حين يهبط من رحم امه مولود ذكرا كان ام انثى ؛ يختار له والديه او اهله اسما يتمنون ان ينشأ عليه و ان يتطابق الوصف على الموصوف. فأذا اسموه ( صادق ) فهم يتمنون ان ينشأ كذلك و ان لا يكون كذابا lsquo; واذا اسموه ( امين ) فهم يتمنون ان ينشأ امينا و ان لا يغدو مختلسا او منافقا lsquo; و اذا اسموه ( جميل ) فهم يتمنون ان ينشأ جميلا ان لم يكن فى الطلعة فبالخلق و التصرف.
لا احد من الناس يسمى مولوده بأسماء مقززة لآن لا احد منهم يريد لوليده ان يكون منفرا للاخرين حتى وان كان بالاسم.المولود اذن لا يختار بنفسه و لنفسه اسمه و لكن ان شاء فيما بعد ان يغير اسمه فله ما يريد.
مسألة اختيار الاسم هى كمسألة الدين و المذهب الدينى والعرق اذ لا خيار للانسان فى ما ينشأ عليه ليس غريبا ان يغير المرء اسمه اذا شاء فقد حدث ذلك و سجلات المحاكم تشهد على انه قد حدث تغيير الناس لاسمائهم اذن ظاهرة مألوفة غير ان حجمها ؛ ضمورها او اتساعها،يخضع للظروف الاجتماعية المحيطة بهم و هى فى العراق تخضع ايضا للظروف السياسية كذلك و لقد شهدنا بعد احتلال عام 2003 كيف ان عراقيين سارعوا لتغيير اسماءهم فبعضهم كان يحمل اسم ( صدام ) و بعضهم كان يحمل حتى اسم حزب صدام و لأن تلك الاسماء لم تعد مجدية و لا مربحة فقد سارع اصحابها لتغييرها و لهم ما ارادوه.
غير ان المثير فى هذا ليس فى تغيير اسماء الناس انما فى تغيير اصولهم العرقية و بناء على ما تريده السلطة و لنا فى هذا الصدد قرار لصدام حسين ندرجه نصا كى لا يجتهد البعض فى نفيه
قرار صادر عن مجلس قيادة الثورة
رقم القرار 199
تأريخ القرار 6- ايلول -2001
نظرا لوجود حالات موروثة فى سجلات فترة الحكم العثمانى للعراق و من اجل اعطاء العراقى حق اختيار قوميته... و انسجاما مع مبادئ حزب البعث العربى الاشتراكى فى ان
العربى هو من عاش فى الوطن العربى و تكلم اللغة العربية و اختار العروبة قومية له و استنادا الى احكام الفقرة ndash; أ - من المادة الثانية و الاربعين من الدستور
قرر مجلس قيادة الثورة ما يلى:
اولا: لكل عراقى اتم الثامنة عشرة من عمره الحق قى طلب تغيير قوميته الى القومية العربية.
ثانيا: يقدم طلب تغيير القومية الى دائرة الجنسيةو الاحوال المدنية المسجل فيها الشخص
ثالثا: يبت مدير الجنسية و الاحوال المدنية فى المحافظة فى الطلب خلال 60 يوما من تآريخ تقديمه.
رابعا: يثبت قرار تغيير القومية فى السجل المدنى و يتخذ اساسا لتعديل جميع السجلات و الوثائقالرسمية الاخرى.
خامسا: يصدر وزير الداخلية تعليمات لتسهيل تنفيذ احكام هذا القرار.
سادسا: ينفذ هذا القرار من تآريخ نشره فى الجريدة الرسمية.
صدام حسين
رئيس مجلــــــس قيــــــادة الثــورة
لا نريد هنا مناقشة مضمون القرار الجائر غير اننا نشير و ان بعجالة الى تناقض ورد فى متنه فهو اذ ينص على ( من اجل اعطاء العراقى حق اختيار قوميته ) فهو يقصر حق التغيير على غير العرب فقط و لا يعطى حق التغيير للعربى العراقي اذا ما شاء ان يغير قوميته الى ا الكردية مثلا فصدام كان يريد من القرار ان يجعل من كل العراقيين عربا.
لنتابع ثمة ظاهرة غزت العراق و هجمت على العراقيين كما هجم الاحتلال عليهم و تمثلت فى افراط البعض على استخدام وصف ( الوطنية ) اسما لكتل و جماعات هبت و دابت و راحت تعمل فى السياسة و كآنها تشعر سايكولوجيا بنقص او عيب فى واقعها فتريد اخفاءه من خلال الافراط فى ( تناوله ) و كآنه جرعات طبية.
و اذ لم يعد وصف ( الوطنية ) يكفى فقد زادوا عليه فيما بعد بوصفة اخرى اسموها( العراقــية )و ليكون لاسم ( الوطنية و العراقية ) رنة خلخال ذهبى و كالبنيان المرصوص: ســـبحان اللــــــه.
و كان ان جاءت انتخابات عام 2005 فاذا باولئك الصناديد يتخلون عن تلك الاسماءو يغيرونها ليس الى اسماء اخرى بل... الى.. اعداد و ارقام.
افليس غريبا ان يتخذ بعض الناس لانفسهم ارقاما بدلا من الاسماء و الارقام ما جاءت لتدل على هوية الناس.
ثم جاءت انتخابات عام 2010 فاذا بنا امام مجموعات من البشر تتخذ لانفسها اسماء لاتدل على واقعها و لا على حقيقتها،فالاسم هنا لم يعد وصفا للموصوف.
و اذ شاء جميع اولئك النواب و بلا استثناء و عددهم ( 325 ) و على اختلاف كتلهم العنصرية و الطائفية ان يعطلوا برلمانهم و ان يغيبوا دستورهم و كآنهم ( و ظنوا انهم مانعتهم ) حصون المحتل فقد طافت عليهم قصة ( المفاوضات ) بينهم و ( الوفود ) تروح و تجىئ ( بين برد و مجسد ) بحجة التمهيد لتشكيل الوزارة و اذ اغتالوا فى هذا سبعة اشهر من بعد سبع سنين عجاف فقد طلعوا على العراقيين بقصة يوسف جديدة اسموها بــ ( الورقة الكردية).
لا بأس بما يقدمه السيد الطالبانى و السيد البارزانى فلهما العذر فى ما يقدمانه و ليس لنا ما نعرضه بشأن ما يقدمانه من مطاليب
غير ان لنا كل الشأن فى الاوصاف موضوع كتابتنا هذه
يقول اهل الكتل البرلمانية بالورقة الكرديةاين نحن؟
هل نحن فى الامم المتحدة لنناقش اوراق دول؟
ثم اذا كان الامر كذلك فاين الاوراق العراقية؟ و نحن نقصد بالعراقية ذلك الوصف والمضمون المقدس للعراق وطنا للجميع و لا نقصد اسما لكتلة؟
كان من الواجب وطنيا ان تناقش مطاليب السيدان الطالبانى و البارزانى بنظرة عراقية لا بنظرة عنصرية او طائفية الا اذا كانت تلك المجموعات هى كتل انابيب
دع الموتى يدفنون موتاهم و اتبعنى.
لنــــــدن 1/11/2010
- آخر تحديث :
التعليقات