسب حساب للضعفاء لكن بالامكان ان تجعلهم ورقة على طاولة مساومة سياسية، لذلك لاتاخذكم المفاجأة اذا قالت يوما بان الخليج هو خليج الدكتور احمدي نجاد.
التعليقات