عاجزة هي الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران عن التصدي للانتفاضة الشعبية العارمة المستمرة وحل أبسط متطلبات الشعب الإيراني.، وتعيش في طور الاستنزاف والاضمحلال في ظل المحاصرة الدولية التي تطبق عليها وفق قرارات الشرعية الدولية. ولم تصب التناقضات الداخلية هذا النظام برمته فحسب بل وصلت إلي داخل تيار الخامنئي الولي الفقيه أيضا.

وفي موقف كهذا يرى النظام الحاكم انه بحاجة الى حملة تنكيل ومساس بسمعة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أو ما يسمى بالانكليزية rdquo; demonizationldquo;وبالفرنسية rdquo;diabolisationrdquo; أي جعل عدوه شيطانا في مختلف الجوانب والأطر امام الاخرين وينفق لأجل ذلك اموالا طائلة ظنا منه انه قد يتمكن من ازالة الخطر الرئيس الذي يهدد حكمه..، وتجري هذه الحملة ضد البديل الذي أوصل هذه الديكتاتورية وفي كفاح بلاهوادة ضدها إلى هذه النقطة أي الى حافة السقوط والاضمحلال والزوال كيانا وفكرا.

شملت حملة المساس هذه بسمعة مجاهدي خلق طبع آلاف النسخ من الكتب وانشاء عشرات من الجمعيات الوهمية واللوبيات في البلدان المختلفة وخاصة العربية واستئجار عدد قليل جدا من كتاب ضعاف النفوس واطلاق المواقع الالكترونية المختلفة. ويستخدم نظام الملالي في هذه الحرب ضد معارضته أكثر الوسائل قذارة بدءا من ممارسة الضغوط على عوائل مجاهدي خلق ومرورا بارسال عملائه إلى مدخل مخيم أشرف مقر 3400 من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المحاصرة منذ 21 شهرا من قبل النظام النظام الايراني على ارض عراقية يفترض انها ذات سيادة..ووصولا إلى بث تهديدات على مدى الساعة باستخدام اكثر من 40 مكبرة صوت كبيرة قوية حول مدخل اشرف يهددون بها السكان العزل بقلع السنتهم من حلقهم واضرام النار في أشرف ومن فيها.

وفي هذا الاطار قامت الاطلاعات الإيرانية بنشر مقالات من قبل بعض الكتاب الغافلين او ضعاف النفوس الذين يجهلون الاسباب الحقيقية وراء كتابة هذه التخرصات في صحيفة أو صحيفتين حول تقديم كتاب بعنوان rdquo;الشهداء الضالونrdquo;.

وتم نشر مقال مثلا في صفحة الثقافة في جريدة لبنانية. وعلينا القول بأن هذه الكتابات ليست تقديما لكتاب بل حلقة من حلقات مؤامرات النظام الإيراني ضد معارضته الرئيسة والتي قامت بتسريبها لبعض الصحف.

إن كاتبة هذا الكتاب السيدة كوديت نورينك وهي صحفية هولندية معروفة منذ سنوات طويلة بمعارضتها وعدائها لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة. وهي لا تتابع العمل الحرفي الصحفي بل ركزت عملها حول إيران وعلى معاداة مجاهدي خلق ومن الغرائب أنها لا تهتم بأي شكل من الأشكال بالانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في إيران واعمال التعذيب التي تمارس في السجون تحت حكم الملالي ولم تشر قط الى مجزرة 30 ألفا من السجناء السياسيين من قبل نظام الملالي ولم تهتم أبدا بالاحداث المرعبة التي تم الكشف عنها العام الماضي في سجن كهريزيك بالقرب من طهران.

تتابع كاتبة الكتاب المذكور اجندة محددة. وجميع مصادر السيدة نورينك فيما يتعلق بمجاهدي خلق معروفة وهم من عملاء وزارة استخبارات الملالي الفاشية وتم الكشف عنهم في مناسبات عدة فمنهم الذين يعملون تحت اسم laquo;الاعضاء السابقين لمجاهدي خلقraquo;. والذين نشروا اقوالهم في تقديم كتاب (الشهداء الضالون) جميعهم أيضا من العملاء المعروفين في وزارة استخبارات الملالي. ولانعلم بتكاليف نشر هذا الكتاب باللغة الهولندية حيث تمت ترجمته باللغة العربية وسائر اللغات.

إن دراسة حول احد هذه laquo;المصادرraquo; تكفي للتعرف على الكتاب والشهود التي تم نشر اقوالهم في هذا الكتاب. فالمدعو laquo;مسعود خدابندةraquo; هو الشخص الذي يقدم نفسه زورا laquo;المسؤول الأمني والمستشار السابق لرجويraquo; وهو الشخص الذي يقول الكُتاب الذين قاموا بتقديم الكتاب ويذعنون بأن laquo;مسعود خدابنده هو الراوي الأساسي الذي يُخبر الكاتبة بكل ما يتعلق بتاريخ مجاهدي خلق، وآليات عملها الميداني والعقائدي والدعائي، فإنها لا تدقق كثيراً في معلوماته، وإن ساورها أحياناً بعض الارتياب من الأرقام والأعداد التي يذكرهاraquo; (جريدة السفير 27/8/2010).
يكتب rdquo;ايف بونهrdquo; الرئيس الاسبق للاستخبارات والأمن الداخلي الفرنسية (د اس ت) في قسم من كتابه باللغة الفرنسية بعنوان rdquo;واواك في خدمة آيات اللهrdquo; ويقول laquo;إن مسعود بمرافقة اخيه ابراهيم كانا قد استقرا في لندن ودخلا منظمة مجاهدي خلق. وتزوج مسعود خدابنده مع مواطنة بريطانية وهي rdquo;آن سينغلتونrdquo;. وتم تجنيده من قبل الـ rdquo;الواواكrdquo; يغادر المنظمة في اواسط العام 1990 ويقوم بعد هذا بالكشف عن اساليب منظمة مجاهدي خلق وتقديم شهادات مختلفة. وتم اعتقال إبراهيم في بداية العام 2003 من قبل الاجهزة السورية وسلمته بدورها إلى إيران وهذا الامر خير دليل على العلاقات الثنائية بين اجهزة هذين البلدين.

ثم ثارت موجة من الاستنكار في بريطانيا دون أي رد فعل من قبل إيران. وبعد سنة يُسمح لـ rdquo;فين غريفيتrdquo; النائب في البرلمان البريطاني من حزب العمال اللقاء بـ rdquo;ابراهيم خدابندهrdquo; في سجن إيفين بطهران. وهذا البرلماني الوقور يشرح عند عودته من إيران استغرابه من مشاهدة laquo;آن سينغلتونraquo; زوجة مسعود خدابنده في سجن ايفين. ويشرح غريفيت أنه كيف كانت سينغلتون تتردد وتخرج وتدخل وتسير حسب ارادتها داخل السجن وكانت هذه المواطنة البريطانية أي زوجة مسعود خدابنده تتحدث بحرية مع سلطات السجن ومنتسبيه.

والتحقيقات الاكثر عمقا لمنظمة مجاهدي خلق تصل إلى النتائج نفسها التي وصل اليها فين غريفيت. كما ويتم الحصول على معلومات ادق تفيد بأن مسعود خدابندة يقوم بلقاءات في سنغافورة وكوالالامبور مع السلطات الاعلى لـ laquo;واواكraquo; بشكل متواصل. كما وأنه يشن حملاته من موقع في الانترنت باسم laquo;ايران اينترلينكraquo; بطلب من هذه السلطاتraquo; (نقلا عن كتاب laquo;واواك في خدمة آيات اللهraquo; باللغة الفرنسية).

(يتبع)

* خبير في الشؤون الإيرانية
[email protected]